Author

«نيوم» .. في جولة ناجحة للأمير محمد بن سلمان

|

في الجولة الناجحة التي قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لكل من مصر والمملكة المتحدة والولايات المتحدة مع مطلع هذا الشهر حقق الأمير سلسلة من النجاحات التي ستعود بالنفع والخير على اقتصادنا الوطني.
ولعل أهم المشاريع التي أنجزها الأمير في رحلته الناجحة مشروع نيوم الذي وقعه مع جمهورية مصر العربية، وهو مشروع اقتصادي وثقافي واجتماعي على أرض شاسعة من أراضي المملكة ومصر والأردن، ثم أكمل رحلته إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفتح أبواب الاستثمار في "نيوم" أمام رجال المال والأعمال الذين أبهرهم المشروع وأعربوا عن اهتمامهم بالمشاركة في الاستثمار في المشروع.
والواقع أن المشروع يحمل في طياته بعدا سياسيا واقتصاديا عربيا مهما، حيث إنه يعد من المشاريع التي تدعم مشروع التكامل الاقتصادي العربي الذي طالما روجت له جامعة الدول العربية، ولكن الدول العربية عجزت عن تحقيق مشاريع التكامل الاقتصادي العربي طوال ما ينوف على الـ50 عاما!
ويقع مشروع نيوم الطموح في ثلاث دول عربية هي المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، على مساحة إجمالية تقدر بـ26,500كم2، وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع بحلول عام 2025، وسيستخدم المشروع تكنولوجيا المعلومات على نطاق واسع، ويسعى المشروع إلى استقطاب أندر المواهب الإنسانية كي تقوم بالإبداع والبناء، وسيعيش فيه السعوديون والوافدون سواء بسواء.
والهدف في النهاية هو الارتقاء بجودة الحياة ونشر السعادة بكل جوانبها الاقتصادية والترفيهية والرياضية والثقافية، إضافة إلى ذلك ستكون خدمات "نيوم" مؤتمتة بشكل كامل وسهلة الاستخدام، مع توفير خدمات رقمية سريعة ومجانية للناس أجمعين، وتدخل معها خدمة الإنترنت في جميع الأماكن تعزيزا لنشر المعرفة والتعليم وتسهيلا للتواصل بين الناس من أجل نشر التسامح وجودة الحياة والرقي البشري والإنساني.
ومن خلال مشروع نيوم تسعى المملكة إلى اقتناص كل الفرص الاقتصادية المتاحة ذات البعدين المحلي والدولي، والدخول فيها بثقة وقوة من أجل تنويع موارد الاقتصاد الوطني السعودي، وسيكون الإنسان بمواهبه وقدراته اللاعب الرئيس في المشروع، إذ إن المشروع يقوم على الابتكار والحلول غير التقليدية بغية النهوض بالحياة وتجميل إيقاعاتها بعيدا عن تعقيدات الحكومات التقليدية. 
ولقد روعي في مشروع نيوم، الذي تم التوقيع عليه من قبل المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وسوف يعقبهما توقيع المملكة الأردنية الهاشمية، أن يقوم في منطقة قريبة من الأسواق العالمية وعلى تخوم مسارات التجارة الدولية، كذلك يتميز المشروع بتضاريسه الجاذبة للنفس البشرية، كالشواطئ البكر التي تمتد على مساحة تتجاوز 460 كيلومترا مربعا من ساحل البحر الأحمر والعديد من الجزر ذات الطبيعة الخلابة، ثم تمتشق أمامها الجبال التي تطل على خليج العقبة والبحر الأحمر، وتلحفها الثلوج في فصول الشتاء في الصحراء المبدعة التي تضفي على أفق المكان مزيدا من الجمال والروعة.
إن مشروع نيوم سيوفر للمنطقة فرصا جاذبة للمستثمرين الكبار من أهمها الوصول إلى السوق السعودية والسوق المصرية بشكل مباشر، كذلك تكون الفائدة أعم باعتبار أن المنطقة بمنزلة مركز استراتيجي بين ثلاث قارات، فضلا عن البيئة التنظيمية التي تتيح للمستثمرين المشاركة في صياغة الأنظمة والتشريعات، كما سيحظى المستثمرون وأصحاب الأعمال بدعم تمويلي لإقامة المشاريع التي تخدم أهداف مشروع نيوم مع التأكيد على أن حكومة المملكة "الحزم والعزم" سوف تولي هذا المشروع اهتماما بالغا ودعما كبيرا على جميع المستويات. 
وكانت المملكة قد أعلنت أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي سيدعم مشروع نيوم باستثمارات تبلغ قيمتها نحو 500 مليار دولار كدفعة أولى، وسوف يفتح المجال أمام مستثمرين محليين وعالميين بالمساهمة في المشروع، بمعنى أن مشروع نيوم مشروع مكتمل التجهيزات، وينتظر أن تتدفق عليه الاستثمارات من كل مكان لتحقيق خطوات موفقة على طريق الإنجاز والتنفيذ.
وإضافة إلى ذلك فإن بناء وتطوير مجموعة مشاريع نيوم يوفر فرصة استثنائية للحد من تسرب الناتج المحلي الإجمالي، وذلك من خلال إتاحة فرص الاستثمار داخل المملكة لكل من يستثمر أمواله في الخارج، وبالتالي الاتجاه نحو تقليل معدلات التسرب المالي مع توفير الجذب المحلي.
وبمراجعتنا لمشروع نيوم يتضح أن المشروع مكتمل الأركان مع جميع هياكله الإدارية والمالية والتنظيمية، وستخضع منطقة المشروع لأنظمة وتشريعات مستقلة وفق أفضل التطبيقات العالمية، بمعنى أن المشروع سيكون مستقلا عن قوانين الاستثمار في المملكة، وسيكون مشروعا استثماريا عالميا متعدد الأهداف اقتصاديا وثقافيا ورياضيا.
وفي ضوء هذه الإنجازات فإننا نستطيع القول إن جولة الأمير محمد بن سلمان كانت ناجحة بكل المعايير، وسنلمس ـ بإذن الله ـ نتائجها العظيمة في حياتنا واقتصادنا في السنوات القليلة المقبلة، وستكون المنطقة التي سيقام عليها مشروع نيوم من أكثر المناطق العربية حضارة ونضارة.

إنشرها