Author

مجلس الشورى لنا

|

سواء اتفقنا أو اختلفنا مع الموضوعات التي يطرحها مجلس الشورى، لا بد أن نتذكر أن هذا المجلس لنا، وأن الأعضاء العاملين تحت قبته، هم من نسيج هذا المجتمع، واختيارهم جاء نتيجة كفاءتهم وتميزهم وتنوعهم الذي يستوعب كل أشكال طيف الوطن.
ولا يسوغ أبدا التشكيك فيهم أو التطاول عليهم. وليس القصد هنا عدم انتقادهم، على ألا يتجاوز هذا النقد حدود اللياقة والاحترام الذي ينشده كل منا تجاه من يختلف معه.
هذه مقدمة مهمة، لا أسوقها تزلفا أو طلبا لمصلحة، ولكنني أراها ضرورية في وقت يسعى فيه أعداء إلى استغلال التشنج الذي يمارسه البعض وتوظيفه من أجل تصوير المجتمع وأفراده بشكل سلبي.
لقد تبنى عدد من أعضاء مجلس الشورى الذكور والإناث مشاريع مهمة، وتحولت تلك المشاريع إلى قرارات أخذت بها الدولة. وإحدى مهام المجلس، مراجعة الأنظمة وتعديلها ومساءلة الوزارات والجهات الحكومية عن تقصيرها تجاه المواطنين. ولكن هناك ابتسار واجتزاء في النظر إلى أداء المجلس، ومجرد الحديث عن أن أعضاء الشورى لا فائدة منهم أو أن مشاريع القرارات التي يطرحونها ضد مصلحة المجتمع، مسألة فيها نظر.
وكما ذكرت آنفا، ليس المطلوب تنزيه أعضاء الشورى، ولا تحصينهم من النقد، لكن الحفاظ على كراماتهم، وعدم التشكيك في ولائهم، مسألة لا تقبل النقاش.
إن الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي، تعطي آفاقا جيدة للتعبير عن الأفكار، ولكن البعض لا يدرك أن حريته في الكتابة لا تعني أن يمارس استقواء وقذفا وشتما، ثم يتوقع أن يكون في منأى عن تطبيق الأنظمة عليه.
إن الحماية التي يتمتع بها إنسان هذه الأرض، والحفاظ على حقوقه وكرامته من التطاول، تمثل المظلة التي ينضوي تحتها كل فرد، سواء أكان هذا الإنسان داخل مجلس الشورى أو خارجه.

إنشرها