Author

التداول في فوتسي راسل رمز للاستثمار

|
بانضمام السوق المالية السعودية "تداول"، إلى مؤشر "فوتسي راسل" العالمي للأسواق الناشئة، تكون السوق قد نجحت في خطواتها السابقة لبلوغ هذا الهدف. فكما هو معروف، يعد المؤشر المذكور هدفا لأي سوق تسعى للوصول إلى الدرجة الناشئة. وهذه الدرجة لها أهميتها على مختلف الأصعدة، كما أنها تؤكد أن السوق السعودية بلغت المكانة التي تستحقها، مدعومة في الواقع بالحراك الاقتصادي العام فيها. فـ"رؤية المملكة 2030" وبرنامج التحول المصاحب لها، وفرا أيضا دعما عمليا ومعنويا لحراك السوق السعودية، ناهيك عن القوة التي يتمتع بها الاقتصاد السعودي، حتى في ظل التراجع الذي شهدته أسعار النفط قبل ثلاث سنوات. المملكة حافظت على سمعتها الاقتصادية حتى في الظروف الصعبة. ودلالات انضمام "تداول" لمؤشر "فوتسي راسل" كثيرة، في مقدمتها المساهمة المباشرة في نهوض حراك سوق الأسهم، خصوصا أن "فوتسي" من أكبر مؤشرات الأسهم البريطانية، ويضم أسهم أكبر 100 شركة في المملكة المتحدة. ومثل هذا الانضمام، سيؤدي بالطبع إلى جذب مزيد من الاستثمارات للسوق، تقدر مبدئيا بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، وهذا يعني زيادة واضحة في رؤوس الأموال القادمة إلى السعودية. وهناك نقطة مهمة فعلا، تختص بالحوكمة، حيث يعني هذا الانضمام أن "تداول" ستتمتع أكثر بالشفافية والحوكمة في آن معا. هذان عنصران يعدان أساسيين في أي سوق "ناضجة". وأيضا من المزايا المهمة لهذا الانضمام، ارتفاع عدد المستثمرين الأجانب بشكل كبير، الأمر الذي يمكن اعتباره إعلانا لهم لمزيد من الاستثمارات في السوق المحلية. في بريطانيا تولي الجهات الاقتصادية الحكومية والخاصة أهمية كبيرة للحراك الاقتصادي التنموي السعودي الراهن، وقد ظهر هذا جليا خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة للمملكة المتحدة. وكان القائمون على بورصة لندن حريصين على لقاءات مهمة مع أعضاء الوفد السعودي المختصين بشؤون سوق الأوراق المالية وغيرها. ناهيك طبعا عن حرص بورصة لندن على أن تكون المكان الأجنبي، الذي ستطرح شركة "أرامكو" فيه أسهمها المحدودة. كل هذه الخلفية، إلى جانب الحقائق الموجودة على الأرض في السعودية، دفعت مؤشر "فوتسي" للخطوة المذكورة. يضاف إلى ذلك أيضا، أن سوق السعودية وصلت بالفعل إلى مرحلة النضج، ناهيك عن أنها الأكبر في المنطقة كلها. هذه الخطوة لن تكون الأخيرة، إنها تقود تلقائيا لاحقا إلى انضمام السوق السعودية لمؤشرات عالمية كبرى أخرى، علما بأن المؤشر البريطاني يعد الأهم على الصعيد العالمي. وهذه السوق تمضي قدما نحو مزيد من تحقيق الأهداف، مستندة إلى اقتصاد وطني ليس متينا فحسب، بل متجدد أيضا. وفي كل الأحوال، الانضمام إلى "فوتسي" البريطاني، سيدعم حراك الشركات في إدراج أسهمها أكثر في "تداول"، على اعتبار أن السيولة أصبحت محلية وعالمية. وهذا يعد بمنزلة تشجيع لكل الشركات التي ترغب في ذلك. وبالطبع لا بد من الإشارة هنا، إلى أن ذلك سيوفر تغطية كبيرة للسوق من المصارف العالمية. كل شيء في المملكة باتت نتائجه تظهر، والأسباب كثيرة، منها خطة البناء الاستراتيجية الماضية قدما على الساحة الآن، ونجاح المشاريع المرتبطة بها، وإطلاق الشراكات الاستراتيجية أيضا مع البلدان المحورية على الساحة الدولية، وتنفيذ "رؤية المملكة" بأعلى المعايير العالمية من الجودة والدقة. كل ذلك يسهم في دفع القطاعات السعودية إلى الأمام، وفي مقدمتها "تداول" التي تمثل رمزا للاستثمار وصحة للاقتصاد الوطني.
إنشرها