الطاقة- الغاز

«أرامكو»: صناعة النفط والغاز العالمية بحاجة إلى استثمارات بـ 20 تريليون دولار

«أرامكو»: صناعة النفط والغاز العالمية بحاجة إلى استثمارات بـ 20 تريليون دولار

قال المهندس أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، "إن صناعة النفط والغاز العالمية تحتاج إلى استثمارات تزيد قيمتها على 20 تريليون دولار على مدى الأعوام الـ25 المقبلة لتلبية نمو متوقع في الطلب والتعويض عن الانخفاض الطبيعي في الحقول الناضجة".
وأكد متحدثا في مؤتمر سيرا ويك في هيوستون أمس، أن صناعة النفط والغاز خسرت بالفعل استثمارات بقيمة تريليون دولار في فترة تراجع أسعار النفط من 2014 إلى 2016، وفقا لـ "رويترز".
وأشار الناصر إلى أنه واثق بمتانة العوامل الأساسية لسوق النفط ونمو الطلب في المستقبل، على الرغم من تقلبات كبيرة في سعر الخام وتوقعات بتزايد إنتاج النفط الصخري.
وأضاف "الطرح العام الأولي يمضي على خير ما يرام وعلى المساهمين أن يقرروا متى وأين سيتم الإدراج".
وقال الناصر، إن هناك ابتكارات كثيرة ومبشرة في مجال النفط واستخداماته المستقبلية في قطاع النقل وفي قطاع الكيميائيات والمواد الجديدة وفي خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استخدامه، مبينا أن أرامكو السعودية تضطلع بعديد من البرامج والاستثمارات والتقنيات في هذا الجانب.
وتوقع مواصلة النفط الخام أداء دوره كمصدر حيوي للطاقة على مستوى العالم إلى أجل بعيد، على الرغم من النمو على صعيد مصادر الطاقة المتجددة، حيث إن نمو السكان العالمي يتطلب تنمية عديد من مصادر الطاقة جنبا إلى جنب.
وأشار الناصر في كلمته التي ألقاها أمام رواد الصناعة، وخبرائها، والمسؤولين الحكوميين، وصانعي السياسات، في مؤتمر أسبوع سيرا للطاقة، إلى أن النمو الاقتصادي القوي الذي تشهده الأسواق الناشئة والنامية سيواصل تشجيع الطلب على المواد الهيدروكربونية مدفوعا بوجود مليارَي مستهلك جديد للطاقة بحلول عام 2050، إضافة إلى ظهور استخدامات جديدة للنفط الخام واستخدامه كوقود.
وذكر أن المرحلة الانتقالية لمصادر طاقة مستدامة ستكون طويلة ومعقدة بحيث تعجز مصادر الطاقة المتجددة عن تلبية احتياجاتها بشكل كافٍ وملائم.
وقال الناصر في كلمته: “من المشجِّع أن نرى دلالاتٍ على النمو الاقتصادي القوي في الأسواق الناشئة والنامية، التي من المتوقع أن تشهد الجزء الأكبر من النمو في الطلب على النفط الخام”.
وتحدث الناصر عن تنامي الطلب على النفط الخام والغاز في غير التطبيقات القائمة على استخدامهما كوقود ومحروقات مضيفا “نرى إمكانات هائلة في إنتاج المواد المتطورة لاستخدامها في نطاق واسع من القطاعات التي تتميز بمعدلات نمو مرتفعة مثل قطاعات تصنيع مواد السيارات، ومواد الإنشاء، والإسكان، وفي قطاع الطاقة نفسه”.
وحذّر الناصر من بعض التصورات التي انتشرت لدى عديد من الأوساط وتروج لمفاهيم مغلوطة حول النفط مثل اقتراب وصول الطلب على النفط إلى ذروته وما يستتبع ذلك من تراجع، مشيرا إلى أن هذه المفاهيم غير صحيحة ومضللة، إذ من شأنها بث إشارات سلبية لا تشجع على الاستثمار في مجال الصناعة الهيدروكربونية لمواكبة الطلب.
وأكد أن الأسواق في حالة جيدة حاليًا رغم التقلبات، وأنه على ثقة بأن الطلب العالمي على النفط سيواصل النمو، وسيبقى النفط لعقود طويلة مقبلة في موقع رائد ومميز ضمن مزيج الطاقة العالمي.
ودعا الناصر قطاع الطاقة إلى اتخاذ خطوات جريئة في أربعة مجالات أساسية لضمان القدرة على مواصلة تلبية الطلب العالمي على النفط والغاز في الأعوام المقبلة وهي توسيع نطاق أعمال التنقيب، وتعويض انخفاض الإنتاج من الحقول القديمة، وضخ استثمارات جديدة ومواصلة الاستثمارات الجارية، وابتكار تقنيات جديدة قادرة على تغيير المشهد الحالي في قطاع الطاقة وتعزيز هذه التقنيات.
وخلال المؤتمر، تم التنويه بأن هذا الأسبوع يصادف ذكرى مرور 80 عاما على اكتشاف النفط الخام في المملكة، وهو حدث لم يسهم في تغيير تاريخ التنمية في المملكة فحسب، ولكنه غيّر مشهد صناعة الطاقة العالمية. وكما كان النفط مصدرا محوريا للطاقة في القرن العشرين، فإنه سيحافظ على مكانته الرائدة ويتحول بسبب الابتكارات والتطورات التقنية إلى مصدر أكثر استدامة خلال القرن الحادي والعشرين.
وشارك أحمد الخويطر كبير الإداريين التقنيين في أرامكو السعودية، في أسبوع سيرا للطاقة بمناقشة عدد من الموضوعات المهمة منها: النفط الخام ومستقبل قطاع النقل، واستراتيجيات مستقبل الطاقة، والتقنيات القادرة على تغيير مشهد النفط الخام والغاز في المستقبل.
وجاء موضوع أسبوع سيرا الذي نظمته شركة آي إتش إس ماركِت هذا العام بعنوان “استراتيجيات تواكب مستقبل الطاقة الجديد”. ويتواكب عام 2018 مع الذكرى السنوية الـ37 لهذا الحدث المُهِم الذي يُصنَّف ضمن أهم خمسة مؤتمرات تجمع “قادة شركات الطاقة” على مستوى العالم.
ومن المرتقب أن يطرح أسبوع سيرا 2018 الذي انطلق أمس الأول، ويستمر حتى التاسع من شهر آذار (مارس) الجاري، مرئيات جديدة وحوارات مهمة للغاية حول مستقبل قطاع الطاقة.
إلى ذلك، قال ديمتري كونوف رئيس شركة البتروكيماويات الروسية العملاقة سيبور "إن الشركة تجري محادثات مع "أرامكو" السعودية لإقامة مشروع لإنتاج المطاط الصناعي، في تحرك يلقي الضوء على تنامي التعاون بين السعودية العضو البارز في "أوبك" وروسيا أكبر مُصدر للنفط من خارج المنظمة".
وأقامت روسيا والسعودية علاقات أوثق في العامين الأخيرين في الوقت الذي سعتا فيه إلى دعم أسعار النفط عبر خفض الإنتاج، وفقا لـ "رويترز".
وفتح الاتفاق بين "أوبك" وروسيا الباب لمناقشة استثمارات ثنائية أوسع نطاقا في قطاع الطاقة.
وقال ديمتري كونوف الرئيس التنفيذي لـ "سيبور" للصحافيين "الحوار السعودي - الروسي سرع المشروع على الأرجح، رغم أننا بدأنا النقاش قبل نحو أربع سنوات".
ووقعت الشركتان مذكرة تعاون العام الماضي لكنهما لم تعلنا تفاصيل المشروع حتى الآن.
وأشار كونوف إلى أن "سيبور" تمتلك تقنية المطاط الصناعي وتتطلع إلى تصديرها في ظل انخفاض توافر اللقيم في روسيا وتدني نمو الطلب في الداخل.
وأكد كونوف أن توافر اللقيم على نحو جيد في السعودية ونمو الأسواق الآسيوية قد يضفي جاذبية على المشروع.
ورجح ضم المشروع شركات أخرى لأنه يحتاج إلى تقنيات لا تحوزها "سيبور" ولا "أرامكو".
وكان ليونيد ميخلسون رئيس "نوفاتك" الروسية المنتجة للغاز قد أكد، أن الشركة مهتمة بانضمام عملاق الطاقة السعودي "أرامكو" كشريك في مشروع الغاز الطبيعي المسال-2 في القطب الشمالي، وهو ما يبرز تنامي العلاقات بين روسيا والسعودية.
وتلعب الدولتان دورا مهما في تنفيذ اتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يوميا.
وبدأت "نوفاتك" وشركاؤها إنتاج الغاز الطبيعي المسال في مشروع يامال للغاز المسال العام الماضي. وتخطط الشركة أيضا لإطلاق مشروعها الثاني للغاز الطبيعي المسال في شبه جزيرة جيدان القريبة في 2022-2023.
ووقعت "نوفاتك"، أكبر منتج للغاز الطبيعي غير مملوك للدولة في روسيا، و"أرامكو" السعودية أخيرا مذكرة تفاهم بشأن التعاون.
وأبلغ ميخلسون مستثمرين "نحن مهتمون بأن تصبح "أرامكو" السعودية شريكنا في مشروع الغاز الطبيعي المسال-2 في القطب الشمالي".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند تدشين مشروع يامال للغاز الطبيعي المسال في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، "إن روسيا ترغب في بيع الغاز إلى السعودية".
وقال ميخلسون "إن "نوفاتك" تخطط لتمويل المشروع الجديد في غالبيته من خلال مساهميها، حيث من المتوقع أن يأتي 45 في المائة من إجمالي التمويل عبر أسهم، بينما يمكن جمع النسبة الباقية عبر دين خارجي".
إلى ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن أليكسي تيكسلر النائب الأول لوزير الطاقة الروسي قوله أمس، "إن موسكو تتوقع عودة سوق النفط إلى التوازن في النصف الثاني من 2018".
ووفقا للوكالة فإن روسيا لا تنوي الانضمام إلى منظمة أوبك لأنها لا تحتاج إلى هذا من أجل تنسيق إجراءاتها مع الدول المنتجة للنفط.
ونقلت الوكالة عن تيكسلر قوله "إن روسيا تعتزم الحفاظ على حصتها في سوق النفط على الرغم من تناقص احتياطيات الخام في سيبيريا".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- الغاز