اتصالات وتقنية

6 تريليونات دولار قيمة الأضرار الناتجة من الهجمات الإلكترونية خلال 3 سنوات

6 تريليونات دولار قيمة الأضرار الناتجة من الهجمات الإلكترونية خلال 3 سنوات

شهد العام الماضي أعلى نسبة من الهجمات الإلكترونية المتطورة، بدءا من هجمات WannaCry وصولا إلى هجمات NotPetya وBadRabbit، التي أصابت مئات الشركات وشبكات المستشفيات بالشلل، وعرضت أمن مئات الآلاف من الأجهزة حول العالم للخطر.
ولا توجد هناك أي مؤشرات على هدوء أو تراجع هذه الهجمات، فهي تنمو وتزداد تعقيدا في ظل سباق العالم نحو التحول الرقمي ونمو عدد عصابات قراصنة الإنترنت عالميا.
ويتوقع الخبراء على مدى السنوات الثلاث القادمة أن تصل قيمة الأضرار الناجمة عن هذه الهجمات إلى 6 تريليونات دولار، وذلك في ظل تحول الجرائم الإلكترونية إلى أحد "أهم مصادر جني الثروات الاقتصادية في التاريخ".
وبالتزامن مع ظهور العديد من التقنيات الصاعدة مثل إنترنت الأشياء IoT والذكاء الاصطناعي AI، من الطبيعي متابعة مشهد الجريمة الإلكترونية مسيرة نموه المتسارعة. بالمقابل، نشهد حاليا توجه المؤسسات إلى تركيز استثماراتها في مجال الأمن الإلكتروني، نتيجة إصابة نصفهم تقريبا بإحدى الهجمات الإلكترونية العنيفة التي عصفت بالنصف الأول من العام الماضي.
فقد أشارت اليوم "سيكيوروركس" العاملة في مجال أمن المعلومات، إلى أن مشكلة الافتقار لوجود موظفين متمرسين في مجال الأمن الإلكتروني في تفاقم مستمر، وذلك في ظل تنامي موجة الجرائم الإلكترونية.
وتشير توقعات مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية "جارتنر" إلى أن معضلة الافتقار إلى وجود موظفين متمرسين في مجال الأمن الإلكتروني ستتفاقم، وهو ما يتضح بشكل جزئي من خلال نسبة البطالة التي يعانيها هذا القطاع، وهي صفر في المائة. ومن جهة أخرى، فإن الحكومات تستثمر الملايين من أجل طرح المبادرات التقنية، والترويج لزيادة عدد المعلمين المتمرسين في مجال علوم الحاسوب والبرمجة.
ومع ذلك، ففي ظل موجة الهجمات الكبيرة التي اجتاحت العالم وخطفت الأضواء العام الماضي، لم يتوقف كثيرون لتسليط الضوء على ما يختبئ وراء هذه الهجمات، على سبيل المثال كيفية قيام عصابات الجريمة المنظمة بتشغيل وتوظيف هذه المهارات لصالحها، وما هي المهارات التي يتحلون بها في مجال الأمن الإلكتروني ويعتبرونها أولوية لتحقيق مكاسبهم الإجرامية؟
وقال إيان بانكروفت، نائب الرئيس والمدير العام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى شركة سكيوروركس: "بات من المهم جدا على المؤسسات أن تساعد موظفيها على تبني العقلية الصحيحة للعمل والتخصص في مجال الأمن الإلكتروني، القطاع الذي يجب ألا يثير ذعر المؤسسات، فهو توجه حتمي لا مفر منه، تماما مثل العملات الرقمية كالبيتكوين، التي توفر قدرات غير محدودة ولا يمكن تتبعها لدعم الأنشطة الإجرامية الإلكترونية، الأمر الذي أدى بالنتيجة إلى تنامي شعبيتها واستخدامها. لذلك ينبغي على المؤسسات التصدي لهذا التحدي الكبير الذي تواجهه على مستوى الأمن الإلكتروني، ومقاربته بشكل كامل وبأدق التفاصيل، والنظر إليه على أنه تحد مستمر، وليس مشكلة مؤقتة. وهو التوجه الذي يجب على جيل الشباب اعتماده أيضا، حيث تقع على عاتقنا مسؤولية غرس هذا المفهوم والثقافة منذ المراحل الأولى للعمل في هذا المجال، وذلك لضمان توجيه وإرشاد هذه المهارات لمساعدة وحماية المؤسسات في المستقبل".
قطاع الطاقة المتضرر الأكبر

التحول الرقمي الذي بدأ يغرس جذوره في كافة القطاعات وخاصة قطاع الطاقة الذي يعتمد على تقنيات إنترنت الأشياء لن يكون في مأمن من الهجمات الإلكترونية، فقد قال آندي كارسنر، الشريك الإداري لشركة إيمرسون كولكتيف لأنظمة المصانع المناخية خلال القمة العالمية للطاقة الذكية GSES إن تسليح الشبكة العنكبوتية العالمية يمثل أكبر تهديد لإنترنت الأشياء والاقتصاد الذكي، ولا شك أن ترسيخ الأمن بأبعاده كافة يعد التحدي الرئيس أمام توسع ونمو قطاع الطاقة النظيفة، والتخلص من الغازات الضارة في كوكبنا، وضمان الاستدامة البيئية، حيث إنه بات من الممكن اليوم اختراق ألعاب الأطفال، وكاميرات الهواتف الذكية، واختراق منصات التواصل الاجتماعي للتحكم في الانتخابات، ويعتبر من البديهي أن تكون أجهزة الطاقة الذكية عرضة لمثل هذه الاختراقات، لذلك يجب أن نضع في الاعتبار الاحتياجات الأمنية الرئيسة لضمان اقتصاد ذكي وآمن.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية