الرياضة

جينا هاسبل .. ممارستها التعذيب تهدد رئاستها لـ «سي آي أيه»

جينا هاسبل .. ممارستها التعذيب تهدد رئاستها لـ «سي آي أيه»

عندما أعلنت الولايات المتحدة شن حرب عالمية على الإرهاب بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، كانت الجهود المتضافرة لتعقب المتطرفين الشغل الشاغل لجميع من في الإدارة، بمن فيهم جينا هاسبل، العميلة السرية في وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي أيه"، التي اختارها دونالد ترمب الأسبوع الماضي لرئاسة الوكالة التي تعمل فيها منذ أكثر من ثلاثة عقود.
التعبئة الشاملة كانت تعمل وفق المبدأ التالي: "إما أن تكون إلى جانبنا أو ضدنا"، وتم فيها استخدام أساليب غير تقليدية في الوقت الذي أخذ فيه العملاء يتسابقون لكشف أي هجمات إضافية وإيقافها. وكان لدى بعض العاملين في وكالة الاستخبارات شكوك حول استخدام أساليب الإيهام بالغرق، أو أنهم تذكروا انتقادات موجهة لعلاقة الوكالة السابقة بمؤامرات اغتيال وجهود للإطاحة بحكومات في أمريكا اللاتينية.
أشرفت هاسبل بنفسها على "موقع أسود" في تايلاند كان يعذَّب فيه الأسرى، يقال إنها اكتسبت فيه لقب "جينا الدموية". وفي عام 2005 تورطت بشكل أكبر في حوار أمريكي مؤلم حول التعذيب، عندما أرسلت بناء على طلب مشرف، لكن ضد رغبة المحامين وكبار العملاء، برقية توجه من خلالها بإتلاف عشرات من أشرطة الفيديو.
يقول شخص مطلع على البرنامج: "كنا نخطف الناس، ونضع الأصفاد على أقدامهم مع الأفاعي، وكنا نستخدم مقاولين من الباطن لأداء هذه المهمات. كانت حالة من الفوضى - في ذلك الوقت لم يكن هناك من يشتكي، أو إن كانت هناك شكوى، فإنها كانت تقدم بصوت مهموس. لقد مضت في خدمتها للوكالة وكان مبدأها الرئيسي هو أن ولاءها لا تشوبه شائبة".
ويصف عملاء زملاء هذه المرأة غير المتزوجة من ولاية كنتاكي بأنها "أقوى مثال على الشخص الذي يمثل الشركة" – عميلة مخابرات متمكنة عملت على تحقيق أهداف الوكالة الأكثر أهمية في كل أنحاء العالم: الاستخبارات المضادة، وروسيا، والإرهاب. وعند عودتها إلى المقر الرئيس في لانجلي، حازت حينها المديح والثناء والترقيات بسبب مهاراتها السياسية.
هانك كرامبتون، أحد كبار العملاء السريين الذي عمل سابقا في إفريقيا وأفغانستان، يقول إن كل شيء بالنسبة لهاسبل يجري تحديده من خلال المهمة. "إنها قائد بالفطرة، ولديها وعي ذاتي غير عادي، وتستطيع تحديد نقاط الضعف والقوة لديها".
أنصار هاسبل التي ستكون أول امرأة تشغل منصب مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية وأول امرأة قضت معظم وقتها في العمل عميلة سرية، يصفون هذه المرأة التي تحب أغاني المطرب جوني كاش بأنها امرأة صلبة وشجاعة يمكنها التسكع مع الأولاد بالقدر نفسه من السهولة التي تسبهم بها.
في الوقت نفسه لديها، كما يقولون، جانب يراعي مشاعر الآخرين والزملاء. وهي تسارع إلى مديح العاملين معها في حال تدربوا على لغة جديدة من الصعب تعلمها، أو نفذوا عملية "صعبة جدا"، كما يقول دانييل هوفمان، الذي عمل في الخدمات السرية جنبا إلى جنب مع هاسبل. "إنها من ذلك النوع من الناس الذين يصغون جيدا ويرغبون في سماع ما يقوله الجميع".
مع ذلك، واجهت ترقية هاسبل اعتراضات من قبل الذين يرون أن برنامج "المواقع السود" يشكل جزءا قبيحا من تاريخ أمريكا الذي ينبغي عدم تكراره، وأن من ارتكبوا أعمالا سيئة يجب أن يتحملوا المسؤولية.
يقول جون كيرياكو، وهو عميل سري سابق استقال في عام 2004 وكشف عن وجود البرنامج وتم في وقت لاحق إرساله إلى السجن: "ينبغي أن يتم تقديمها للمحاكمة، وليس جعلها مديرة لوكالة الاستخبارات الأمريكية. بدلا من عمليات جمع المعلومات الاستخبارية، أصبحنا منظمة شبه عسكرية".
وورد في وثائق لدى القضاء أن اثنين من علماء النفس اللذين صمما برنامج ما يسمى آليات الاستجواب المعزز كانا مسؤولين أمام "امرأة غير معروفة يقال لها جينا". وبذلت جهود من أجل إحضار هاسبل للشهادة أمام المحكمة، لكن وكالة الاستخبارات المركزية حالت دون ذلك. أحد كبار مسؤولي وكالة الاستخبارات السابقين، الذي يبغض البرنامج، ومع ذلك يدافع عن هاسبل، قال إنها في ذلك الحين لم تكن بعد قد حصلت على مرتبة G15 - وهي درجة وظيفية ذات تصنيف متوسط. من جانبه، أيد ترمب مرارا وتكرارا عمليات الإيهام بالغرق في حملته الانتخابية، مدعيا أنها أسلوب ناجح. وقال في وقت لاحق إنه يلتزم بالقانون وآراء كبار المساعدين. هاسبل التي برزت لتصبح نائبة مدير وكالة الاستخبارات، تواجه جلسات استماع للموافقة على تعيينها. وكانت ادعاءات إتلاف الأدلة سببا في كتابة تقرير لمجلس الشيوخ يقع في سبعة آلاف صفحة خلص إلى أن التعذيب أسلوب خاطئ ويفتقر إلى الفاعلية. ويواجه ترشيحها للمنصب فرصة حقيقية لأن تتم عرقلته. قال راند بول، عضو مجلس الشيوخ، إنه سيعارض ترقية هاسبل، وربما ينضم إليه جمهوريون آخرون.
مع ذلك، وصف دين بويد، مدير مكتب الشؤون العامة في وكالة الاستخبارات، هاسبل بأنها "واحدة من أكثر الأشخاص المؤهلين على الإطلاق ليتم ترشيحهم لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية". وألمح إلى أن الوكالة ربما تزيل تصنيف السرية عن بعض المعلومات كجزء من النقاش. وأضاف: "سيحصل الشعب الأمريكي على فرصة التعرف إلى هاسبل لأول مرة خلال الأسابيع المقبلة". وتعتبر هاسبل شخصية متمكنة في جهاز يبدي حذره من القادة الآتين من خارجه. وسبق لها أن خدمت في منصب رئيسة قسم الوكالة في لندن ونيويورك وقد اعتمد عليها مايك بومبيو، المدير المنتقل إلى وزارة الخارجية والذي تم تعيينه لأسباب سياسية، في رفع الروح المعنوية في مبنى شعر باستياء شديد في البداية بسبب ازدراء ترمب العام للمخابرات وبسبب الخطاب الغريب الذي ألقاه في لانجلي بعد حفل تنصيبه.
يقول أحد الأشخاص الذين يعرفونها: "إنها تعلم كيف يعمل ذلك المبنى بشكل أفضل من أي شخص آخر".
ويرى هوفمان أنها أيضا "تعلم حقا طبيعة عملها" فيما يتعلق بالكرملين وما هي الأمور التي تحرك فلاديمير بوتين. "ستكون مستشارا رائعا فيما يتعلق بروسيا".
لكن هذا الاستحسان ليس كافيا. لكي تضمن ترشيحها، سيرغب منتقدوها في الحصول على مزيد من المعلومات حول دورها في برنامج "المواقع السود". ويرغب بعضهم أيضا في الحصول على اعتذار عام وعلني من ذلك النوع الذي لم تشهده أمريكا من قبل قط.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة