Author

الكاتب والكتاب

|

حفل معرض الرياض للكتاب بحقه من المعارضات والآراء كما هي الحال كل عام. دخل المعرض دورته الحالية كواحد من أكثر المعارض جذبا لكل ما يتوقعه الواحد منا. الجمهور بأعداد تفوق كل المعارض التي تنفذ في أرض المعارض، والنقاش والمحاضرات والمؤتمرات تجذب مزيدا من النقاش، لكنه في هذا العام حفل بمزيد من القضايا المستجدة التي استغلها كثيرون لإدخال المعرض الحالة المنتظرة من النقاش والجدل في بعض الأحيان.
على أن نشر كتاب لأحد شباب وسائل التواصل في المعرض الذي أثار كما غير قليل من الجدل على المشهد الثقافي بسبب تسليط إحدى الكاتبات الضوء عليه باعتباره كتابا لا يستحق أن يكون على منصة في المعرض أو حتى يطبع في الأساس، كان مختلفا جدا، وهو يصور حالة مستجدة على المشهد الثقافي.
بعد أن كان رفض الكتب يبنى على المرجعية الثقافية والانتماء الفكري للأشخاص وتأثيرها في الحاضرين والخوف من التغيير الذي تحمله هذه الكتب، ظهر أن هناك عودة إلى الخلف من خلال رفض السماح للشخص بالتعبير عن رأيه أو عرض تجاربه وهو أمر لا أنوي أن أدخل في دهاليز أسبابه. قد أختلف مع الشخص فيما يطرح وطريقة الطرح واللغة التي يطرح بها فكره، وحتى المحتوى الذي ينشره. لكنني بالتأكيد لا أعتقد أن هذا حق لي أنا فقط من بين كل من يحضر مثل هذه التجمعات.
كون الفكرة لا تصل لمستوى الكتب الثقافية العالمية أو لا تضيف شيئا أو لا تستحق المتابعة لا يعني حرمان من يعرضها من العرض ولنعط القارئ حقه في تقبل أو رفض الفكر الذي يشاهده. كون الكتاب يباع في المعرض يعني أنه سيخضع لمقصلة الرأي العام الذي سيفند ما فيه. المهم أن الوصاية على الأشخاص وتحديد ما يقرأون أو الإلزام بمسار معين وفكر معين هو بالتحديد ما كان يهرب منه أغلب المثقفين بل ويمثلون به على ما وقع من تراجع ثقافي في العالم العربي.
أقول هذا وأنا مقتنع أن الذائقة العامة وخصوصا في مجال القراءة لا تزال لديها القدرة على التفريق بين الغث والسمين، وأن ما قد ينشر هنا أو هناك ليس بخطورة ما يواجهه شبابنا وفتياتنا في ألعاب "السوني" ومواقع التواصل والألعاب الحربية التي أفسدت عقول كثيرين.

إنشرها