Author

140 ولا؟

|

عندما شاهدت مقطع تحويل الإشارات المرورية في إحدى المدن اليابانية إلى مكون بيئي متكامل، حيث يعلم القاصي والداني عن حال الإشارة قبل أن يصلها، ظننت أن ذلك من نافلة القول، وأنها لا تعدو كونها محاولة لتجربة شيء غريب، وللمصادفة شاهدت مقطعا آخر في مدينة دبي تستخدم فيه البلدية الطلاء لتحول اللون الأسفلتي الأسود إلى لون أحمر قان، حيث تبدأ منطقة خفض السرعة ليتنبه الجميع، ولا يأتيك من يقول لم أعلم أن السرعة تغيرت.
المبدأ الذي بني عليه في الحالتين واحد وهو، حماية الجميع وضمان وصول المعلومة لكل من يتعامل مع الطريق. إن الهدف الأسمى من عمليات السيطرة على الحركة في كل المدينة وخارجها، لا بد أن يكون في ذهن كل من يخطط لمستقبل هذه المدينة ويتعامل مع خدماتها، وهو ضمان سلامة الجميع.
إذا اتفقنا على أن هذا هو الهدف لكل من يعمل في الخدمة العامة، وخصوصا في مجال المرور، يمكننا حينئذ أن نقوم جميع السلوكيات والقرارات على هذا الأساس ونكيفها، حيث تحقق هذه النتيجة، التي تظهر في النهاية إحصائيات نستدل بها على مدى تحقيق الأمانة التي تحملها مسؤولو خدمة الناس. على هذا الأساس، يجب أن تبدأ إدارات المرور متعاونة مع البلديات في تغيير السلوك ليتناسب مع الهدف. لنضرب مثلا لهذا: معلوم أن المرور وضع مجموعة من الضوابط محل الرصد أخيرا، وهي موجودة في الأساس في نظام المرور، لكن لم تتم السيطرة عليها سابقا. يمكن أن نمثل بربط حزام الأمان للجميع والالتزام بالسرعة المحددة واحترام الإشارات المرورية. هنا تبدأ مسؤولية الحماية بضمان وصول المعلومة للجميع. نشر الإعلانات والتواصل في كل المواقع وسيلة مهمة، وهو ما فعلته الإدارة العامة للمرور وحققت فيه إنجازات مهمة تسمح لنا بالقول إنه نجاح حقيقي.
شكا لي زميل استخدم طريق الرياض - الدمام السريع في سفره خلال عطلة نهاية الأسبوع، من أنه تسلم ثلاث مخالفات حال وصوله إلى الرياض، وكلها مخالفات سرعة، مع أنه لم يتجاوز 140 كما شاهد في لوحات تحديد السرعة على الطريق. ما لم ينتبه له صديقي هو، أنه في بعض جزئيات الطريق هناك مواقع تنخفض فيها السرعة إلى 120، وهنا ترصد الكاميرات على السائق مخالفة سرعة. أتساءل، لماذا لم تقم إدارة المرور بإيضاح هذه المواقع بشكل لا يقبل الخلاف، بدل تركيب لوحة صغيرة أخرى تغير من خلالها السرعة.

إنشرها