Author

فيديو القوارض

|


قررت جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في الدمام أن توقف مقاول تقديم خدمات في إحدى كلياتها، بسبب تداول مقطع يظهر انتشار القوارض والحشرات في المواقع التي يديرها المقاول. المشكلة أنه تبين أن الموقع هو موقع تقديم خدمات الطعام للطالبات، وهذا يفتح المجال لأسئلة كثيرة.
أهم هذه الأسئلة هو كيف تم اختيار هذا المتعهد الذي لا يملك الحد الأدنى من مفاهيم الالتزام بصحة المستخدمين وسلامة المواد والمواقع التي يديرها؟، أين هي الضوابط الموجودة في العقد التي تلزم المتعهد بمستوى معين من النظافة والحماية للمستهلكين؟، ثم أين هي الرقابة على المتعهد التي أوصلت الحال لما انتشر من مقاطع مخجلة لا يمكن أن نقبلها في مكان آخر، فكيف بالجامعة التي هي مركز لبناء المستقبل، ويفترض أن تكون المرجعية في أمور مثل هذه؟.
كل هذه تهون أمام مسؤولية الطالبات اللواتي استمر استهلاكهن للمواد التي يقدمها المتعهد، رغم التذمر والشكوى التي لا تفيد ولا تغير الحال في الواقع. هنا لا بد أن نناقش الفكر والتعامل الذي بني في عقول أبنائنا وبناتنا في المرحلة الجامعية في مواجهة الفساد وسوء الأداء الذي يمكن أن يفتك بالجميع. أظن أنه كان من الممكن أن تعتمد كل فتاة على نفسها وتحضر معها ما تحتاج من الغذاء والمشروبات كتعبير عن رفض هذا المقاول وأسلوبه السيئ.
نعم هنا يمكن أن نغطي على العيوب المتقدمة جميعا، فوعي المستهلك ورفضه للفساد الذي يمارس ضده أمر أساس في كل التعاملات، وكون هؤلاء طالبات في كلية واحدة وبينهن روابط شخصية وفكرية ومكانية يمكن أن يحول كل من يقدم الخدمة لهن إلى شخصية منضبطة ملتزمة بأعلى مستويات الاحترام للبشر الذين يتعامل معهن.
إن الدور الحساس الذي يمثله الشباب والفتيات في المجتمع كوسائل للتغيير وتطوير الأداء يتمثل في التعامل المنطقي والعقلاني والمهذب مع الأشياء بما لا يسمح بانتشار التعامل السيئ واستغلال العقود بالشكل الذي يسيء للبيئة والمجتمع. عندما قامت إحدى الطالبات بنشر المقطع كنا قد وصلنا لمرحلة متقدمة من الرفض العام لما يفعله المقاول، لكننا لم نضطره لتحسين الأداء والالتزام بمعايير عالية والبحث عن البدائل التي تناسب المستهلك من الأساس، من خلال التعامل الفاعل المؤثر مع تجاوزاته التي تخالف العقد المبرم معه.

إنشرها