Author

المريض والمترجم

|

سعدت وأنا أسمع أنباء مفرحة عن حال قريبي الذي يعالج في الخارج، رغم أن السعادة ستكون أكبر لو أنه حصل على مراده هنا بين أهله وذويه، خصوصا أن عمليته ليست بالتعقيد الذي يستدعي الذهاب للخارج. هو حاول لكنه وصل إلى درجة بلغ معها أمله في الخروج من أزمته إلى الصفر، حين قال له أحد الأطباء إنه لا حل لمشكلته.
كلمة ذكرها كثير من الأطباء لمرضى توكلوا على الله وبحثوا عن العلاج في دول أخرى وشفاهم المولى جل وعلا، منهم زميل قال له الاستشاري المعالج بعد جلسة حوار مع مجموعة العلاج إنه لا أمل في شفائه، وأن كل ما يمكنه الآن أن يفعله هو الاستعداد لوفاة لن تمهله كثيرا.
ذهب هو الآخر وعاد بعد شهرين "مثل الحصان"، وهو يعيش بين أسرته اليوم سليما معافى متعه الله بالصحة والسعادة. أزعم أنه لا يوجد من يحاسب هؤلاء الأطباء على القرارات المصيرية التي قدموها بطرق استفزازية للمرضى، ودون التفكير في آثارها النفسية والاجتماعية على المرضى. 
الغريب أن هؤلاء الأطباء لا يوجد لديهم طريقة لإيصال المعلومة بأسلوب وإجراءات قياسية يبنون عليها طريقة تعاملهم لإخراج تلك الفظاظة من التعامل مع المريض. والمعلوم أن مثل هذه الأنباء تبلغ في كل مكان بطريقة معينة ويشارك في إيصالها مسؤولو الأقسام الإنسانية في المستشفيات، ولكن أين تلك الأقسام؟
نعود لقصة العزيز الذي يتماثل للشفاء بحمد الله بينما أكتب. ذهب المريض إلى ألمانيا واستقبله خبراء التعامل مع المشرق العربي من المترجمين الذين يدعي كل واحد منهم أن له من العلاقات مع المستشفيات ما يجعله قادرا على توفير أفضل العلاج بأفضل الأسعار وفي أقصر وقت. عندما مرت الأيام اكتشف المريض أنه كان مستغلا باسم العلاج والمعرفة وأنه كان الأولى أن يتواصل مع السفارة التي ستساعده في حل كل ما يواجه من صعوبات.
العبرة هنا هي أن المستشفيات عندنا لا بد أن تتحول إلى حالة أكثر احترافية في التعامل مع المرض والمريض، خصوصا أن أغلب أطبائنا الذين يعملون في الأقسام العلاجية هم خريجو مستشفيات عالمية وحصلوا على التميز والخبرات كما نشاهد كل أسبوع، فمن لم يقع ضحية المكاتب والورق والمناصب، لا بد أن يعيد النظر في تعامله. والآخر هو أن يتعامل جميع من يعالجون في الخارج مع الملحقيات الصحية ويمكنون من التعامل مع المسؤولين هناك مباشرة. 

إنشرها