Author

9 علامات لوجود احتيال استثماري

|
عضو اللجنة المالية والاقتصادية ـ مجلس الشورى

عشرات بل مئات المواقع الإلكترونية التي تدعوك إلى الاستثمار معها، وهناك كثير من حولك مما يغريك على المجازفة أملا في حلم الثروة الموعودة وكنوز علي بابا المدفونة. لقد أثبتت التجارب أن هناك من يقعون فريسة سهلة لاحتيال استثماري ــــ إذا جاز التعبير بغض النظر عن مستواهم التعليمي أو تجاربهم. وأقصد بالاحتيال الاستثماري هو سرقة أموال الناس من خلال الادعاء باستثمارها ومنح عوائد سريعة ضخمة وعاجلة، فكيف يمكن أن يخدعك شخص ويأخذ أموالك طوعا منك ثم يختفي، لتبقى أنت بحسرتك. سأعطيك علامات خاصة إذا توافرت ثلاث علامات أساسية منها فتجنب المغامرة وفر بأموالك منهم فرارك من النار، لا تصدق تلك العوائد المزعومة ولو أقسم لك بها أخوك.
أول علامة، أن الدعوة بالاستثمار تأتيك من إعلان إلكتروني أو من شخص "قد يكون أخاك أو قريبك أو صديقك" وفي كل الأحوال لن تأتيك الدعوة مباشرة من الشركة أو المؤسسة التي يتم فيها الاستثمار، وتأتي الدعوات دائما عبارة عن تجربة شخصية كأن يقول لك أخوك أو الإعلان "أنا استثمرت مع مؤسسة كذا وحصلت على عائد كبير خلال فترة قصيرة، ويقسم أنهم لصادقون". بالطبع فإن ثقتك بالشخص هي التي توقعك في الفخ وعادة ليس بكاذب لكنه ضحية مثلك. عندما تقرر المغامرة والاستثمار ستظهر لك العلامة الثانية.
العلامة الثانية "علامة أساسية": اللقاء في غير مقار المؤسسة الرسمية، ولأنك تبذل جهدك لتثبت أنك حريص فتطلب مقابلة الشخص المسؤول أو المستثمر أو ممثل من المؤسسة، أو قد يخبرك أخوك أن فلانا الممثل للشركة شخص ثقة ويعرفه جيدا، وعليه سمات الصلاح، وهو يسعى للخير، وأنه يمكنك مقابلته. سيكون اللقاء في فندق فخم عادة لتبدأ مسرحية رجال الأعمال. سيعمل الشخص الذي يقابلك على إحداث شعور بأنكم رجال أعمال تلتقون من أجل اتخاذ قرارات استثمارية مهمة، كما قد يبذل جهده ليمتدح ذكاءك ومهاراتك في فهم المشاريع وإدارة الأعمال، وستبذل جهدك في توضيح مهاراتك المزعومة تلك. هذا الشعور خطير جدا، لكن تذكر أن رجال الأعمال لا يلتقون هكذا، هم يلتقون في أوقات العمل الرسمية في مكاتب مؤسساتهم الرسمية ويتخذون قراراتهم بعيدا عن الضغوط. جميع المحتالين ليست لديهم مقار وعناوين رسمية موثقة، وهذا ما يحاولون إخفاءه بطلب اللقاء في الفندق الفخم. وإذا تم الاحتيال ورفعت شكوى فإنك بالطبع لن ترفع الشكوى على بهو الفندق وستطلب منك المحكمة عنوانا واضحا للمدعى عليه، ولن تجده وبذلك انتهت قضيتك.
