Author

الشرق الأوسط .. وطاقة الرياح «1من 2»

|

ليست الطاقة الشمسية هي الشكل الوحيد للطاقة المتجددة التي تشق طريقها في الشرق الأوسط. حيث صرحت شركة فيستاس ــ أكبر مصنع لتوربينات الرياح في العالم ــ بأنه يجري طرح مزيد من مشاريع الرياح في المنطقة التي تتطلع إلى تنويع مزيج الطاقة فيها.
وقد بلغت طاقة الرياح المضافة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في عام 2016 (676) ميجاواط، مقارنة بما قدره 682 ميجاواط في عام 2015، وفقا لتقرير حديث صادر عن شركة ميك كونسلتينج.
ويفكر الجميع في الشرق الأوسط في الطاقة الشمسية الكهروضوئية PV. ومع الانتهاء من مزيد من الدراسات وتقديم مزيد من المناقشات تتزايد إمكانات طاقة الرياح العالية في منطقة الشرق الأوسط شمال شرق إفريقيا MENA.
وتقوم البلدان بتعظيم مصادر الطاقة المتجددة لتلبية ارتفاع الطلب على الطاقة في حين تترك الهيدروكربونات للتصدير. ومع الاتجاه نحو مزيج الطاقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة حدث انخفاض قياسي على مستوى العالم في أسعار محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وبدأ هذا التحول مع المرحلة الثانية من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في عام 2015.
وكانت السنة الماضية هي المرة الأولى التي تفوق فيها مشاريع الطاقة الشمسية جميع أشكال القدرة الجديدة المضافة لتوليد الطاقة المتجددة. حيث زادت بنسبة 32 في المائة لتصل إلى 71 جيجاواط، وفقا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA ومقرها أبوظبي. وجاءت بعدها طاقة الرياح التي زادت بنسبة 12 في المائة وأضاف 51 جيجاواط بمشاريع جديدة في جميع أنحاء العالم.
وحاليا يتقدم قطاع طاقة الرياح على الطاقة الشمسية بنحو 56 في المائة أو 467 جيجاواط على الصعيد العالمي. ويمكن استخدام هذين الشكلين من الطاقة المتجددة جنبا إلى جنب.
طاقة الرياح والطاقة الشمسية هي تقنيات متجددة تكميلية. وقد استخدمت الحكومات بصورة متسقة مناطق واحدة لإنشاء مشاريع الرياح والطاقة الشمسية على السواء. في منطقة الشوبك بالأردن بدأ كمشروع تجريبي ممول من الاتحاد الأوروبي لطاقة الرياح والطاقة الشمسية المركزة في عام 2010. وقد أصبحت المنطقة الآن موطنا لمشروع أكبر هو مزرعة الفجيج للرياح سعة 89 ميجاواط، التي تحتوي أيضا على توربينات من إنتاج شركة فيستاس.
وتزخر الأردن والمغرب بقصص نجاح لمطوري الطاقة المتجددة. والتحدي أعلى بالنسبة لهاتين الدولتين حيث إنهما تستوردان معظم احتياجاتهما من الطاقة. وقد بلغت سعة طاقة الرياح والطاقة الشمسية في المغرب 979 ميجاواط في عام 2015، وهو ما يمثل 12 في المائة من مزيج الطاقة الذي تستهدف زيادته بنسبة 52 في المائة بحلول عام 2030.
وعلى الرغم من أن بعض البلدان قد نجحت في تبني تقنيات طاقة الرياح، إلا أن البعض الآخر واجه صعوبات.
وتكافح مصر ــ البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم العربي ــ من أجل زيادة قطاع طاقة الرياح لديها لتحقيق هدفها المتمثل في إضافة 2 جيجاواط من طاقة الرياح إلى الشبكة بحلول عام 2023. حيث أدخلت تعرفة حسب التغذية للطاقة المتجددة FIT للمساعدة في تحفيز المستثمرين. ومع ذلك فإن مشكلات سيولة الجنيه المصري والسيولة النقدية داخل البلاد شكلت رادعا لبعض المستثمرين.
ولا شك أن دول الشرق الأوسط متحمسة جدا للدخول في هذه الأسواق الجديدة، ولكن يجب أولا وضع الإطار. فعلى الرغم من وجود الاهتمام فإن ذلك لا يعد كافيا. وعند الطرح الأول لمناقصة تطوير 2 جيجاواط من طاقة الرياح كانت المشاركات أقل من اللازم. وفي الجولة الثانية من المناقصة تأهلت 36 شركة للمشاريع بحسب تصريحات لمياء هادي رئيسة قطاع المشاريع الخاصة في الشركة المصرية لنقل الكهرباء.

إنشرها