default Author

سر الوثيقة الخضراء

|

أهم وثيقة ممكن أن يحصل عليها الشخص، بل إن أرواح كثير من البشر ومستقبلهم معلقة بين تلك الصفحات!
وعند تتبع سيرته، نجد أنه مر منذ ظهوره، قبل نحو خمسة قرون، بتغييرات كبيرة فرضتها الدول تباعا لأسباب أمنية في أغلب الأحيان.
أول ظهور لوثيقة "جواز السفر"، كان في عهد ملك بريطانيا هنري الخامس عام 1414، بهدف حماية رعايا الدول الأخرى، أي أنه بمنزلة "عهد أمان" يمنح في العادة للأفراد من الدول المعادية ليكفل لهم حرية الحركة دون التعرض للأذى أو الاعتقال، ويضمن لهم حق الانسحاب بسلام في حالة الحروب، ولا يحق لأحد أن يصدره، سواء الملك أو الحاكم.
ويعود أقدم جواز سفر بريطاني، موجود حتى الآن، إلى أيام الملك تشارلز الأول سنة 1636، وهو عبارة عن وثيقة ورقية تحوي اسم وصفات حامله دون صورته، أصدر بغرض السماح للسير توماس ليتلتون بالسفر عبر الميناء إلى مناطق ما وراء البحار. ولم تقر الصور في الجواز إلا عام 1914، بسبب دخول جاسوس ألماني إلى المملكة المتحدة بجواز سفر مزور، وكانت أي صورة مقبولة حتى الصور الجماعية!
بعدها ظهر جواز السفر بصورته الحالية وقياساته وألوانه الأربعة الرئيسة "الأحمر، والأزرق، والأخضر، والأسود، بدرجاتها"، التي تعبر عن الدول وميولها وسياساتها، سواء أكانت هذه الأسباب وطنية، أم قومية، أم دينية.
جوازات السفر الحمراء هي، من أكثر جوازات السفر انتشارا، خاصة الدول التي يحكمها النظام الشيوعي، أو مر بها. والدول المنضمة حديثا لدول الاتحاد الأوروبي، اختارت درجة من درجات الأحمر للدلالة على هوية مواطنيها، مثل تركيا! ويأتي في المرتبة الثانية، من حيث الانتشار، جوازات السفر ذات اللون الأزرق، ويرمز في الغالب للدول حديثة المنشأ "العالم الجديد"، ويلعب الإيمان دورا مهما في اختيار جواز سفر الدول الإسلامية ذي اللون الأخضر، ويندر استخدام جوازات السفر السوداء، التي غالبا ما تكون خاصة بمواطني القارة السمراء.
وأدخلت بعض الدول عناصر مثيرة في جوازاتها لتتميز عن غيرها، مثل وضع أعمال فنية لا يمكن رؤيتها إلا عند تسليط الأشعة فوق البنفسجية عليها، أو كما فعلت "فنلندا" بجوازها، الذي يحتوي على صورة لحيوان الموظ وهو يركض، ولا يمكنك رؤية ذلك إلا عند تقليب صفحات الجواز بسرعة!
ويعتبر الجواز الألماني أقوى وأهم من باقي الجوازات، والسبب حرية السفر به إلى 176 دولة حول العالم، دون الحاجة إلى تأشيرة من أصل 218 دولة. ويحتل الجوازن السوري والباكستاني ذيل القائمة، كأضعف جوازي سفر. وتبقى ملكة بريطانيا الوحيدة التي لا تحمل جواز سفر!

إنشرها