الطاقة- النفط

إعادة انتخاب بوتين تعطي دفعة لاتفاق خفض الإنتاج والتعاون مع «أوبك»

إعادة انتخاب بوتين تعطي دفعة لاتفاق خفض الإنتاج والتعاون مع «أوبك»

أكد تقرير "فويل نيوز" الدولي أن إعادة انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميا لفترة رئاسية جديدة كرئيس لروسيا ستساعد في إبقاء الأسعار مرتفعة لسببين أولهما أن الرئيس بوتين يدعم اتفاق خفض الإنتاج الذي تنفذه منظمة أوبك مع عدد من المنتجين من خارج "أوبك" على رأسهم روسيا، مفيدا بأن وجود بوتين المستمر يبشر بالخير بشأن التمديد المستمر لصفقة خفض الإنتاج.
وأوضح التقرير الدولي أن ثاني أسباب تأثير انتخاب بوتين على استمرار ارتفاع الأسعار يتمثل في استمرار العلاقة المتوترة بين روسيا والدول الغربية التي تسهم في زيادة الأسعار.
ولفت التقرير إلى ارتفاع أسواق النفط الخام بشكل لم يستطع المحللون تفسيره يوم الجمعة الماضي، مبينا أن السوق ما زال يواجه حالة من التقلبات وعدم الاستقرار بشكل مستمر.
وأكد أنه على جانب الوقود تلقت الأسعار دفعة أيضا على الرغم من أنها أقل حماسا، مشيرا إلى أن الأسعار ما زالت في المنطقة الإيجابية على الرغم من صعوبات السوق والعوامل السلبية الضاغطة على الأسعار.
وقال التقرير إنه على الصعيد الدولي لم تكن هناك أي تغييرات جوهرية في أسواق النفط في الأسابيع القليلة الماضية ولكنّ هناك عديدا من الأحداث والعوامل الجيوسياسية الطارئة التي تؤثر بشكل كبير في أسواق النفط الخام سواء في الولايات المتحدة أو فنزويلا أو انقطاعات إنتاجية في ليبيا.
وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع وسجلت مكاسب بنحو 1 في المائة نتيجة عودة تأثير العوامل الجيوسياسية وبخاصة التوترات في الشرق الأوسط إلى جانب التهاوي السريع في إنتاج فنزويلا نتيجة الأزمة الاقتصادية والعقوبات الأمريكية.
وحققت الأسعار أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع بتأثير من ارتفاع مستوى الطلب وزيادة امتثال المنتجين في "أوبك" وخارجها بحصص خفض الإنتاج فيما كبح تحقيق مزيد من المكاسب نمو المخزونات النفطية في الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" أرتوراس فيفراس مدير الاستثمار في فكتوريا بنك في دولة مولدوفا، إن إعادة انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان متوقعا ولكنه أضفى مزيدا من الثقة على مستقبل الشراكة التي تجمع روسيا ومنظمة أوبك، حيث إن اتفاق خفض الإنتاج سيمضى قدما إلى حين تحقيق الأهداف كاملة التي توافق عليها الجانبان وبخاصة علاج تخمة المعروض وفائض المخزونات.
وأشار إلى أن التوتر الأمريكي الروسي سوف يستمر في ظل العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا التي تطال شركات الطاقة وهو الأمر الذي يصب في صالح ترجيح استمرار صعود أسعار النفط الخام، موضحا أن هذه العقوبات وعلى الرغم من تأثيرها الكبير لن تنجح في ضرب صناعة النفط والغاز المحوريتين في روسيا.
من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية"، أندريه جروس مدير قطاع وسط آسيا في شركة "ام ام ايه سي" للخدمات النفطية، أن "أوبك" ترى ضرورة الاستمرار في جهود خفض الإنتاج مهما تحققت نتائج إيجابية ملموسة يشهد بها كل الأطراف في السوق، مشيرا إلى تأكيد الأمين العام لـ"أوبك" خلال زيارته إلى أذربيجان أمس الأول، أن الأسوأ في السوق قد مضى وأن المنظمة تلمح الضوء في نهاية النفق. واعتبر أن "أوبك" لن تكتفي بما تحقق من إنجازات في تقليص فائض المخزونات واستعادة التوازن بين العرض والطلب ولكنها ترى الحاجة إلى مزيد من الجهود المشتركة خاصة أنها تؤكد أن الفائض في المخزونات لم يعد بعد إلى المستوى المتوسط في خمس سنوات وهو الهدف الرئيس منذ تدشين التعاون بين المنتجين في "أوبك" وخارجها.