العلامة الثالثة "علامة أساسية": هناك دائما مشروعان، مشروع عاجل ومشروع مؤجل ضخم جدا. الهدف هو إيقاعك في فخ المشروع العاجل. تذكر أنه لا توجد مشاريع أصلا. سيدور الحديث في بدايته عن المشروع الضخم وأهميته والعوائد الضخمة فيه وأنه المستهدف من الاستثمار والاجتماع، ثم أثناء الحديث ودون شعور منك سينتقل الكلام إلى المشروع العاجل الذي تعمل المؤسسة عليه الآن وعوائده مضمونة جدا، ولكن ليس لديك فرصة للمشاركة فيه أو "بتفضل من الشخص الذي يقابلك وبضغط من قريبك عليه" قد تكون لديك فرصة إذا استطعت أن تودع المبلغ في البنك الآن أو غدا على الأكثر، طبعا أن تفكر في كل الموضوع بشكل سريع، وقدرتك على تقييم المخاطر ضعيفة جدا مع تأثير الشخصين فيك، ومع تأثير المكان والفخامة، وعادة تذهب بسرعة وتودع المبلغ، وانتهى الفخ.
العلامة الرابعة: "علامة أساسية"، إذا تم إقحام المشروع العاجل في النقاش يصبح هو محور الحديث، وإذا عدت لمناقشة المشروع الضخم الرئيس الذي هو مدار الاجتماع تتم إعادتك للمشروع المستعجل، ومهما ضغطت لمناقشة المشروع الرئيس تفشل في نقل الحوار له مرة أخرى، استخدم هذا التقنية لاكتشاف الحقائق، حاول أن تبتعد عن مصادر الضغط.
العلامة الخامسة: دائما هناك امرأة حسناء مع شخص أنيق، يبدو عليهما أنهما سعيدان جدا، وحققا أمرا مهما للتو، أو أنهما كانا يجلسان مع الشخص ذاته قبلك، أو أنهما يوقعان على ورقة ما تبدو لك مثل الأوراق التي أمامك، هذا يمنحك شعورا بالدفء، وأن المكان موثوق به، وأن هناك من سبقك وحقق الثروة، وأن عليك المضي قدما بلا تردد، ونصيحتي لك أن تركز على الحقائق فقط.
العلامة السادسة "علامة أساسية": لديك شعور قاهر بالرغبة في الخروج من هذا كله، لكنك لا تستطيع التعامل مع هذا الشعور، فالجميع يحاول إشغال عقلك عنه، ولديهم بدائل كثيرة، تحاول أن تقول أريد التفكير قليلا، لكن الفريق أمامك يضغط عليك بضيق الوقت، وبإيجاد مبررات لعدم وجود ما يدعو للقلق، كأن يعطيك بطاقة أعمال فيها سجل تجاري وعنوان ورقم هاتف، أو يطلب منك الاتصال على جواله مباشرة، أو يخبرك أن حسابه معروف لدى المصارف السعودية. كتقنية للتخلص من هذا اطلب الخروج إلى دورة المياه عاجلا، ثم تعلل بألم والذهاب للمنزل.
العلامة السابعة "علامة أساسية": عندما توافق على المشروع وتبدأ عملية تحويل الأموال تبدأ الأمور بالتغير قليلا، فلم يعد الاسم نفسه، بل هناك اسم آخر، ولم يعد المشروع نفسه بل هناك مشروع آخر، وفي كل مرة تستفسر عن سبب التغيير يتم إخبارك أنها أمور عادية وإجرائية وأن هذا في مصلحتك ويساعدك في الحصول على العائد بسرعة.
العلامة الثامنة "علامة أساسية": العائد لا يقل عن 30 في المائة دائما أو هو أكثر، ومدة الحصول على العائد هي أقل من شهرين، والسبب في ذلك هو الضغط على قدرتك في عمل أي مقارنة بمشاريع استثمارية أخرى لديك، مثل صناديق السوق المالية أو العقار أو غيرهما.
العلامة التاسعة: المشروع المقترح بشكل عاجل هو مشروع عادي جدا ولكن العائد المرتفع فيه بسبب مهارة الشخص الذي أمامك ومؤسسته، فمثلا قد يكون مشروع شراء أسمنت، أو حديد أو غيرهما من المنتجات، أو حتى عملات رقمية، لكن من الواضح في المشروع أن لدى المؤسسة أو الشخص علاقات ومعارف ومهارات وغيرها مما ليس لديك مثله ولا يمكنك قياسه.

إنشرها