Author

خيول الثمامة .. «1»

|

قبل نحو شهر تعرض ابني لحادث بشع كادت نتائجه تكون مؤلمة لولا لطف الله ورحمته!
هواية ركوب الخيل من الهوايات المحببة للشباب التي ارتفعت وتيرة الإقبال عليها أخيرا، وهذا أمر جميل يدعونا كآباء وأمهات لدعمهم وتمكينهم من إتقان هذه الهواية ولكن ضمن تلك الحدود التي لا تدعونا للقلق أو تكون مصدر خطر عليهم.. ومن باب التوعية والتنبيه والتحذير سأشارككم ما حدث ذلك المساء!
ذهبت مع ابني للثمامة ليمارس هوايته في ركوب الخيل، اتفق مع صاحب حصان من ضمن عشرات آخرين يمسك كل منهم برسن حصانه، ويبحث عن الزبون بلا حسيب أو رقيب أو رخصة لممارسة ذلك العمل، لاحظت أن ذلك الحصان "هائج وشكله ما يطمن"، سألت صاحبه عن ذلك فقال "اطمني ما فيه شي لسه منزل واحد منه وأنا راح أكون ماسكه"، ركب ابني على الحصان ثم انطلق فيه وأنا أستودعه الله واختفى عن ناظري لوجود بعض السيارات والزبائن الذين يمتطون عشرات الخيول، جلست أنتظر في السيارة لم تمر دقيقتان حتى رأيت الحصان نفسه يعود مسرعا وصاحبه يلحقه ولم يكن ابني على ظهره، انقبض قلبي وشعرت أن الأرض تدور بي، ركضت مسرعة نحو صاحب الحصان أسأله بخوف: "وين ولدي"؟! أجابني بكل ثقة "ولدك مين، الحصان ما كان فوقه أحد".. ولا أدري حقا كيف اجتمع حوله بقية أصحابه في حركة للآن لم أعرف كيف تمت بسرعة ثم اختفى من أمامي.. كأنه فص ملح وذاب!
في تلك اللحظة لم تكن محاسبته ضمن دائرة اهتمامي، كان كل همي أن أعرف ماذا حدث لابني، ركضت بلا وعي وأنا أسأل كل من أقابله "شفت ولد طايح من الحصان"؟ هل تخيلتم الوضع؟!
لحظتها شعرت أن العالم من حولي توقف، كنت فقط أستمع لصدى أنفاسي، وألف فكرة وفكرة تدور في رأسي، ماذا حدث لابني؟ هل سقط من فوق الحصان؟ هل فقد وعيه؟ هل ينزف الآن؟!
تذكرت رئيسة وزراء بريطانيا حين ضاع ابنها مارك في الصحراء خلال حضوره رالي باريس ـــ داكار، وغاب عنها لمدة ستة أيام، فلأول مرة رأى العالم دموع المرأة الحديدية.. لا شيء يفقد المرأة صوابها مثل شعورها أن أحد أبنائها في خطر!
من بعيد رأيت تجمعا لأشخاص لم أشك ولو للحظة أنهم يجتمعون حول ابني الحبيب..
حين وصلت إليه كان ملقى على وجهه والدماء تغطي رأسه...
أكمل في المقال المقبل.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها