الطاقة- النفط

«بي بي»: «أرامكو» في مقدمة شركات النفط العالمية في استيعاب تقنيات متطورة متعددة

«بي بي»: «أرامكو» في مقدمة شركات النفط العالمية في استيعاب تقنيات متطورة متعددة

أكدت شركة بريتيش بتروليوم العالمية للطاقة، أن جميع الشركات النفطية الكبرى تقوم بإسهامات واسعة في خطة تحول الطاقة، وفي مقدمتها العملاقة "أرامكو السعودية" التي تعمل على اقتناء واستيعاب ودمج تقنيات متطورة متعددة.
وقالت "بي بي" في تقرير حديث، إن "شتات أويل" تتوسع في مشروعات الرياح البحرية واحتجاز الكربون وتستثمر "توتال" في الطاقة الشمسية والبطاريات والكهرباء.
وأشار التقرير إلى أن سوق النفط الخام قد تعافت بالفعل من واحدة من أكثر فترات الانكماش التي طال أمدها، والتي ضغطت على الأسعار بشكل غير مسبوق على الإطلاق، الأمر الذي دفع كثيرا من الشركات على العمل بشكل جاد وسريع على تحقيق مزيد من الانضباط بشأن التكاليف.
وذكر، أنها أجرت تحسينات واسعة في الكفاءة من خلال استخدام البيانات الرقمية، مشيرا إلى أن "بي بي" وغيرها من الشركات أصبحت أكثر مرونة وتوازنا في ظل سعر للبرميل حول 60 دولارا وأفضل حالا عما كانت عليه عندما كان سعر البرميل فوق 100 دولار.
وقال التقرير إن هناك فكرة خاطئة شائعة وهي أن الطريق إلى عالم منخفض الانبعاثات هو من خلال زيادة الاعتماد على السيارات الكهربائية التي تأتي على حساب تدمير صناعة النفط الخام – بحسب اعتقاد البعض -، مشيرا إلى أن هذا الأمر غير صحيح في ضوء البيانات الموثقة التي تؤكد الارتفاع المستمر في الطلب على النفط الخام.
وأوضح التقرير أن إجمالي الطلب على النفط الخام سيظل ينمو في غضون الـ 20 عاما المقبلة، متوقعا أن يصل إلى نحو 100 مليون برميل يوميا على الرغم من الجهود الدولية لحظر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ولفت إلى أن الانبعاثات ستظل ترتفع بنسبة 7 في المائة حتى عام 2040، وهذا ليس بعيدا عن الارتفاع بنسبة 10 في المائة وهو المتوقع إذا استمر العالم في مساره الحالي.
وأضاف أن "إكسون موبيل" تتحرك جديا في مشروعات احتجاز الكربون بينما تعمل شركة "شل" على تنفيذ مشروعات مهمة في مجالات الرياح والوقود الحيوي والطاقة الكهربائية بينما تعمل "إيني" في مجال الطاقة الشمسية.
وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع بسبب تعطل بعض الإمدادات في ليبيا، ما أحدث تأثيرا يفوق الزيادة المستمرة في إمدادات النفط الخام الأمريكي.
وتتواصل جهود "أوبك" والمستقلين في ضبط المعروض النفطي والتسريع بجهود استعادة التوازن في السوق وعزز هذه الجهود توقف نمو الحفارات النفطية الأمريكية لأول مرة منذ سبعة أسابيع، ما أدى إلى انحسار نسبي في المخاوف من تخمة المعروض.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، إن النمو الاقتصادي الجيد والارتفاع المطرد في الطلب على الوقود الأحفوري يغريان المنتجين بمزيد من ضخ الإمدادات، مشيرا إلى أن العام الماضي مثّل نقلة نوعية للمنتجين الأمريكيين الذين يسعون إلى الفوز بحصص سوقية أكبر وتصدر المشهد في مجال الطاقة.
وأفاد بأن هذا الانتعاش أسهم في تحسن بيانات الوظائف وانخفاض البطالة إلى أقل من 4 في المائة.
وأعرب عن اعتقاده أن لجوء المنتجين الأمريكيين إلى تخفيض عدد الحفارات في الأسبوع الماضي جاء بهدف الرغبة في الحفاظ على الأسعار عند مستوى جيد وملائم للاستثمار خاصة بعدما أدى الإنتاج بالطاقات القصوى من الحقول الصخرية في الضغط على أسعار النفط في الأسابيع الماضية.
من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية" فيتوريو موسازي مدير الشراكة الدولية في شركة "سنام" الإيطالية لخدمات الطاقة، أن حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة خاصة حقل بيرميان في غرب تكساس تتجه إلى تسجيل مستوى إنفاق واستثمار قياسي هذا العام، معتبرا أن هذا يمثل تحديا كبيرا للجهود التي تقودها "أوبك" بالتعاون مع روسيا وبقية المنتجين المستقلين لتقييد الإنتاج واستعادة التوازن الكامل في سوق النفط الخام.
وأضاف أنه بالرغم من كل التحديات الراهنة فإن السوق تحقق بها الكثير وهي أقرب إلى حالة التوازن بسبب نمو الطلب بالتوازي مع نمو الإنتاج الأمريكي، مشيرا إلى أن السوق يتطلع إلى الشكل الجديد لتعاون المنتجين في "أوبك" وخارجها وذلك مع بداية العام المقبل 2019 وهو ما أعلنته السعودية أخيرا.
بدورها، قالت لـ"الاقتصادية" فالسكا هاف مدير الإنتاج والعلاقات العامة في إحدى شركات السيارات، إن التسارع المتوقع في الاعتماد على السيارة الكهربائية لن يزيح بأي حال من الأحوال سيطرة النفط الخام على قطاع النقل لعقود مقبلة.
وأوضحت أن توقعات وكالة الطاقة الدولية حول ذروة الطلب على النفط الخام لأغراض سيارات الركوب قد تتحقق في 2020 ولكن تقديرات دولية أخرى تتوقع أن هذه الذروة قد تتأخر إلى 2030، لافتة إلى أنه عموما ستظل الصناعات الثقيلة تعتمد على الهيدروكربونات نظرا لقدرتها الكبيرة على توليد درجات الحرارة الحالية وإنجاح التفاعلات الكيميائية بسهولة.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس، بعد أن قالت ليبيا إن تحميلات الخام في ميناء رئيسي توقفت ما بدد انخفاض الأسعار في وقت سابق بسبب أدلة على الزيادة المستمرة في إنتاج النفط الخام الأمريكي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 11 سنتا إلى 65.06 دولار للبرميل بحلول الساعة 10:17 بتوقيت جرينتش بعد أن انخفضت في وقت سابق إلى 64.67 دولار، بينما صعدت عقود خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط 17 سنتا إلى 61.53 دولار للبرميل.
وتراجع الخامان نحو 1 في المائة أمس الأول، بعد أن قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن الإنتاج من حوض صخري سيبلغ مستوى قياسيا مرتفعا في نيسان (أبريل) المقبل.
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة في تقرير شهري أمس الأول، زيادة إنتاج النفط الخام الأمريكي من تكوينات صخرية كبيرة بواقع 131 ألف برميل يوميا في نيسان (أبريل) المقبل، مقارنة بالشهر السابق ليصل إلى مستوى قياسي قدره 6.95 مليون برميل يوميا.
كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة متجاوزا 11 مليون برميل يوميا في أواخر العام الجاري لتنتزع المركز الأول عالميا من روسيا.
وفقد النفط الخام الأمريكي عند تسوية أمس الأول، نسبة 1.2 في المائة، بعدما حقق في اليوم السابق أكبر مكسب يومي بالنسبة المئوية منذ 24 تموز (يوليو) 2017، وانخفضت عقود برنت بنسبة 1 في المائة، وانخفضت الأسعار بعد تقرير وكالة الطاقة الأمريكية الشهري.
وحققت أسعار النفط الأسبوع الماضي ارتفاعا بنسبة 1.1 في المائة، في ثالث مكسب أسبوعي خلال شهر، بعدما طغى تأثير توقعات ارتفاع قوي للطلب على مخاوف بشأن ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة لمستوى قياسي جديد.
وتشير توقعات مخزونات الخام في الولايات المتحدة التي يصدرها معهد البترول الأمريكي، وسط إلى ارتفاع المخزونات للأسبوع الثالث على التوالي، وتصدر اليوم البيانات الرسمية عن طريق إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط