الطاقة- النفط

النفط يواصل الصعود رغم تنامي المخاوف من وفرة المعروض

النفط يواصل الصعود رغم تنامي المخاوف من وفرة المعروض

استقرت أسعار النفط الخام أمس رغم طغيان المخاوف المستمرة بشأن وفرة المعروض العالمي على تنبؤات الطلب المتفائلة، والأنباء المتواترة حول تنامي إمدادات الولايات المتحدة وغيرها، الذي يعرقل جهود "أوبك" وبعض المنتجين خارجها لتقليص الفجوة بين العرض والطلب في السوق.
وبحسب "رويترز"، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة تسليم نيسان (أبريل) خمسة سنتات أو 1.65 في المائة إلى 62.26 دولار للبرميل، بعدما صعد 23 سنتا عند تسوية الخميس، بينما زاد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة ستة سنتات إلى 66.03 دولار للبرميل، بعدما ارتفع 23 سنتا عند التسوية السابقة.
ودفعت تقارير نشرت الأسبوع الماضي المستثمرين إلى التركيز من جديد على احتمال أن تطغى زيادة المعروض على الارتفاع المتوقع في الطلب على الخام خلال 2018.
وفي تقريرها الشهري توقعت وكالة الطاقة الدولية أن ينمو الطلب على الخام بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً ليصل إلى 99.3 مليون برميل في 2018.
وزادت مخزونات النفط التجارية في الدول الصناعية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في كانون الثاني (يناير) للمرة الأولى في سبعة أشهر إلى 2.871 مليار برميل، وهو ما يزيد بمقدار 53 مليون برميل على متوسط خمسة أعوام.
وقالت الوكالة، التي تقدم المشورة للحكومات الغربية بشأن سياسات الطاقة، "إن زيادة مخزونات كانون الثاني (يناير) 18 مليون برميل فوق مستوى كانون الأول (ديسمبر) تقترب من نصف حجم الزيادة المشهودة عادة في مثل هذا الوقت من العام".
وفي محاولة لتصريف المخزونات تطبق منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجون آخرون منهم روسيا اتفاقا لخفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا منذ كانون الثاني (يناير) 2017 حتى نهاية 2018.
وبفرض عدم تغير إنتاج "أوبك" لبقية العام، تتوقع وكالة الطاقة زيادة طفيفة في مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الربع الأول من العام الحالي مع حدوث انخفاضات بعد ذلك، مع نمو الإمدادات من الدول غير الأعضاء في "أوبك" بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا في 2018 إلى 97.9 مليون برميل يوميا بقيادة الولايات المتحدة التي من المتوقع زيادة إنتاجها من الخام بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا في 2018 إلى أكثر من 11 مليون برميل يوميا بنهاية العام.
وانخفض إنتاج الخام في "أوبك" في شباط (فبراير) إلى 32.1 مليون برميل يوميا بقيادة فنزويلا والإمارات، ورفعت وكالة الطاقة تقديراتها للطلب على نفط "أوبك" إلى 32.4 مليون برميل يوميا لعام 2018 مقابل 32.3 مليون برميل يوميا في توقعات الشهر الماضي.
وترى الوكالة الدولية في قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم ما دفع بشركاء تجاريين كبار إلى التلويح بالرد، تراه مهددا لتوقعات النمو الاقتصادي العالمي.
وأضافت "أي تباطؤ ستكون له عواقب وخيمة خاصة على الوقود المستخدم في قطاع النقل البحري والنقل بالشاحنات"، مؤكدة أن نمو التجارة العالمية اتسم بالقوة، حيث تسارع من 2.5 في المائة في 2016 إلى 4.7 في المائة في 2017، مشيرة إلى ذلك باعتباره السبب المرجح لزيادة بنسبة 1.8 في المائة في الطلب العالمي على زيت الغاز في 2017.
ولا يزال الإنتاج الأمريكي الذي وصل إلى مستوى 10.41 مليون برميل يومياً، يثير مخاوف المنظمات العالمية في أن يدفع المعروض إلى الزيادة، ما يؤثر في اتفاق "أوبك" لخفض الإنتاج بالسلب.
واستفاد منتجو النفط في الولايات المتحدة من تعافي أسعار الخام خلال الأشهر الماضية، ما دعم عمليات التنقيب والاستكشافات الجديدة، وكشفت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة سجل 10.381 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 9 آذار (مارس) مقابل 10.369 مليون برميل يومياً المسجلة في الأسبوع السابق له.
وسجلت مخزونات النفط في الولايات المتحدة قفزة بمقدار خمسة ملايين برميل في نفس الفترة مقابل توقعات كانت تبلغ 2.2 مليون برميل، في حين هبطت مخزونات البنزين بنحو 6.3 مليون برميل.
وهبطت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بأقل من توقعات المحللين خلال الأسبوع الماضي، وأظهرت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة تراجعت بمقدار 93 مليار قدم مكعبة في الأسبوع الماضي لتهبط إلى 1532 مليار قدم مكعبة.
وكانت توقعات المحللين تشير إلى أن مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المنقضي ستتراجع بمقدار 99 مليار قدم مكعبة.
أما على أساس سنوي، فانخفضت المخزونات الأمريكية من الغاز الطبيعي بمقدار 718 مليار قدم مكعبة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وهبطت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بمقدار 296 مليار قدم مكعبة عن متوسط السنوات الخمس البالغ 1828 مليار قدم مكعبة.
ورفعت منظمة أوبك تقديراتها لنمو المعروض من خارجها خلال العام الجاري نتيجة لإنتاج الولايات المتحدة، كما توقعت زيادة الطلب على الخام.
وذكر التقرير الشهري للمنظمة الدولية أن المعروض من خارج "أوبك" سيشهد ارتفاعاً بمقدار 1.66 مليون برميل يومياً في العام الجاري ليصل إلى 59.53 مليون برميل يومياً.
وأشار التقرير إلى أن السبب الرئيس لنمو المعروض من الخارج يتمثل في الإمدادات الأمريكية من الخام المتوقع أن ترتفع بمقدار 1.45 مليون برميل يومياً في العام الجاري، يليها كندا والبرازيل والمملكة المتحدة.
أما على مستوى الطلب على الخام في 2018 فرفعت الوكالة تقديراتها له بمقدار 1.60 مليون برميل يومياً، وتشير تقديرات الوكالة إلى أن الطلب زاد في 2017 إلى 97.04 مليون برميل يومياً، بزيادة 1.62 مليون برميل يومياً، وفي الشهر الماضي انخفض إنتاج "أوبك من النفط بمقدار 77.1 ألف برميل يومياً.
وتوقع محلل في شركة "أي.إن.جي جروب" أن تتراجع أسعار النفط أدنى 60 دولاراً للبرميل، مع زيادة الصادرات الأمريكية إلى آسيا، مضيفا أنه "في الوقت الذي تعهد فيه منتجو الخام بخفض الإنتاج في العام الماضي، فإن التدفقات الأمريكية التي تكتسب جزءاً كبيراً من السوق الآسيوية قد تدفع بعض الدول نحو زيادة الإمدادات، ما يؤدي في النهاية إلى خفض الأسعار".
وأضاف وارن باتريسون مختص السلع في الشركة الألمانية، في مؤتمر في سنغافورة نقلته وكالة بلومبيرج، أنه "كلما مضى الاتفاق بدأ في الانهيار"، مشيراً إلى أن اتفاق خفض الإنتاج منح الولايات المتحدة حصة من السوق.
وأوضح باتريسون أن تحسّن سعر الخام منذ العام الماضي، شجع الحفارين في الولايات المتحدة على ضخ الخام "حتى في الوقت الذي يبذلون فيه جهوداً للانضباط وفقاً للاتفاقية"، مشيرا إلى أن "الأسواق بحاجة إلى أن ترى الأسعار أدنى 60 دولاراً للبرميل حتى نقلل الحافز لدى منتجي الخام الأمريكي".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط