جواب: من نحن؟

تنشر إحدى الصحف بشكل يومي، إعلانا عن موقع إلكتروني إخباري. الإعلان يتكرر ضمن حملة تأخذ شكلا تصاعديا. وهذا الأمر حق للجهة المعلنة، طالما أنها تملك الترخيص بممارسة النشاط.
وقد دخلت على الموقع وتصفحت جانبا من محتواه. ثم اتجهت إلى قسم من نحن، للتعرف على المؤسسة أو الجهة التي تقف خلفه، لكنني وجدت تحت هذا السؤال كلمات إنشائية غامضة، لا تقدم إجابة حقيقية على سؤال: من نحن؟
الحقيقة أن أبسط البدهيات، في مثل هذه المواقع، أن تقدم معلومات كافية عن الجهة التي تملك المشروع، إذ كيف يمكن أن أثق بهذا الموقع أو ذاك طالما أنه لا يقدم معلومات شفافة تكشف من يقف وراءه.
إن نشر إعلان ترويجي له في إحدى الصحف العربية، يعني أن الجهة التي تقف وراءه تملك ملاءة مالية. وهي بالضرورة معروفة للصحيفة. ولكن حجب هذه المعلومة عن المتلقي والتغاضي عن إيرادها خطأ مهني غير مقبول. إذ إن من مكملات الشفافية أن يكون هناك وضوح في تفاصيل ملكية الموقع.
مبدئيا من الواضح أن هذا الموقع ليس له مظلة محلية، وليس في الموقع إشارة إلى وجود ترخيص له من وزارة الثقافة والإعلام، وبالتالي فإن الفرضية الأقرب أنه مرخص من خارج المملكة. 
ومع ذلك، فإن مجرد اهتمامه بتخصيص قسم خاص بأخبار المملكة، وسعيه للتسويق لخدماته في إحدى الصحف التي توزع محليا، كل هذا يؤكد أنه مهتم بالمتلقي عندنا، وبالتالي لا مناص أبدا من أن يكون هناك معلومات واضحة عنه تكون متاحة للمهتمين، أسوة بما تفعله كل المواقع الصحافية المحترمة، التي تنسجم مع تعليمات وزارة الثقافة والإعلام بضرورة وضع المعلومات كافة، بما فيها الجهة المالكة ومسؤولي التحرير.
على الجميع توخي الحذر من المواقع التي لا تقدم معلومات واضحة وشفافة عن الجهة التي تملكها. فمثل هذه المواقع والتطبيقات جسور تتسبب بالأذى الإلكتروني وتهديد الخصوصية.