Author

علاقة ضاربة في عمق التاريخ

|


تبقى الولايات المتحدة من أقدم الحلفاء وأقواهم وأوثقهم بالنسبة للسعودية، وهي علاقة ضاربة في عمق التاريخ وتمتد لأكثر من 80 عاما، وقد وضع أساسها المتين المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- خلال اجتماعه التاريخي مع الرئيس الأمريكي روزفلت على متن الطراد "يو إس إس كوينسي" في 14 من شباط (فبراير) 1945 فور نهاية الحرب العالمية الثانية، فلا عجب أن تحظى زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا بهذا الزخم الإعلامي العالمي الذي نلحظه وما زلنا، ولا عجب أن تكون حفاوة المسؤولين الأمريكيين بولي العهد وعلى رأسهم الرئيس ترمب بهذه الصورة التي شاهدها الجميع، فاللقاء يجمع أوثق وأقدم حليفين في العالم، وينتظر منه ترسيخ تلك العلاقة وتطويرها والمضي بها قدما لتبلغ الشراكة الكبرى في جميع الأمور السياسية والاقتصادية.
يحمل ولي العهد في زيارته الأولى لأمريكا بعد توليه ولاية العهد قبل تسعة أشهر ملفات سياسية تعني بالمنطقة التي تمر بظروف وتحديات صعبة، وتحتاج إلى تبادل الرؤى وتنسيق المواقف، إضافة إلى ملفات اقتصادية تتمحور حول "رؤية المملكة 2030"، الطموحة والهادفة إلى تنويع مصادر الدخل في السعودية وتقليل اعتمادها على النفط، ما يجب عقد لقاءات بين المسؤول الأول عن الملف الاقتصادي في السعودية ألا وهو الأمير محمد بن سلمان ومسؤولي كبريات الشركات الأمريكية، سعيا إلى جذب الاستثمار الأجنبي للسعودية وتوطين الصناعات، وهو ما تنشده السعودية عبر خطتها الحلم "رؤية 2030".
الاقتصاد الأمريكي يعد ركيزة أساسية في الاقتصاد العالمي، ولا نبالغ لو قلنا، إنه المحرك الأساسي له، ومن هنا تأتي أهمية الزيارة التاريخية لولي العهد التي تستمر لأكثر من أسبوعين سيزور خلالها سبع مدن أمريكية وسيلتقي صناع الاقتصاد الأمريكي لتسويق الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت المملكة في اتخاذها، وبعث الطمأنينة للاستثمار الأجنبي ورؤوس الأموال التي يعتزم جذبها للرياض، ووجوده في أمريكا والإجابة عن استفسارات المستثمرين بصورة مباشرة، وطرح فرص الاستثمار التي تتبناها "رؤية 2030"، أمامهم سيمنح الثقة للشركات الأمريكية الأضخم في العالم ويشجع رؤوس أموالها للتدفق إلى المملكة.

إنشرها