Author

قبلة على جبين المعلم

|

شاهدت المقطع الذي يقدم فيه أحد المعلمين أنموذجا فذا للجهد المبذول في إعداد الجيل الجديد. قيام المعلم بدوره التربوي هو جزء من مكون أهم هو الشخصية المؤثرة التي تعطي المعلم تلك الحالة من الجاذبية والمحبة لدى الأبناء والبنات من الطلاب والطالبات. يمكن القول إن الاحترافية التي شاهدناها مرتبطة إلى حد كبير بالعلاقات الفردية بين المعلم وكل من يعلمهم داخل الصف.
كان الأطفال يبرعون في الإجابة والتعامل مع المعلم، وكانت الثقة بالذات واضحة في تجاوبهم والإجابة عن الأسئلة رغم وجود غرباء في الفصل، وهذا من مزايا البناء السليم للأطفال في المدارس. إن إعجاب مدير تعليم المنطقة بتقبيل جبين المعلم، لهو سلوك رائع من المدير وله ما يبرره، فالمعلم كأساس يستحق كل التكريم والاحترام، فكيف به وهو يسيطر على الخوف ويستحضر أفضل ما في الطلبة ويجعلهم يبدون التفوق الذي لم يره مدير التعليم في مدارس كثيرة زارها.
نأتي للجزئية الأخرى وهي الاختلاف الواضح الذي لاحظه مدير التعليم بين معلمي الصفوف الأولية، وذكره لعدد قليل من المعلمين الذين يتقنون فن إيصال المعلومة للطلبة، ويفتحون آفاقهم ويحسنون تعليمهم. إن وجود عدد ضئيل ذكره مدير تعليم المنطقة يوجد قضية مهمة لا بد أن يتبناها المدير بنفسه.
وجود الطلبة في الصفوف الدراسية للفترة نفسها وفي مواقع متشابهة وخدمات متماثلة، وهم قادمون من بيئات متشابهة، يستدعي أن نبحث في العنصر المتغير الأهم وهو المعلم. التركيز على المعلم لتطوير أدائه ورفع مستوى احترافيته مهمة واضحة وجلية لا بد أن يتبناها مديرو التعليم بالتعاون مع قادة المدارس. أخص بالذكر معلمي المراحل الأولية التي منها يبدأ البناء الحقيقي للطالب.
تطوير القدرات الذاتية لهؤلاء المعلمين مهم، ومنحهم امتيازات خاصة أساس في جذب مزيد من الراغبين في التعامل مع الأطفال في هذه السن الحساسة، وإذا حققنا هذين العنصرين المهمين سيبقى عندنا مجموعة من البرامج والورش والدورات التي يمكن من خلالها نقل المهارات المهمة للأطفال بطريقة علمية.
ثم إنه ليحزنني أن أرى مجموعة من المعلمين المبدعين في التعامل مع أطفال المراحل الأولية يخرجون من حقل التعليم باكرا وهم مثال في الأداء والقدرة لأسباب وظيفية ومالية لا يمكن أن نسمح لها بحرماننا من الأفضل لأطفالنا الصغار.

إنشرها