من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية"، رينهولد جوتير مدير النفط والغاز في شركة "سيمنس" العالمية، إن سوق النفط يتحرك إلى الأمام، كما أن علاقة العرض بالطلب أصبحت أكثر توافقا وتوازنا وهو ما أكدت عليه وكالة الطاقة الدولية في أحدث بياناتها.
وطالب المنتجين بمواصلة العمل المشترك حتى يجنوا كثيرا من ثمار هذا التعاون المتمثلة في سوق مستقر بشكل مستدام والتخلص نهائيا من حالة الفوضى السابقة والتشوهات التي كانت قائمة في حالة العرض بسبب التخمة وسباق الإنتاج والمضاربة وغيرها من العوامل السلبية التي أرهقت السوق على مدار عدة سنوات. وأوضح أن "أوبك" تتبنى سياسات منفتحة بشكل واسع وتسعى حثيثا إلى توثيق علاقات التعاون مع جميع الأطراف خاصة المنظمات الدولية وهو ما بينه اللقاء هذا الأسبوع بين "أوبك" ووكالة ومنتدى الطاقة الدوليين الذي تم خلاله التوافق على ترسيخ التعاون وتبادل المعلومات وبحث العلاقة بين أسواق السلع والمال حول العالم. وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط بنحو 1 في المائة أمس، مدعومة بالتوترات في الشرق الأوسط ومخاوف من تفاقم هبوط إنتاج فنزويلا. وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في التعاملات الآجلة 62.62 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:36 بتوقيت جرينتش مرتفعا 56 سنتا، أو ما يعادل 0.9 في المائة، عن مستوى الإغلاق السابق.
وبلغ خام برنت في التعاملات الآجلة 66.61 دولار للبرميل مرتفعا 56 سنتا، أو 0.9 في المائة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي إن فنزويلا معرضة لتراجع سريع في الإنتاج، وأن مثل هذا الأمر قد يتسبب في حدوث عجز في الأسواق العالمية.
وأدت الأزمة الاقتصادية في فنزويلا إلى انخفاض إنتاج البلاد بأكثر من النصف منذ بداية 2005 ليهبط دون مليوني برميل يوميا.
وحققت أسعار النفط عند تسوية أمس الأول، ارتفاعا بأقل من 0.1 في المائة، في رابع مكسب يومي على التوالي، مع صعود معظم السلع المقومة بالدولار الأمريكي. وعلى مدار الأسبوع الماضي حققت أسعار النفط ارتفاعا طفيفا بنسبة 0.3 في المائة، في ثاني مكسب أسبوعي على التوالي، بعدما طغي تأثير توقعات ارتفاع الطلب العالمي، على اتساع المعروض في الولايات المتحدة.
وارتفعت نسبة امتثال المنتجين بتنفيذ التخفيضات المطلوبة إلى مستوى قياسي جديد في شباط (فبراير) الماضي عند 138 في المائة.
وتبذل منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" جهودا مضنية على مدار عامين لتحقيق التوازن بالسوق ودعم الأسعار، ويقوض هذه الجهود حاليا تسارع الإنتاج في الولايات المتحدة الأمريكية لمستويات قياسية جديدة،الأمر الذي قد يدفع "أوبك" إلى تمديد اتفاق خفض الإنتاج لفترة زمنية جديدة خلال 2019.
وتشير توقعات مخزونات الخام في الولايات المتحدة التي يصدرها معهد البترول الأمريكي إلى ارتفاع المخزونات للأسبوع الرابع على التوالي، وتصدر اليوم البيانات الرسمية عن طريق إدارة معلومات الطاقة الأمريكية وسط توقعات ارتفاع المخزونات بنحو 3.4 مليون برميل. وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 63.31 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 62.74 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثالث ارتفاع على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 62.53 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط