Author

الإلحاح الجميل

|

التقيت شابا نابها في إحدى الجهات الحديثة وسألته سؤالا يسيرا قصيرا عن كيفية التحاقه بهذه الوظيفة وكيفية معرفته بها. لم تكن الإجابة حقا بحجم السؤال وبساطته. لقد كانت عميقة للغاية. قال لي إنه علم بإنشاء هذه الجهة عن طريق خبر قرأه في وسائل التواصل الاجتماعي. وفور أن تصفح الخبر شعر أن هذه الجهة تلامس اهتماماته وطموحاته فبحث عن موقع إلكتروني لها فلم يجد. سأل عن مقرها فلم يعثر عليه. ظل يلاحق أي خيط يصله بهذه الجهة حتى سمع عن مشاركتها في جناح تعريفي في أحد المؤتمرات. هرع إليه وقدم سيرته الوظيفية القصيرة التي لم تتجاوز عامين. روى للقائمين على الجناح رحلته الممضة حتى عثر عليهم. سكب في أعماقهم مشاعره وعواطفه تجاه هذه المؤسسة الحديثة. ابتسم له إخصائي الموارد البشرية وسأله أن ينتظر إيميلا منهم. ثم طلب منه الشاب رقم الجوال والإيميل ليتابع معه. ناوله بطاقة أعماله، ووعده أن يتصل عليه الأسبوع القادم؛ ليلتقي به في مكتبه بعد أن يبعث له العنوان. جاء الأسبوع القادم لكن الاتصال لم يأت. اتصل الشاب على الموظف وذكره بنفسه، وقال أنا جاهز في انتظاركم. دعاه إلى المكتب لمقابلة وظيفية حضرها نائب المدير العام. بعد أن انتهت المقابلة الوظيفية سأل الشاب فهد المسؤول أن يمنحه فرصة لخمس دقائق ليقدم عرضا عن الخدمات التي سيوفرها للجهة إذا تشرف بالالتحاق بها. انبهر الجميع بالمبادرة وانبهروا أكثر بمحتويات العرض. لم يخرج فهد إلا وهو يمسك بعرض مبدئي للالتحاق بهذه المؤسسة.
بعد أقل من عام من انضمامه للمؤسسة يتولى فهد منصبا قياديا فيها. يمثلها ويتحدث باسمها. إنه الإلحاح الجميل الذي يهديك ما تتمنى. ألح في دعائك ليستجيب لك الرحمن... ألح في بحثك وإصرارك ومحاولاتك وستجد ما يسرك وأكثر. لن تصل إلى الأعماق إلا إذا حفرت طويلا. ولن تصل الآفاق إلا إذا انطلقت بعيدا. الإلحاح يعلمك الصبر، لكن يكافئك بالنصر.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها