الطاقة- النفط

محللون: الاستهلاك الأمريكي من النفط يرتفع إلى أعلى مستوى في 11 عاما

محللون: الاستهلاك الأمريكي من النفط يرتفع إلى أعلى مستوى في 11 عاما

توقع محللون نفطيون أن تواصل أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية خلال الأسبوع الحالي بعد أن اختتمت الأسبوع الماضي على قفزات جيدة بسبب صعود الأسهم الأمريكية.
ويعتقد المحللون أن الأسعار تتلقى دعما من التحسن المستمر في مستويات الطلب العالمي ومن التأثير الإيجابي المتزايد لجهود "أوبك" بالتعاون مع روسيا وبقية المنتجين المستقلين لعلاج فائض المخزونات والتغلب على تخمة المعروض من خلال نسبة مطابقة مرتفعة في حصص خفض الإنتاج.
ورجحوا استمرار الزيادات المتلاحقة في الإنتاج الأمريكي مع عودة الحفارات النفطية إلى التزايد، ما يكبح نمو الأسعار نسبيا، لكن الأسعار في المقابل تتلقى دعما آخر من بعض العوامل الجيوسياسية ومن التحسن المستمر في مستويات الطلب.
وفي هذا الإطار، يقول لـ "الاقتصادية"، روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو اتش آي" للخدمات النفطية، "إن أسعار النفط الخام مرشحة لمزيد من المكاسب في الأسبوع الجديد خاصة بعدما أطلقت وكالة الطاقة الدولية تحذيراتها من احتمال حدوث نقص كبير في الإمدادات العالمية من النفط بسبب تباطؤ الاستثمار وذلك على الرغم من الطفرة التي يقودها الإنتاج الأمريكي".
ولفت كيندي إلى أن هذه الرؤية تتطابق مع توقعات منظمة "أوبك" لتطورات السوق التي لا ترى خطورة في الزيادات من الإنتاج الأمريكي ما دام الطلب ينمو في المقابل بمعدلات سريعة، منوها بتأكيد وكالة الطاقة خطورة الوضع في فنزويلا في ضوء تصاعد الأزمة الاقتصادية والتراجع الواسع في مستوى الإمدادات، ما قد يؤدي إلى عجز ملموس في المعروض النفطي بنهاية العام الحالي.
من جانبه، يرى دان بوسكا كبير الباحثين في بنك "يوني كريديت" البريطاني، أن الرؤية المستقبلية القصيرة لتطورات الأسعار في أسواق النفط ترجح تعافيا سريعا في ضوء تكثيف "أوبك" لجهودها بالتعاون مع المنتجين المستقلين من أجل المساعدة على دعم الأسعار من خلال تصريف المخزونات والقضاء على وفرة المعروض والاستفادة من النمو الاقتصادي العالمي الجيد وما يؤدي إليه من طلب قوي على النفط الخام.
وأضاف لـ "الاقتصادية"، أن "المخاوف من تأثيرات الزيادات السريعة والمتلاحقة للإنتاج الأمريكي ستتراجع على نحو واسع في الفترة المقبلة في ظل نمو اقتصادي متسارع وصلابة الطلب وهو ما سيجعل الربع الثاني من العام أفضل وأكثر استقرارا في الأسعار مقارنة بالربع الأول الذي شهد عديدا من التقلبات السعرية".
من ناحيته، يقول لـ "الاقتصادية"، أندرو موريس مدير شركة "بويري" للاستشارات الإدارية، "إن السوق يتركز دوما على النمو المطرد في الإنتاج الأمريكي الذي قد يتجاوز 11 مليون برميل يوميا في أوائل العام المقبل، لكن كثيرين لا يعطون الاهتمام الكافي للاستهلاك من النفط الخام خاصة في الولايات المتحدة الذي ارتفع أيضا إلى مستويات قياسية وسجل المستوى الأعلى في 11 عاما".
وأشار إلى أن هذا يعني أن الزيادات في العرض والطلب تنمو بشكل متواز وهو ما يؤكد عدم وجود خطورة على السوق، لافتا إلى أن الانقطاعات المفاجئة في إنتاج عديد من الدول الرئيسية تزيد القلق على المعروض النفطي، كما يؤجج ذلك بعض العوامل الجيوسياسية مثل الخلاف الأمريكي الإيراني الذي من المتوقع أن يشهد تصاعدا واسعا في الفترة المقبلة وستكون له تأثيرات مباشرة في أسعار النفط الخام.
في سياق متصل، أكد تقرير "بتروليوم إيكونوميست" الدولي أن هناك توافقا بين مواقف منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية بشأن تأثير الإجراءات الحمائية التي تتخذها بعض الدول سلبا في نمو الاقتصاد العالمي.
وشدد التقرير على أن التدابير الحمائية والتعريفات التجارية قد تشعل الحروب التجارية في العالم، ما يهدد بتقويض النمو الاقتصادي العالمي وبالتالي الحد من الطلب على الخام.
ونقل التقرير عن منظمة "أوبك" الأسبوع الماضي تأكيدها أن النمو الاقتصادي العالمي قد تعافى بالفعل بشكل كبير، مرجحا أن يبلغ 3.8 في المائة هذا العام، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى التطورات الإيجابية في النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم سيتم تحفيز النمو في الطلب على النفط بشكل جيد في عام 2018.
واعتبر التقرير أن "أوبك" ووكالة الطاقة كلتيهما تريان عقبة كبيرة محتملة في شكل جهود ترمب المتزايدة لإعادة تقويم أوضاع التجارة الأمريكية مع الدول الأخرى، موضحا أن وكالة الطاقة الدولية ترى أن المؤشرات الأخيرة للحمائية من الولايات المتحدة تشكل خطرا اقتصاديا كبيرا يؤثر في التوقعات المستقبلية للأسواق ما يزيد من احتمال نشوب حرب تجارية عالمية.
وذكر التقرير أن هناك مخاوف واسعة في صناعة الطاقة بشأن تأثير رسوم الألمنيوم والصلب، مشددا على أن التباطؤ الاقتصادي ستكون له "عواقب" على سوق النفط، خاصة بالنسبة إلى الوقود المستخدم في القطاع البحري وفي صناعة النقل بالشاحنات.
ونوه التقرير بتأكيد "أوبك" أن التجارة العالمية تعتبر عاملا مهمًا يسهم في إنعاش الاقتصاد العالمي، لافتا إلى أن تعريفات الصلب الجديدة قد تقلل من زخم النمو، موضحا أن استهلاك النفط عادة ما يقع ضحية عند حدوث ركود في التجارة العالمية، معتبرا هذا الأمر قد يضغط على جهود "أوبك" لإعادة التوازن في السوق.
ونوه التقرير يرفع وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب على النفط هذا العام إلى 99.3 مليون برميل يوميا مقابل 9.87 مليون برميل يوميا في العام الماضي 2017، مشيرا إلى حدوث نمو قوي هذا العام في الصين والهند، موضحا أن إعادة توازن السوق تمضي قُدما خاصة فيما يتعلق بعلاقة العرض والطلب.
من ناحية أخرى، قفزت أسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي دافعة عقودا إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوعين، مع صعود الأسهم الأمريكية وقيام المستثمرين بمشتريات لتغطية المراكز المالية.
وبحسب "رويترز"، أنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة 1.09 دولار، أو 1.67 في المائة لتبلغ عند التسوية 66.21 دولار للبرميل بعد أن سجلت أثناء الجلسة 66.42 دولار وهو أعلى مستوى لها منذ الثامن والعشرين من شباط (فبراير).
وصعدت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.15 دولار، أو 1.88 في المائة، لتغلق عند 62.34 دولار للبرميل بعد أن قفزت في وقت سابق من الجلسة إلى 62.54 دولار وهو أعلى مستوى منذ السابع من آذار (مارس).
وأنهت عقود برنت الأسبوع على مكاسب قدرها 1 في المائة بينما ارتفعت عقود الخام الأمريكي 0.4 في المائة على مدى الأسبوع، وهذه هي الزيادة الأسبوعية الثانية على التوالي للخامين القياسيين كليهما.
وأضافت شركات الطاقة الأمريكية حفارات نفطية للمرة السابعة في الأسابيع الثمانية الماضية بفعل توقعات بأن أسعار الخام في 2018 ستكون أعلى مما كانت في 2017، وهو ما يدفع مزيدا من شركات الحفر إلى تعزيز خططها للإنفاق للعام الحالي.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، "إن شركات الحفر أضافت أربعة حفارات نفطية في الأسبوع المنتهي في 16 آذار (مارس) ليصل إجمالي عدد الحفارات النشطة إلى 800 حفار".
وإجمالي عدد الحفارات النشطة في أمريكا، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، مرتفع كثيرا عن مستواه قبل عام عندما بلغ 631 حفارا مع مواصلة شركات الطاقة زيادة الإنفاق منذ منتصف 2016 عندما بدأت أسعار الخام تتعافى من انهيار استمر عامين.
وبلغ متوسط أسعار الخام الأمريكي 50.85 دولار في 2017 و43.47 دولار في 2016، ومنذ بداية العام الحالي بلغ إجمالي عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي النشطة في الولايات المتحدة 961 حفارا، مقارنة بمتوسط بلغ 876 حفارا في 2017، و509 حفارات في 2016 و978 حفارا في 2015، وتنتج معظم الحفارات النفط والغاز كليهما.
وفي وقت سابق هذا الشهر توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن إجمالي إنتاج النفط الأمريكي سيرتفع إلى مستوى قياسي عند 10.7 مليون برميل يوميا في 2018 وإلى 11.3 مليون برميل يوميا في 2019، من 9.3 مليون برميل يوميا في 2017.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط