Author

مطرنا بفضل الله

|

الغيث هو عمار للأرض وعمار للقلوب وسعادة تنتشر بين الناس. ألم تروا أن الناس أصبحوا أكثر تفاؤلا، ومهما قلت عن حكاية المطر فلن أوفيها حقها كما فعل الشعراء والأدباء في سابق الزمان وحاضره. الغيث في أرض تتمناه يبدو أكثر جمالا وأوسع استيعابا للسعادة والفرح.
لعل كثيرا من المقاطع ترينا التغيير الذي شهده الوطن بطوله وعرضه خلال الأيام الماضية، هناك كثير من القصص والحكايات منها الجميل وبعضها مليء بالمفارقات التي لا يتمناها أحد مع انتشار السرور، سقوط اللوحات وتسريب الأسطح التي بذل في بنائها وتخطيطها الكثير أدلة على أن هناك مزيدا من النقص في التنفيذ العادل للمشاريع والإدارة الفاعلة لها وهو ما تعانيه كثير من المنظومات الحكومية والخاصة، إن الالتزام بمعايير الجودة والإدارة السليمة والعلمية للمشاريع تتطلب من الجميع البذل أكثر في الإعداد والتنفيذ والرقابة.
هذا الغيث المفتش كما أسماه أحد الكتاب، فهو يأتي ليكشف عوار كثير من المشاريع، ونحن في غنى عن أن ننتظر المطر ليخبرنا عن مستوى الأداء، فهناك المعايير التي لابد من مراعاتها في المشاريع والأسس الأخلاقية والمهنية التي يجب أن تكون الدليل لكل جهة وفرد يعمل في الخدمة العامة أو الخاصة.
أذكر أن بعض المسؤولين تحدث بإسهاب عن الوضع البيئي والمناخي للمملكة وكمية الأمطار التي تسقط عندنا وعدد الأيام التي تسقط فيها الأمطار، ولكننا نسينا أن المنشآت يجب أن تعيش وتدوم لأنها ليست لخدمتنا اليوم وإنما هي ما يمكن أن نورثه للأجيال القادمة سواء من ناحية الأداء أو من ناحية الثقافة البيئية والمجتمعية والعلمية.
نأتي إلى أهمية الشكر للباري جل وعلا على نعمة الغيث والتأكيد أنه مهما قال المنجمون وعلماء المناخ في المجال فالأمر كله بيد الله، ولا بد أن نؤمن بضرورة أن نعمل المطلوب ونهتم بالعلاقة مع المولى لضمان تيسير الأمور وقد قال الله تعالى على لسان النبي نوح - عليه الصلاة والسلام - "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا" وهذا يدل على أهمية الاستغفار والتوبة لله تعالى من كل الذنوب ومعاودة ذلك باستمرار لنحظى بالقبول والمغفرة والرزق الوفير، وأهم ذلك ما يحيي الأرض ويحيي القلوب ويجعل الحياة أجمل.

إنشرها