default Author

الصيادلة لديهم الحل

|

رغم التحذيرات المتكررة والشديدة اللهجة عن مضارها الصحية والمالية إلا أنه من الصعب أن تقنع شخصا ذاق لذة طعم المشروبات الغازية وأنعشته كأس منها مملوءة بالثلج في يوم قائظ بتركها، قد يهجرها لفترة ولكن لا يلبث أن يعود إليها بكل شوق إلا أصحاب العزائم القوية!!
ومع كل شعور باللذة أو الضرر تتذكر الشخص الذي اخترعها فقد تدعو له أو عليه ولكن المحصلة واحدة يبقى حاضرا في ذهنك كيف تمكن من الوصول لهذا المنتج؟
المفارقة العجيبة أن أغلب المشروبات الغازية إن لم يكن كلها ماعدا واحدا أو اثنين تم اختراعها على أيدي صيادلة!!
فما السر وراء ذلك ولماذا الصيادلة بالذات؟!!
السر يكمن في أن أغلب خلطات المشروبات الغازية قديما كانت تحوي بعض المواد المنشطة والمخدرة والكحول أو مواد كيماوية تساعد على الهضم. فشراب الكوكا كولا مثلا كان بالأصل يحتوي على الكوكايين، كما أنه استعمل كمشروب كحولي في بداية الترويج له. وابتكره الدكتور الصيدلاني "جون بيمبرتون" لعلاج الأشخاص الذين يعانون الإجهاد العقلي الشديد.
لكن في عام 1886، اضطر الدكتور بيمبرتون إلى تعديل صيغة الكوكا كولا لتصبح خالية من الكحول بعد تطبيق القوانين التي تحرمها في ولايته. وبقي المشروب يحتوي على نسبة من الكوكايين حتى عام 1905، إذ كان يتم التسويق له على أنه شراب منشط للأعصاب.
وفي عام 1890 بدأ بيع مشروب البيبسي كولا الذي اخترعه الصيدلاني "كالب برادهام" من ولاية كارولينا الشمالية، تحت اسم "شراب براد"، وكان يروج له على أنه وصفة طبية ومنشط صحي، قبل أن يتخذ اسمه الحاضر والمشتق من "إنزيم البيبسين" الذي كان يضاف لمشروب براد للمساعدة على الهضم ولكنه اليوم خال منه.
أما أقدم علامة تجارية أمريكية لمشروب صودا لا تزال موجودة فهو مشروب "فيرنورز" بالزنجبيل الغازي. كان يبيعه مخترعه الصيدلاني "جيمس فيرنور" في صيدليته قبل الحرب الأهلية الأمريكية بعد أن يقوم بصنعه عبر تخزين مشروب الزنجبيل في براميل من خشب البلوط للحصول على نكهة الخشب المميّزة، وفي عام 1896، أصبح مشروبه الغازي شائعا للغاية حتى أنه تخلى عن الصيدلية للتفرغ لبيع مشروبه الغازي فقط!!
ويظل "السفن أب" أحد أشهر المشروبات الغازية التي لم يخترعها صيدلي، بل ابتكره رجل الأعمال "تشارلز ليبر جريج" في عام 1929 وتم التسويق للمشروب الغازي على أساس فوائد صحية. إذ يحتوي على مادة تستخدم لعلاج بعض الأمراض العصبية حتى أوقف استخدامها عام 1940!

إنشرها