Author

فرض تعريفة على الألواح الشمسية المستوردة

|
حاول الرئيس ترمب تحقيق التوازن بين معاقبة الصين بخصوص تصدير الألواح والوحدات الشمسية منخفضة التكلفة إلى الولايات المتحدة ومحاولة حماية صناعة الطاقة الشمسية المحلية من الفقدان الضخم للوظائف. ولسوء الحظ فقد يكون لمنهج الحلول الوسطى آثار عكسية تماما. وقد انخفضت أسعار الألواح الشمسية أكثر من 30 في المائة منذ أوائل عام 2016، ما يفيد المشترين ولكن يضر بالمنتجين في جميع أنحاء العالم. وأعلن الممثل التجاري الأمريكي روبرت ليثايزر أن الرئيس ترمب سيفرض تعريفة بنسبة 30 في المائة على الخلايا البلورية السيليكونية والوحدات الشمسية المستوردة، متجاهلا تماما طلب الصناعة لتطبيق منهج أكثر حكمة بخصوص رسوم ترخيص الاستيراد. ويشكل هذا التحرك ضربة كبيرة لصناعة الطاقة الشمسية التي تبلغ استثماراتها 28 مليار دولار، التي تحصل على نحو 80 في المائة من منتجات الألواح الشمسية من الاستيراد. ومن ثم فستفرض الولايات المتحدة رسوما تصل إلى 30 في المائة على المعدات الشمسية المصنوعة في الخارج، وهى خطوة تهدد بتعطيل صناعة تبلغ قيمتها 28 مليار دولار وتعتمد في نسبة 80 في المائة من إمداداتها على أجزاء مصنوعة في الخارج. ومجرد التهديد بفرض التعريفات أحدث اضطرابا لدى مطوري الطاقة الشمسية في الأشهر الأخيرة، حيث قام بعضهم باكتناز اللوحات وبعضهم الآخر بإيقاف المشاريع تحسبا لارتفاع التكاليف. وتوقعت جمعية صناعات الطاقة الشمسية عشرات الآلاف من الخسائر في الوظائف في القطاع الذي يتيح 260 ألف وظيفة وليست التعريفات سوى أحدث الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترمب لتقويض اقتصاديات الطاقة المتجددة. وقد قررت الإدارة بالفعل سحب الولايات المتحدة من اتفاق المناخ الدولي في باريس، والتراجع عن لوائح إدارة أوباما بشأن انبعاثات محطات توليد الكهرباء، كما مررت إصلاحات ضريبية شاملة فرضت قيودا على تمويل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. ومع ذلك فإن ضرائب الاستيراد ستثبت أنها الضربة الأكثر استهدافا للصناعة حتى الآن. وقد صرحت جمعية صناعات الطاقة الشمسية ــ وهى مجموعة تجارية ــ أخيرا بأن قرار ترمب سيقتل وظائف صناعية أمريكية ولن يوجدها. وقالت المجموعة التجارية إنه من بين 38 ألف فرصة عمل في مجال الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، لا يوجد سوى ألفي وظيفة تغطيها ضريبة ترمب على الواردات وتشمل صنع الخلايا واللوحات. وتشمل 36 ألف وظيفة صناعية أخرى معدات تستخدم في المزارع الشمسية الكبيرة والمنشآت الشمسية على الأسطح. وقد قامت المجموعة التجارية بحملة ضد التعريفة الجمركية، وتقدر أن القرار سيؤدي بالفعل إلى فقدان 23 ألف وظيفة أمريكية هذا العام، وسيؤدى إلى تأخير أو إلغاء دخول مليارات الدولارات في الاستثمارات الشمسية. وفي حين أن ترمب لديه سلطة واسعة بخصوص حجم ونطاق ومدة هذه الرسوم، فقد يأخذ النزاع مسارا مختلفا. حيث قد تختار الصين وجيرانها بما في ذلك كوريا الجنوبية الطعن على القرار لدى منظمة التجارة العالمية التي سبق لها رفض رسوم جمركية فرضتها الولايات المتحدة. وفي حين أنه من المستحيل الكشف تماما عن الدوافع، فإن توقع ردود الفعل أسهل قليلا. ومن شبه المؤكد أن الصين أو غيرها من مراكز تصنيع الطاقة الشمسية الآسيوية ستطعن على التعريفات أمام منظمة التجارة العالمية. وقالت جمعية صناعات الطاقة الشمسية إن هذه الرسوم ستتسبب في فقدان 23 ألفا من العمال والمهندسين ومديري المشروعات وظائفهم هذا العام مع تبخر المليارات من الدولارات المرصودة للاستثمارات المخطط لها. ويتعرض على المدى الطويل ما يصل إلى ثلث عدد الأمريكيين العاملين حاليا في هذه الصناعة والبالغ عددهم 260 ألف شخص للخطر بسبب التعريفات.
إنشرها