الطاقة- النفط

الناقلة «دي. جي. سكوفيلد» .. نقطة انطلاق صفقات النفط بين الرياض وواشنطن

الناقلة «دي. جي. سكوفيلد» .. نقطة انطلاق صفقات النفط بين الرياض وواشنطن

الناقلة «دي. جي. سكوفيلد» .. نقطة انطلاق صفقات النفط بين الرياض وواشنطن

الناقلة «دي. جي. سكوفيلد» .. نقطة انطلاق صفقات النفط بين الرياض وواشنطن

دشنت الناقلة دي. جي. سكوفيلد النفطية أول صفقة تجارية نفطية في تاريخ العلاقات الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة، وذلك عندما أدار الملك عبدالعزيز في عام 1939 صمام النفط إيذانا ببدء تصدير الزيت السعودي الخام وتحميل أول شحنة منه إلى العالم، حيث نقلت أول شحنة تجارية على الناقلة "دي.جي. سكوفيلد" من رأس تنورة لتكون بذلك أول الغيث الذي انهمر على المملكة بالخير والعطاء.
وتم تصدير أول شحنة من الزيت الخام منه على الناقلة
دي. جي. سكوفيلد في 11 /‏‏‏3/‏‏‏ 1358هـ، الموافق 1 /‏‏‏5 /‏‏‏1939م، بحضور المؤسس الملك عبدالعزيز- رحمه الله- الذي كانت فرحته كبيرة بالخير الوفير الذي رزق الله به البلاد، وانطلاق عهد الرخاء والنماء.
ويعد الثاني من المحرم 1357هـ الموافق للثالث من مارس سنة 1938، يوماً مشهوداً عندما تحقق أول اكتشاف بترولي في المملكة، وتدفق الزيت من بئر الدمام السابعة، كما يُعد نقطة التحول في تاريخ شركة أرامكو، وانطلاقه لقيام صناعة الزيت في المملكة، وهذا يعد إنجازا اقتصاديا مهما قام به الملك عبدالعزيز، بعد أن حقق توحيد الجزيرة العربية لبناء الصرح الاقتصادي للمملكة من أجل سعادة ورفاهية الوطن والمواطن لبناء اقتصاد متين للأجيال الحاضرة والمستقبلة، وقد كانت البئر السابعة أول بئر منتجة للزيت في المملكة.
وبدأت قصة التعاون بين السعودية وأمريكا في المجال النفطي لتشكل منعطفا مهما في العلاقات القوية والمتينة بين البلدين، وذلك منذ اكتشاف البترول في المملكة، حين وقع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في 29 مايو من عام 1933 اتفاقية الامتياز للتنقيب عن البترول بين حكومة المملكة وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال)، وفي 8 نوفمبر من العام نفسه تم إنشاء شركة تابعة هي شركة كاليفورنيا أريبيان ستاندرد أويل كومباني (كاسوك) لإدارة الامتياز، وتمت عملية المسح بإعداد خريطة هيكلية لقبة الدمام، موقع اكتشاف أول حقل نفطي في المملكة.
واعتمد الجيولوجيون الأمريكيون الأوائل على البدو لإرشادهم من مكان إلى آخر، في عام 1935 تم حفر أول بئر اختبارية في الظهران في قبة الدمام التي لم تأت نتائجها محققة للتطلعات، ولكن لأن الدلائل كانت تشير إلى وجود الزيت والغاز، فقد استمرت الشركة في الحفر، وفي 4 مارس من عام 1938 بدأت بئر الدمام رقم 7 إنتاج 1.585 برميلا في اليوم على عمق 1.5 كيلومتر تقريبا .
ووقعت السعودية في 29 مايو 1933 اتفاقية منح امتياز إلى شركة (ستاندارد أويل أوف كاليفورنيا) "سوكال" تسمح للأخيرة بالتنقيب عن النفط في الأراضي السعودية، وقد مررت شركة "سوكال" هذا الامتياز إلى فرع تمتلكه بالكامل تحت اسم (كاليفورنيا-أريبيان ستاندارد أويل كو) كاسكو، وفي عام 1936 وبعد أن فشلت الشركة الأمريكية في تحديد مواقع النفط في السعودية، أقدمت شركة (تكساس أويل كومباني) على شراء 50 في المائة من الامتياز، وبعد عملية بحث طويلة عن النفط استغرقت نحو أربع سنوات من دون تحقيق نجاح يذكر، جاء الاكتشاف الأول للخام في عام 1938م، وذلك بعد حفر البئر السابعة في موقع بالدمام، وهي منطقة تقع على بعد بضعة أميال شمال مدينة الظهران، وقد سميت فيما بعد باسم (دمام رقم 7) وقد منح اكتشاف هذه البئر التي أنتجت فورا 1500 برميل يوميا من النفط الشركة الأمل بالاستمرار في نشاطها، وهو ما تكلل بمزيد من النجاحات.
وجرى تغيير اسم الشركة في عام 1944م من ( كاليفورنيا-أريبيان ستاندارد أويل كومباني) إلى (أريبيان أميريكان أويل كومباني) أو "أرامكو"، وفي عام 1948، انضمت إلى شركتي (ستاندارد أويل أوف كاليفورنيا) و(تكساس أويل كومباني) شركة ستاندارد أويل في نيو جيرسي (بشرائها حصة مقدارها 30 في المائة في "أرامكو" وشركة سوكوني فاكيوم بشرائها 10 في المائة في "أرامكو"، ما ترك لشركتي (ستاندارد أويل أوف كاليفورنيا) و(تكساس أويل كومباني) حصة مقدارها 30 في المائة لكل منهما في "أرامكو" وفي عام 1973م استحوذت الحكومة السعودية على حصة مقدارها 25 في المائة في "أرامكو" لترتفع في عام 1974م إلى 60 في المائة وإلى 100 في المائة بحلول عام 1980م وفي نوفمبر 1988م غيرت الشركة اسمها من (أريبيان أميريكان أويل كومباني) إلى (شركة النفط العربية السعودية) أو أرامكو السعودية.
وعندما بدأت تظهر بشائر إنتاج النفط في البلاد بشكل تجاري، ومنح حينها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حق التنقيب عن النفط لشركة أمريكية، وتبعها توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933م دعمت هذا الجانب الاقتصادي المهم الذي أضحى قوة اقتصادية عالمية في هذا العصر، عزّز الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بعد مرور 12عامًا من تاريخ الاتفاقية العلاقات الثنائية مع أمريكا بلقاء تاريخي جمعه بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأمريكي (يو إس إس كونسي) وذلك في 14 فبراير 1945م.
ووُصف هذا اللقاء التاريخي بنقطة التحول في انتقال علاقات المملكة وأمريكا إلى مرحلة التحالف الاستراتيجي في مختلف المجالات، لتعمل المملكة بعدها على تسخير هذه العلاقة وغيرها من العلاقات الدولية في تلبية مصالحها الوطنية مع دول العالم بما فيها أمريكا، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
ووضع الملك عبدالعزيز سياسة حكيمة للمملكة تعتمد على مبادئ الشريعة الإسلامية التي تحترم حسن الجوار، وتعزيز علاقاتها بالأسرة الدولية دون الإخلال بثوابتها الدينية، والعمل على رفع مكانتها الإقليمية والدولية في مختلف المجالات دون أن تتدخل في شؤون الغير، ورفض أي سياسة تتدخل في شؤونها الخاصة، ما جعلها تفرض احترامها على دول العالم، وتصبح عضوا فاعلا في مختلف المحافل والمنظمات الدولية.
وحظيت المملكة باهتمام عالمي عام واهتمام أمريكي خاص، نتيجة مكانتها السياسية والإسلامية، والاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي، وعدّت أحد مرتكزات الأمن الاستراتيجي في المنطقة العربية، كما أن ثروتها النفطية زادت من دورها الدولي في إحداث توازن بالاقتصاد العالمي على مر السنين نتيجة تحول النفط إلى سلعة عالمية أثرت على اقتصادات عديد من الدول المستهلكة له، فضلا عن أن إطلالتها على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي جعلها متميزة في موقعها الجغرافي في المنطقة.
واليوم يستكمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد ما أسسه الملك عبدالعزيز، من فكر استراتيجي حكيم يُسهم في تعميق علاقات المملكة مع دول العالم ومنها الولايات المتحدة، ويحقّق التكامل في المصالح الداخلية والخارجية للبلدين دون المساس بثوابت وقيم السعودية التي تقوم على مبادئ وأسس الشريعة الإسلامية.
وتأتي زيارة ولي العهد الحالية للولايات المتحدة لتعزيز ما أثمرت عنه نحو ثمانية عقود من الزمن من تطابق في وجهات النظر السعودية الأمريكية تجاه دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وتحقيق المصالح المشتركة بينهما، علاوة على معالجة عديد من الملفات الإقليمية والدولية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط