default Author

«البول» كمصدر للطاقة

|

بداية ــ أعزكم الله ـــ قد تستغربون عنوان المقال ولكن الأغرب هو ما سيحتويه، هل فكر أحدكم في أن هذه الكميات من ذلك السائل الذي نسارع في التخلص منه قد تكون سببا في إضاءة حياتك وشحن جوالك، وقد يتطور الأمر لشحن حاسبك الشخصي بعد أن كان عبارة عن قاذورات؟
لقد قام علماء في مختبر بريستول للروبوتات ولأول مرة باستخدام البول كمصدر لتوليد الطاقة الكهربائية وشحن الجوال، لن تعاني بعد اليوم انتهاء شحن جوالك فجسمك أصبح مصدر طاقة متنقل. المهم أن تكون قد شربت كمية كافية من الماء فببول 40 شخصا تمكنوا من شحن جوال "سامسونج" في تجربتهم التي احتفلوا بها أواسط العام الماضي!
إنها خلية الوقود الميكروبية الأولى العاملة باليوريا التي باستطاعتك استخدامها في إرسال رسائل نصية أو إجراء محادثة هاتفية قصيرة أو حتى تصفح الإنترنت، تحتوي خلايا الوقود الميكروبية على ميكروبات أي جراثيم تتغذى على البروتين الموجود في بولك ـــ أعزكم الله ـــ وتنتج كهرباء!
صحيح أن طاقتها قليلة ولكنها حققت معجزة، وبالإمكان زيادة طاقة هذه البطارية بزيادة البروتين في البول، وهذا موجود لدى مرضى الكلى، لكن زيادة البروتين في البول دليل على خلل في الجسم!
وأكثر من سيستفيد من هذا الاختراع هم اللاجئون الذين تم بالفعل استخدام التقنية لديهم لإنارة المخيمات خصوصا دورات المياه أثناء الليل، حيث تذهب النساء إلى هناك ليلا، يقول رئيس قسم المياه والصرف الصحي في منظمة أوكسفام الخيرية: الحياة في المخيمات شيء صعب ويزيدها صعوبة التهديدات بالتعرض للاعتداءات خصوصا في الأماكن المظلمة التي غالبا ما تكون بعيدة عن مصادر الطاقة. لذا ستكون فوائد هذا الاختراع كبيرة جدا، في زمن تكثر فيه المجاعات ومخيمات اللاجئين!
البول ـــ أكرمكم الله ـــ هو المنتج الذي يمكن الحصول عليه بشكل دائم وفي أي وقت فهو لا يعتمد على الطبيعة التي قد تفاجئك بتقلباتها مثل الرياح والشمس!
ينتج الإنسان يوميا بين 800 و2000 مليلتر من البول، ما يعني أن البشرية تنتج قرابة 1.4 تريليون لتر من البول يوميا، الأمر الذي يكلف ثروات طائلة للتخلص منه. لذا يمكن إنشاء دورات مياه ذكية لاستغلال هذه الطاقة المهدرة (طاقة البول)!
تقول ميريلا دي لورينزو، واحدة من العلماء المشاركين في المشروع: إن التخلص من النفايات العضوية مثل البول يكلف الحكومات طاقة هائلة جدا، لذا يسعى العلماء إلى الاستفادة من هذا الأمر، عبر إنتاج الطاقة من هذه المخلفات بدلا من جعلها أحد أكثر الأمور استهلاكا لها. إنها طريقة متجددة وخالية من الكربون ولا تستهلك الماء أو الأكسجين لتوليد الطاقة الكهربائية.

إنشرها