Author

حوادث الدهس مستمرة

|

الطالبة فاطمة سالم اليزيدي ـــ يرحمها الله ـــ دهستها سيارة مسرعة ظهر الإثنين الماضي، وهي تقطع الطريق أمام مجمع مدارس في مكة المكرمة، وقد هرب السائق. لا تحتاج إلى أن تكون على معرفة بأهل الضحية، كي تشعر بفداحة الفقد وعمق الألم الذي يعانونه.
بداية أقدم العزاء للأب المكلوم وأفراد أسرتها. وأتبع ذلك بجملة تساؤلات، عن الإجراءات التي ينبغي أن تتخذها الجهات المسؤولة للحفاظ على سلامة عابري الطريق أمام المدارس والمستشفيات والمساجد والحدائق.. إلى آخره. فاطمة ليست الأولى التي تذهب ضحية تهور سائق، وغياب لوحات تهدئة، وإهمال. المدارس تشهد بشكل يومي حركة خروج، يندر أن تجد من يقوم بإيقاف السيارات لتأمين عبور سليم للطلاب والطالبات.
حال كثير من السائقين في الطريق، توحي بأن البعض يتصرف وكأن الطريق له وحده، وليس مطلوبا منه التهدئة لعبور طفل أو مسن.
في إحصائيات 1431هـ وهي أحدث إحصائية متاحة على موقع وزارة الداخلية تحتل الوفيات الناتجة عن حوادث الدهس المرتبة الثانية ضمن حوادث المرور.
طلبت معلومة عن الإحصائيات الحديثة لحوادث الدهس، من الهيئة العامة للإحصاء أمس الأول (الأربعاء)، عن طريق موقعهم الإلكتروني. صباح أمس الخميس وجدت الإحصائية التي تخص المشمولين بالحوادث المرورية في عام 1437 هـ على بريدي الإلكتروني. هذا تجاوب وتفاعل سريع يستحق الشكر والتنويه. مصابو الحوادث المرورية تجاوز عددهم 38 ألفا. وبلغت الوفيات 9031. لا تفصيلات عن حوادث الدهس، لكن إحصائية 1431 هـ
تعطي مؤشرا. المؤكد أن هذه الحوادث، إلى جانب بشاعتها، تحتاج إلى تضافر جهود جهات عدة للحد منها.
في بعض الدول يضعون لوحات تبين أن هذا المكان شهد حالة دهس، ويتم تحديث اللوحة مع كل حادثة جديدة. هذا أقل شيء يمكن أن نفعله، لتحذير المتهور الذي قد يصبح قاتلا.
أناشد المرور أن يتشدد تجاه التجاوزات المرورية. هذا هو الطريق الأمثل لوقف النزف المستمر في الأرواح. رحم الله فاطمة.

إنشرها