الطاقة- النفط

«ريج زون»: حقول «أرامكو» الأكبر عالميا .. وإدراجها جاذب للمستثمرين والصناديق المالية

«ريج زون»: حقول «أرامكو» الأكبر عالميا .. وإدراجها جاذب للمستثمرين والصناديق المالية

قال تقرير "ريج زون" الدولي، إن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لديه رؤية ثاقبة وخطة طموحة للنهوض بالاقتصاد السعودي، مشيرا إلى أن الاكتتاب العام المرتقب لعملاق النفط شركة "أرامكو" يأتي كجزء أساسي من طموحات السعودية المستقبلية في إعداد الاقتصاد الوطني لمرحلة ما بعد النفط.
وأكد التقرير أهمية نتائج زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة واجتماعه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اليوم، مشيرا إلى تنافس عديد من الدول على اجتذاب طرح "أرامكو" إلى أسواق المال بها.
ولفت التقرير إلى حرص الرئيس ترمب على أن يأتي الإدراج في بورصة نيويورك، في ظل وجود منافسة قوية مع بورصتي لندن، وهونج كونج، مؤكدا الأهمية الكبيرة لزيارة ولى العهد إلى مدينة هيوستن، التى تعتبر عاصمة النفط الأمريكية كجزء رئيس في جدول أعمال رحلته إلى الولايات المتحدة للتواصل مع منتجي الصخري وكل أطراف الصناعة.
وذكر التقرير أن "أرامكو" تنتج نحو عشرة ملايين برميل نفط يوميا، وهو ما يزيد قليلا على 10 في المائة من إجمالي إمدادات النفط الخام في العالم.
وأفاد بأن الإنتاج السعودي الأقل كلفة، ويأتي من أكبر الحقول في العالم، معتبرا "أرامكو" أكبر شركة في العالم من حيث القيمة وتسبق شركات التكنولوجيا العملاقة.
وذكر التقرير أن عملية بيع 5 في المائة من شركة أرامكو العملاقة ستكون واسعة الجاذبية للمستثمرين والصناديق المالية الدولية المختلفة على الرغم من قلق بعض صناديق التحوط من موجة النمو في إنتاج النفط الصخري الزيتي التي تضغط على الأسعار.
وأشار إلى قلق بعض صناديق التحوط من أن "أوبك" وروسيا قد لا تستمران في خفض إنتاج النفط للحفاظ على ارتفاع الأسعار بعد انتهاء الاتفاق الحالي في نهاية العام الجاري.
وفي سياق متصل، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تراجعات محدودة بسبب المخاوف من تجدد تخمة المعروض إثر الزيادات المتتالية والقياسية في الإنتاج الأمريكي واستئناف الحفارات النفطية مسيرة التنامي بعد توقف قصير.
وتكثف أوبك وحلفاؤها المستقلون جهودهما لتقييد الإنتاج وعلاج فائض المخزونات وتقليص المعروض النفطي فيما يترقب السوق الاجتماع الجديد للجنة الوزارية المعنية بمراقبة خفض الإنتاج في الرياض في شهر نيسان (أبريل) المقبل، التي من المتوقع أن يكشف عن امتثال أعلى مستوى من قبل المنتجين المشاركين في إعلان التعاون المشترك.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" جوران جيراس مساعد مدير بنك " زد أيه إف " في كرواتيا، إن التخفيضات الإنتاجية التي تنفذها "أوبك" بالتعاون مع روسيا وبقية المنتجين المستقلين أسهمت على نحو كبير في تقييد المعروض وعلاج فائض المخزونات، ودعم هذه الجهود التهاوي الواسع والسريع في إمدادات فنزويلا بفعل الأزمتين السياسية والاقتصادية في البلاد.
وأشار إلى أنه في المقابل استمرت الزيادات المتلاحقة في الإمدادات الأمريكية في محاولة لإغراق السوق والاستحواذ على الحصص السوقية التي تنسحب منها "أوبك" ولكن التخفيضات الإنتاجية كان تأثيرها أكبر على السوق، ما جعل وكالة الطاقة الدولية تبدي مخاوفها من احتمال حدوث أزمة في المعروض النفطي في المستقبل، ما لم تنشط الاستثمارات ويعود المنتجون التقليديون إلى ضخ إمداداتهم الواسعة.
من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية"، فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية لخدمات الطاقة، أن الزيادات الواسعة في الإنتاج الأمريكي تحد بالفعل من تحقيق مكاسب سعرية أفضل خاصة بعدما تجاوز هذا الإنتاج مستوى عشرة ملايين برميل يوميا، مرجحا أن يواصل المسيرة نفسها على مدار العام المقبل ليكسر حاجز ومستوى قياسي جديد وهو 11 مليون برميل يوميا.
ولفت إلى أن السوق ما زال يواجه حالة عدم اليقين بسبب بعض العوامل الجيوسياسية ذات التأثير الواسع في سوق النفط الخام مدللا على ذلك بإقالة وزير الخارجية الأمريكي ركس تيلرسون والإجراءات التجارية الحمائية الأمريكية الجديدة وأيضا التهاوي والانقطاعات المفاجئة في إنتاج بعض دول "أوبك" خاصة فنزويلا وليبيا ونيجيريا.
من ناحيتها، قالت لـ"الاقتصادية"، الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير الباحثين في المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن منافسة حالية تتصاعد في أسواق آسيا التي تعد مركز الطلب الأسرع نموا في العالم بين منتجي "أوبك" وبين الصادرات الأمريكية التي تستفيد من تخفيضات الإنتاج الحالية للفوز بحصص سوقية أوسع.
وأشارت إلى أن الإنتاج الأمريكي يتسلح بعدة مزايا منها وفرة الإنتاج والقدرات التصديرية المتنامية إلى جانب انخفاض أسعار خام غرب تكساس بنحو ثلاثة دولارات مقارنة بخام برنت العالمي.
واعتبرت أن هذا التطور الحالي لن يحبط منتجي "أوبك" الذين يراهنون بقوة على تسارع النمو الاقتصادي العالمي ومن ثم حدوث ارتفاع واسع في مستويات الطلب وهو القادر على امتصاص الزيادات الإنتاجية الحالية من الجانب الأمريكي أو من جانب أي منتج آخر.
وفيما يخص الأسعار، هبطت أسعار النفط أمس، بعد أن أشارت زيادة عمليات الحفر في الولايات المتحدة إلى ارتفاع إنتاج النفط، ما أثار مخاوف من عودة الفائض من المعروض النفطي.
وبلغ سعر التعاقدات الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 62.02 دولار للبرميل عند الساعة 0350 بتوقيت جرينتش متراجعا 32 سنتا أو 0.5 في المائة عن مستوى إغلاقه السابق.
وبلغ سعر التعاقدات الآجلة لخام القياس برنت 65.85 دولار للبرميل بتراجع 36 سنتا أو 0.5 في المائة.
وأوقف هبوط الأسعار أمس، زيادات شهدتها أسعار النفط يوم الجمعة الماضي نتيجة مخاوف من التوترات في الشرق الأوسط.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة يوم الجمعة الماضي، في تقريرها الأسبوعي إن شركات الحفر أضافت أربعة حفارات نفطية في الأسبوع المنتهي في 16 آذار (مارس) الجاري، ليصل إجمالي عدد الحفارات النشطة إلى 800.
وحقق النفط الخام الأمريكي عند تسوية الجمعة الماضية ارتفاعا بنسبة 1.8 في المائة، في ثالث مكسب يومي على التوالي، وصعدت عقود برنت بنسبة 1.7 في المائة، وسجلت أعلى مستوى في أسبوعين عند 66.40 دولار للبرميل.
وعلى مدار الأسبوع الماضي حققت أسعار النفط ارتفاعا طفيفا بنسبة 0.3 في المائة، في ثاني مكسب أسبوعي على التوالي، بعدما طغي تأثير توقعات ارتفاع الطلب العالمي، على اتساع المعروض في الولايات المتحدة.
وأعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية يوم الجمعة ارتفاع منصات الحفر والتنقيب في الولايات المتحدة بمقدار أربع منصات، في سابع زيادة أسبوعية خلال شهرين، ليصل إجمالي المنصات العاملة حاليا إلى 800 منصة، وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2015.
وبفضل أنشطة الحفر المرتفعة في الولايات المتحدة، قفز الإنتاج الأمريكي بنحو 23 في المائة منذ منتصف عام 2016 إلى إجمالي 10.38 مليون برميل يوميا، مقتربا من إنتاج روسيا البالغ نحو 10.9 مليون برميل يوميا.
ومع الإنتاج القياسي في الولايات المتحدة، وارتفاع الإنتاج في كندا والبرازيل، تتقوض الجهود التي تبذلها منظمة الدول المصدر للنفط "أوبك" وروسيا لتحقيق الاستقرار والتوازن بالسوق.
وفي ضوء ذلك يتوقع الكثير من المحللين، أن تزداد الأوضاع تعقيدا في سوق النفط العالمي من تباطؤ المعروض خلال 2017 إلى اتساع المعروض في وقت لاحق من هذا العام. وارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 62.74 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي، مقابل 62.24 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 61.95 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط