default Author

خفايا أوراق البلوت

|


أوراق اللعب، البلوت أو الكوتشينة من أهم الألعاب التي عرفها التاريخ، لا ترتبط بسن معينة ولا لعبة محددة. هي مجموعة من أوراق اللعب المزخرفة صاحبتنا منذ الصغر في السفر وليالي السمر والجلسات العائلية وجلسات الأصدقاء!
ولأوراق اللعب حكاية وتاريخ غامض نظرا لأنها كانت تصنع من مواد سريعة التلف يصعب تعقب تاريخها. ويعود أقدم نموذج لها إلى الصين ثم انتشرت شرقا وغربا، وكانت تصنع يدويا ما جعلها سلعة فاخرة والتسلية المفضلة لأبناء الطبقة الراقية! ومع تطور الصناعة والطباعة أصبحت تكلفتها قليلة جدا وانتشرت بين الناس بشكل واسع، كل بلد صممها بطريقة تتناسب مع ثقافته وطبيعته؛ فتجد أن الرموز في ورق اللعب الألماني عبارة عن ورق شجر وبلوط وصقور وقلوب، بينما إسبانيا تستخدم النقود والأكواب والسيوف والهراوات، أما فرنسا فتستخدم "البستوني" والقلوب والنوادي والماس، وترجع أكثر الأوراق الموجودة الآن إلى التصميم الفرنسي.
قديما كان يرسم على وجه واحد من الورق ما سهل استخدامها في أغراض أخرى ككتابة الرسائل الغرامية والدعوات والملاحظات إلى درجة أنها استخدمت كعملة! كما استخدمتها بعض الأمهات الهولنديات كوسيلة للتعرف على أبنائهن حين تضطرهن الظروف للتخلي عنهم وتقاسم الورقة معهم، ومن تترك الورقة كاملة فمعناه أنها لم تعد تريد ذلك الابن!
والأغرب الذي قد لا يخطر في بالك أن تلك الشخصيات التي توجد على الورق ليست شخصيات وهمية أو خيالية بل لكل منها قصة حقيقية!
يرمز الملوك الأربعة الموجودون في أوراق اللعب إلى أربعة ملوك حقيقيين بالفعل وهم:
- ملك القلوب وهو الملك تشارل السابع ملك فرنسا.
- ملك البستوني (السبيت) وهو الملك ديفيد أو سيدنا داود ــ عليه السلام ـــ (كما ورد في الجمعية الدولية لبطاقات اللعب).
- ملك الماس (الدايموند) هو الملك يوليوس قيصر، ومن الغريب أنه الوحيد المرسوم بعين واحدة إشارة إلى أنه كان حاكما أنانيا لا يرى غير نفسه فقط.
- وملك السباتي (الشيري) هو الإسكندر الأكبر.

أما الملكات:
- فتشير ملكة السباتي إلى الملكة بالاس أثينا ملكة الحكمة والقوة.
- ملكة البستوني تشير إلى أرجيا أم أرجوس الذي ساعد في بناء سفينة الملك الشرعي لمدينة ولكوس.
- ملكة الماس تشير إلى راحيل بنت لابان الزوجة الثانية لنبي الله يعقوب ـــ حسب زعمهم.
- ملكة القلوب تشير إلى جوديث التي ذكرت في التوراة.
وكل نقش من النقوش الأربعة يرمز لأعمدة الاقتصاد فالكبة ترمز للكنيسة، والبستوني للجيش، والسباتي للزراعة، والديناري لطبقة التجار.

إنشرها