Author

الشرق الأوسط وطاقة الرياح «2 من 2»

|

لا شك أن دول الشرق الأوسط متحمسة جدا للدخول في أسواق الطاقة الجديدة، ولكن يجب أولا وضع الإطار. فعلى الرغم من وجود الاهتمام فإن ذلك لا يعد كافيا. وعند الطرح الأول لمناقصة تطوير 2 جيجاواط من طاقة الرياح كانت المشاركات أقل من اللازم. وفي الجولة الثانية من المناقصة تأهلت 36 شركة للمشاريع بحسب تصريحات لمياء هادي رئيسة قطاع المشاريع الخاصة في الشركة المصرية لنقل الكهرباء.
أما بالنسبة للمملكة ــ أكبر مصدر للنفط في منظمة أوبك ــ فالكل يترقب مشروع طاقة الرياح الأول في برنامج تحويل الطاقة الجديد حيث كان لا بد من تغيير موقع المشروع.
وعلى نطاق أوسع فإن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي لديها القدرة على توليد مزيد من طاقة الرياح. حيث تنتج الإمارات العربية والبحرين معا 1.9 ميجاواط من طاقة الرياح مقارنة بما قدره 163 ميجاواط من الطاقة الشمسية من جميع دول الخليج في الربع الثاني من عام 2014، وفقا لما ذكرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة. ومن المنتظر أن تسجل المنطقة مزيدا من إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في المستقبل القريب.
وقد أشارت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى قدرة بعض دول الخليج على تسخير الرياح في العام الماضي.
ووفقا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة فإن "أجزاء من الكويت وعُمان وساحل البحر الأحمر في المملكة تتمتع بسرعات الرياح العالية نسبيا، وتتمتع أكثر من 56 في المائة من مساحة دول مجلس التعاون الخليجي بإمكانات كبيرة لنشر طاقة الرياح. بل إن تغطية 1 في المائة فقط من هذه المنطقة يمكن أن يترجم إلى ما يعادل 60 جيجاواط من القدرة".
وتقود "أرامكو" السعودية هذه الجهود داخل المملكة لاستغلال طاقة الرياح ونقل البلاد بعيدا عن اعتمادها على الوقود الأحفوري للوفاء بالطلب الوطني على الكهرباء. ويقال إن الشركة خصصت نحو 16 مليار دولار لمشاريع الرياح حتى نهاية عام 2018.
ويدعم نمو طاقة الرياح موارد الرياح الهائلة، فضلا عن زيادة الخبرة وأفضل الممارسات عبر سلسلة القيمة، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض تدريجي في الطاقة الكهربية المولدة من الرياح ــ بانخفاض 15 في المائة من 2017 إلى 2022 ــ في جميع أنحاء المنطقة. وقد أدى تنفيذ المزادات في بلدان مثل جنوب إفريقيا ومصر والمغرب والإمارات العربية إلى تسجيل أرخص أسعار العطاءات عالميا لمشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية على حد سواء.
ومن المتوقع أن يدعم تطوير سلسلة إمداد محلية في شمال إفريقيا ــ خاصة في المغرب ومصر ــ تنمية طاقة الرياح في المنطقة من خلال السماح للصادرات داخل المنطقة. كما أن السعودية التي تستعد حاليا لطرح مناقصاتها الأولى ستتبوأ موقعا رياديا في هذا المجال في الشرق الأوسط خلال الفترة المستقبلية.
وقد استعرض تقرير الطاقة الشمسية لعام 2017 الذي صدر في وقت سابق من هذا العام عن جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية "ميسيا" بالتفصيل مشاريع الطاقة الشمسية طور الإعداد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "مينا" بقدرة أكثر من 5.7 جيجاواط.

إنشرها