Author

قفزة نحو «الشمس»

|

الجميع متفائل بعد توقيع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة في المملكة مع ماسايوشي سون، رئيس مجلس الإدارة لصندوق رؤية سوفت بنك، مذكرة تفاهم لإنشاء "خطة الطاقة الشمسية 2030" التي تعد الأكبر في العالم في مجال الطاقة الشمسية.
وتبدو رحلة المملكة إلى المستقبل مضاءة بالشمس وهي تحول تركيزها نحو تسخير الطاقة الشمسية، حيث تشكل هذه الاتفاقية إطارا جديدا لتطوير قطاع الطاقة الشمسية في السعودية.
وتمتلك المملكة 19 في المائة من الاحتياطي العالمي، و12 في المائة من الإنتاج العالمي، وأكثر من 20 في المائة من مبيعات البترول في السوق العالمية. ومع ذلك وعلى الرغم من هذا المخزون الضخم، فإن ديناميكيات مختلفة تشير بشكل مطرد إلى ضرورة بدء المملكة مسيرة خضراء لضمان غد مستدام. ويمكن أن يؤدي نجاح خطط الطاقة المتجددة إلى تحقيق وفورات تراكمية في المنطقة. وتجعل الظروف الجغرافية السائدة في المنطقة الطاقة الشمسية أقوى الموارد المتجددة وأكثرها فعالية. ووفقا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA فإن ما يقرب من 60 في المائة من المساحة السطحية في دول مجلس التعاون الخليجي تتمتع بملاءمة ممتازة لنشر محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية. ومن شأن تطوير 1 في المائة فقط من هذه المنطقة أن يولد ما يقرب من 470 جيجاواط من الطاقة الإضافية المتولدة ما يجعل هذا المجال أكثر إثارة. ومن الواضح أن هذا الطلب المتزايد على الموارد سيبدأ في وضع ضغط على شبكة الإمداد الحالية، وبالتالي يجب التفكير في الحلول البديلة وتصنيفها. ومن أهم مجالات تركيز مساعي العثور على مصادر الطاقة المتجددة استخدام تقنيات الطاقة الشمسية والكهروضوئية. وبعد أن كان هذا المصدر يعد مكلفا للغاية، فقد أصبح الآن منافسا من حيث التكلفة وأكثر كفاءة من حيث الإنتاج، بفضل تواصل بحوث تطوير إنتاجية الخلايا الكهروضوئية.
وتواجه الجهود المبذولة لزيادة قدرة الطاقة الشمسية عديدا من التحديات. وأحد أهم معوقات توليد الطاقة الشمسية يتعلق بتوافر مصدرها. فالإشعاع الشمسي نادرا ما يكون ثابتا ويتغير بتغيير الظروف الجوية "الغيوم والغبار"، وتغير وضع الأرض بالنسبة للشمس "ليلا ونهارا". كما أن الطاقة الشمسية ضعيفة نسبيا لأنها يجب أن تمر أولا عبر الغلاف الجوي الذي يحمي الأرض من شدة الشمس. ومن ثم فإن الطريقة المتقطعة والمتغيرة التي تصل بها الطاقة الشمسية إلى سطح الأرض توجد مشكلات تتعلق بالقدرة على الاعتماد على هذه الطاقة، وهو الأمر الذي يتطلب استخدام شكل من أشكال نظم الطاقة الاحتياطية التي يمكن اللجوء إليها عندما لا تكون الشمس مشرقة أو يكون الطقس معاكسا.
ولهذه الأسباب تضمنت الاتفاقية استكشاف تصنيع وتطوير أنظمة تخزين الطاقة الشمسية في السعودية، وتأسيس شركات متخصصة للأبحاث وتطوير ألواح الطاقة الشمسية بكميات تجارية في السعودية تسمح بتسويقها محليا وعالميا. إضافة إلى استكشاف الفرص المتعلقة بتأسيس صناعات في مجال منظومات توليد الطاقة وبطارياتها في المملكة.
وسيتم بموجبها تأسيس شركة جديدة لتوليد الطاقة الشمسية ابتداء من إطلاق العمل على محطتين شمسيتين بقدرة 3 جيجاواط و4.2 جيجاواط بحلول عام 2019 والعمل أيضا على تصنيع وتطوير الألواح الشمسية في السعودية لتوليد الطاقة الشمسية بقدرة ما بين 150 جيجاواط و200 جيجاواط بحلول 2030. والتي من شأنها أن تساعد على دعم تنويع القطاعات وإيجاد فرص العمل في مجال التقنيات المتقدمة. فمن المتوقع أن تسهم بما يقدر 100 ألف وظيفة في السعودية.
ومن الواضح ـ في ضوء هذه المبادرة الطموحة ـ أن المملكة تستعد لتصبح منتجا رئيسا للطاقة الشمسية. كما أن توجه المملكة لتشجيع الاستثمار في مجال الكهرباء المتجددة من الممكن أن يساعدها على أن تصبح منتجا رئيسا للطاقة الشمسية في المستقبل.

إنشرها