Author

كلية الأمير محمد بن سلمان والنهوض بقطاع ريادة الأعمال

|

يلاحظ الراغبون في الالتحاق بكلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال أن الكلية وضعت شروطا للقبول تختلف عن الشروط التقليدية في كليات الأعمال في الجامعات الأخرى، بمعنى أن البرنامج صمم بحيث يمنح المشاركين القدرة على تحقيق التوازن بين الوظيفة والفكر الريادي، إضافة إلى القدرة على مواجهة المشاكل ذات الصلة بالظروف الاقتصادية المتغيرة والمتقلبة، أي أن الدراسة تخضع للمعايير التي تشترطها كليات الأعمال في أكبر الجامعات في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، ويجب أن نعرف أن كلية بابسون، وهي من أهم كليات رواد الأعمال في العالم هي التي وضعت مقررات ومناهج كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال. ومن بين الشروط التي تشترطها الكلية تحقيق الطالب معدلات عالية في بعض العلوم مثل الرياضيات والمالية العامة والاقتصاد والمحاسبة.
وبذلك استطاعت الكلية أن تصطاد الموهوبين من الطلاب وتعمل على تأهيلهم وتخريجهم بمستويات تحقق الإبداع في الأداء واستخدام الحلول غير التقليدية في حل مشاكل المجتمع.
بمعنى أن كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال تراهن على أن خريجي هذه الكلية سيتمتعون بكفاءة علمية وريادية تؤهلهم للنهوض بقطاع الأعمال السعودي، وهو القطاع الذي سيضطلع بمسؤولية قيادة الفكر الإداري السعودي الجديد الموكل إليه مسؤوليات الابتكار وتحقيق النهضة الاقتصادية التي تنشدها "رؤية السعودية 2030".
ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين أخذت الجامعات في الغرب تعمل على إعادة هيكلة كليات الأعمال، بل إن بعض الجامعات الكبرى مثل هارفارد واستانفورد وبنسلفانيا وديوك طورت مناهج كليات الأعمال وأعطت استقلالية كاملة لكليات الأعمال التي درجت على إعادة هندسة مناهجها وأنظمتها لتخريج العقول الرائدة والقادرة على صنع المال والرجال والأعمال.
وإذا كان الطلب على حاملي إدارة الأعمال يتزايد في أسواق العمل، فإن الطلب على كليات الأعمال بدأ يتزايد من قبل الطلاب الذين يستهدفون التأهل الأكاديمي للعمل في المصارف والشركات الكبرى.
ونتيجة لذلك بدأت هذه الكليات تحتل الصدارة بين كليات القمة في الولايات المتحدة وفي بعض دول الاتحاد الأوروبي.
وترتهن كليات الأعمال على "الإدارة" كأساس لتحقيق النجاح في سوق العمل، ولذلك هم يؤكدون أن الأزمات المالية العالمية التي ضربت الاقتصاد الدولي سببها الفشل الإداري في المؤسسات ومنظمات قطاع الأعمال.
ونتيجة لتخريج الكوادر الكفؤة من كليات الأعمال بدأ الطلب في الشركات الكبرى والمصارف يتزايد على المديرين التنفيذيين القادرين على إحداث نقلات حقيقية في أداء وإدارة الشركات والمصارف الكبرى، كما أن راتب الموظف المبتدئ الحامل لشهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد الأمريكية أو كلية إنسياد لإدارة الأعمال أو كلية بابسون يرتفع كثيرا، مقارنة بغيره من المستوى الأكاديمي نفسه.
تقول جانا كيرستد مديرة العمل في كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد إنه على الرغم من أن عودة الشركات المالية إلى تألقها أسرع مما كان متوقعا؛ فقد اضطرت المصارف إلى تكثيف التوظيف هذا العام من حملة الماجستير في إدارة الأعمال؛ الأكثر من ذلك أن الطفرة في توظيف المصارف لحملة الماجستير في إدارة الأعمال اتجاه عالمي نشاهده في كثير من دول العالم خاصة في آسيا.
إن العالم بدأ يدرك أن السبيل إلى تحقيق النمو الحقيقي هو الاهتمام بقطاع الأعمال؛ ومن بوابة إدارة الأعمال تحقق الصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية حاليا معدلات عالية في نمو الناتج القومي الإجمالي؛ وفي كلية فودان لإدارة الأعمال في شنغهاي تشهد الكلية طلبا متزايدا على حملة شهادات الماجستير في إدارة الأعمال. ويقول جين هوانج رئيس مكتب تطوير السير العملية في كلية فودان إنني ألاحظ أن الشركات متعددة الجنسيات لديها موظفون أمريكيون وأوروبيون وتريد الآن توظيف مزيد من الآسيويين الحاملين لشهادة الماجستير في إدارة الأعمال.
وفي هذه الأيام يتدفق من الولايات المتحدة وأوروبا إلى آسيا خاصة إلى الصين وسنغافورة مجموعة كبيرة من علماء الإدارة في الولايات المتحدة وبريطانيا، ومن الأسماء اللامعة الفقيه الإداري أرنود دوميير العميد السابق لكلية جدج لإدارة الأعمال في جامعة كامبردج، وهوارد توماس العميد السابق لكلية وارويك للنشاطات العملية في المملكة المتحدة؛ وجورج ييب العميد السابق لكلية روتردام للإدارة.
والمملكة العربية السعودية لم تكن بعيدة عن كل ما يجري في الأوساط العلمية في الدول المتقدمة، بل باشرت جامعة الملك عبد العزيز باتخاذ قرار ينشئ كلية مستقلة للأعمال على غرار كلية الأعمال في جامعة هارفارد؛ وتعمل في الكلية الآن مجموعة من الكوادر التي تم تأهيلها تأهيلا عاليا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة؛ ولقد حققت الكلية نجاحات عالية المستوى وخرجت مديرين تنفيذيين سعوديين على درجة رفيعة من التأهيل والتميز، ولذلك فإن كلية الأعمال في جامعة الملك عبد العزيز تحتل مكانة مميزة في سوق العمل السعودية.
إن كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال تدرك أن الموارد البشرية هي نقطة الانطلاق في تحقيق النمو والتطور، وإن العقول البشرية هي التي بنت الأمم وصنعت الحضارات ووضعت الحلول لمشاكل الإنسان فوق كوكب الأرض، وهي وراء كل الابتكارات والاختراعات التي ينعم في ظلها الجنس البشري. ولذلك فإن الأمل كبير في أن تسهم كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال في مشاريع وبرامج "رؤية السعودية 2030"، كما أنها ستكون مصنعا لجيل جديد من الرواد الذين سوف يضطلعون بمسؤولية "الإدارة الحديثة" في السعودية.

إنشرها