ثقافة وفنون

ذاكرة الماء

ذاكرة الماء

“وهل للماء ذاكرة؟ هو ذاكرتي أو بعض منها. ذاكرة جيلي الذي ينقرض الآن داخل البشاعة والسرعة المذهلة والصمت المطبق، ذنبه الوحيد أنه تعلم، وتيقن أنه لا بديل عن النور سوى النور في زمن قاتم نزلت ظلمته على الصدور لتستأصل الذاكرة قبل أن تطمس العيون. هو مجرد صرخة من أعماق الظلام ضد الظلام، ومن داخل البشاعة ضد البشاعة. ونشيد مكسور للنور وهو ينسحب بخطى حثيثة لندخل زمنا لا شيء فيه ينتمي إلى الزمن الذي نعيشه. سنتان من الخوف. وهل هما سنتان؟ طوال هذا الزمن النفسي الذي لا يعد ولا يحصى كنت أحلم أحلم بشيء صغير. صغير جدا، لكنه بالنسبة لي كبير، قبل أن تسرقني رصاصة عمياء، هو أن أنهي هذا العمل، نكاية في القتلة الذين سجنوا الدين وأحرقوا القلوب الطيبة. وها أنذا بعد هذا الزمن الذي لا يساوي الشيء الكثير أمام الذين فقدوا أرواحهم، وسرق الإرهاب كل ما خزنوه من حب وحنين وأحلام، أخرج إلى النور مثقلا برماد الذاكرة المتعبة، أمشي على الملوحة والماء والنار وفاء لهذا الماء واحتراما لتلك الذاكرة”.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون