default Author

التماسيح ومنع الحمل

|

بعد التداوي بالموتى يبدو لي أن هوس التداوي بالخلطات العجيبة والمواد السامة ليس جديدا، بل مارسته الشعوب من قبلنا منذ مئات السنين رغم ما عانوه من آثاره القاتلة!
من أشهر هذه المواد التي ما زلنا نجدها في الخلطات والوصفات رغم ما عرف عن سميته (الزئبق) استخدمه الفرس واليونانيون القدماء في العلاج اعتقادا منهم أنه نظام غذائي يمنح الحياة الأبدية وقدرة المشي فوق سطح الماء! ومن أشهر ضحايا هذا العنصر الإمبراطور الصيني شين شيهوانج، الذي توفي بعد أن تناول حبوب الزئبق المصنوعة خصيصا لجعله خالدا. واستخدم الزئبق في عصر النهضة حتى أوائل القرن العشرين، كدواء شعبي لعلاج ومكافحة الأمراض المعدية وخصوصا الجنسية منها مثل مرض الزهري!
وللزرنيخ حكاية هو الآخر خصوصا مع نساء تلك العصور اللاتي استخدمنه بكثرة في مستحضرات التجميل وكبودرة على الوجه وخلطها بالرصاص والخل ما تسبب في تحول لون وجههن للون الأصفر الذي يصعب التخلص منه أو وفاتهن، وكعلاج لأمراض الملاريا والزهري والتهاب المفاصل والسكري!
ومن الأشياء الغريبة والمقززة التي تداووا بها قديما ووجدنا آثارها وبقاياها في بعض الخلطات التي يقال إنها عشبية براز الإنسان وروث الحيوانات - أعزكم الله - استخدم القدماء المصريون البراز البشري والحيواني لعلاج الأمراض والإصابات زاعمين أنها تعمل كمضادات حيوية، ناسين أو متناسين كمية الجراثيم والبكتيريا الضارة التي تحتوي عليها تلك المخلفات!
ولك أن تعرف أنهم كانوا يعالجون جروحهم بخليط من ديدان الأرض وبقايا أدمغه الخنازير وأكسيد الحديد، أما معجون الفأر الميت المخلوط مع بعض المكونات التي لا تقل عنه قرفا، فقد كان المصريون القدماء يضعونه على أسنانهم لتسكين الألم! ويشاركهم في استخدام هذا العلاج المبتكر الإنجليز ولكن لغرض طبي آخر وهو علاج السعال الديكي والجدري والحصبة.
حتى التماسيح لم يتركوها في حالها فاستخدم القدماء روث التماسيح كوسيلة لتنظيم الأسرة ومنع الحمل بعد تجفيفه وطحنه وقد يستبدل بروث الفيل!
وبما أن الأمم السابقة كانوا يعتقدون أن معظم الأمراض هي نتيجة لقوى شيطانية أو عقاب إلهي، فصوت صرير أسنان المريض يعتبرونها رسالة من شبح أحد أفراد الأسرة المتوفين يريد التواصل معهم، لذا يكون لزاما على المريض النوم مع جمجمة بشرية لمدة أسبوع أو تقبيل الجمجمة سبع مرات كل ليلة!
السؤال كيف سيكون حالك لو كنت تعيش في تلك الحقبة الزمنية؟
لنبتهل إلى الله ونحمده ونشكره أن جعلنا من أبناء هذا الزمن وإلا لكنا نتجرع الآن مرارة الألم وخباثة الدواء!

إنشرها