ثقافة وفنون

أعلام الفلسفة

أعلام الفلسفة

تشيع على ألسنة العامة وأنصاف المثقفين عبارات عدائية ضد الفلسفة والفلاسفة مؤداها أن الفلسفة مجرد خيالات وأضغاث أحلام، وسباحة في عالم من الكليات العقلية التي تشغل الناس عن الواقع المحسوس وتلهيهم عن ممارسة حياتهم العادية وتدبير شؤونهم. أما الفلاسفة فهم أولئك الذين ظنوا في أنفسهم التميز والسمو عن مواطنيهم، وبدلاً من أن يشاركوا في صنع الواقع بأيديهم، يبتعدون عنه محاولين صنع عوالم فكرية ومذاهب فلسفية خاصة يعيشون في داخلها، ليصبح شاغلهم الوحيد هو صياغة الأدلة العقلية المؤيدة لما يؤمنون به. وبعبارة واحدة، إنهم يعيشون في تلك الأبراج العاجية التي صنعوها لأنفسهم بعد أن قطعوا أي ارتباط لهم بالواقع. والحق أن ذلك الاتهام باطل، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على أن أصحابه لا يعرفون عن طبيعة الفلسفة شيئاً فارتاحوا لعبارة "بلاش فلسفة" وظنوا أنهم بذلك إنما يحمون أنفسهم ومجتمعهم من "هم الفكر" و"خيالات" الفلاسفة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون