Author

خيول الثمامة «2»

|



في مقالي السابق توقفت معكم عند مشهد رؤيتي لابني ملقى على وجهه والدماء تغطي رأسه، كان كل خوفي لحظتها يتركز على مدى إصابته، كان يئن من الألم ولم أستطع مع الموجودين تحريكه حتى وصول الإسعاف، تحسبا لوجود كسور أو إصابات في العمود الفقري أو نزيف داخلي من شدة "الطيحة" خصوصا أن الحصان كان يعدو بسرعة، فضلا عن كونه هائجا.
استغرق وصول الإسعاف ساعة كاملة، وأيضا استغرقنا وقتا طويلا في زحمة الطريق قبل وصولنا مستشفى الأمير محمد بن مساعد لبعد المسافة بين الثمامة وموقع المستشفى، وبعد إجراء الأشعة والتحاليل والاطمئنان عليه خرجنا من المستشفى عند الساعة الـ12 ليلا، واستمر ابني في استخدام العكاز لأسبوع كامل بسبب الرضوض العميقة التي تعرض لها جسده.
العبرة في كتابة المقال ليست سرد حدث في حياتي ربما لا يهم البعض بل من أجل إرسال عدة رسائل تفرضها علي أمانة القلم:
- خيول الثمامة التي يتجول أصحابها بلا رقيب أو حسيب وهمهم الأول "تحصيل الدراهم" من الجهة المسؤولة عنها؟ وهل هناك ترخيص لها؟ وعند حدوث إصابة لراكبي الخيل بسبب إهمال أو عدم تأهيل الحصان بشكل آمن فلمن يلجأ الأهل؟ وهل من الضروري أن تحدث كارثة بشرية حتى ننتبه لخطر خيول الثمامة، حيث لا أرضية ترابية مؤهلة بل بالعكس كلها حصى وحجارة و"بلوك" متناثر، ولا احتياطات آمنة للراكب، ولا خوذات واقية للرأس، وفوق ذلك قريبة من خط الثمامة السريع، حيث من السهولة أن يتسبب الحصان الهائج بكارثة مزدوجة لمن يمتطيه وللسائقين حين يتجه نحوهم.
- حاولت أن أبحث عن الجهة المسؤولة عن تصاريح خيول الثمامة إن كانت الأمانة أو البلديات أو التجارة أو العمل وفشلت، ولذلك كتبت مقالي على أمل أن يكون رسالة توعية وتحذير للمسؤولين والأهالي. أرواح عيالنا أغلى من أن نراهن عليها من أجل ركوب خيل غير مؤهل، ربما دفعنا الثمن غاليا فيما بعد.
- أنا لست ضد هذه الهواية الأصيلة لكني ضد هذه العشوائية المخيفة، لماذا لا يتم تنظيمها بشكل آمن ومدروس وفي أماكن مخصصة في الثمامة مهيأة لها وضمن اشتراطات السلامة التي تلزم صاحب الخيل والراكب بالتقيد بها؟

وخزة
أوقفوا خيول الثمامة قبل حدوث كارثة بشرية، وطبعا "ما تهون الدبابات".

اخر مقالات الكاتب

إنشرها