default Author

جيل الألفية .. ومسار الاقتصاد العالمي

|
يدخل جيل الألفية في صفوف القوى العاملة في وقت يشهد تغيرات تكنولوجية واضطرابات اقتصادية. وتشكل هذه العوامل اختيارات أبناء هذا الجيل والخبرات التي يسعون إلى اكتسابها ــ على الرغم من أن هذا الجيل في حد ذاته يشكل مسار الاقتصاد العالمي. وأبناء جيل الألفية الذين ولدوا بين عامي 1980 و2000 هم الجيل الأكثر عددا على الإطلاق في العصر الحديث. وفي حين ينظر إلى أبناء الأجيال السابقة ــ جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية و"الجيل إكس" (التالي لجيل ما بعد الحرب العالمية الثانية) ــ باعتبارهم مهاجرين رقميين، يعد أبناء جيل الألفية مواطنين رقميين لديهم وعي فطري بالتكنولوجيا الحديثة. فالتكنولوجيا جزء من تكوينهم ــ ولكنهم قلقون رغم ذلك من أن يستحوذ الروبوت على وظائفهم في يوم ما. ويزداد سعي أبناء جيل الألفية إلى أن يكونوا جزءا من اقتصاد المشاركة، وهو ظاهرة نشأت نتيجة النظم الرقمية التي تيسر الربط بين المشتري والبائع. وتساعد الوظائف التي يتيحها اقتصاد المشاركة لبعض أبناء جيل الألفية في كسب ما يكفي للعيش، حتى إن كانت مثل هذه الوظائف بعيدة في طبيعتها كل البعد عن الوظائف بدوام كامل التي تتيح خطط التقاعد والمزايا الأخرى التقليدية التي طالما تمتع بها آباؤهم. كذلك يبدي هذا الجيل حماسا كبيرا تجاه استغلال الخدمات القائمة على اقتصاد المشاركة الذي يتيح الحصول على كل شيء، بدءا من الإقامة إلى استخدام السيارات والسفن دون عناء الملكية. فأبناء هذا الجيل يعزفون عن شراء السلع باهظة الثمن كالسيارات والمنازل، ويختلف نمط إنفاقهم اختلافا كبيرا عن الأجيال السابقة. إن متوسط دخول الشباب في الوقت الحالي أقل ما كان في عام 1975، على الأقل في الولايات المتحدة. فوفقا لمكتب التعداد الأمريكي، يقل الدخل الحقيقي "بعد التضخم" لشباب العاملين الأمريكيين بنسبة 5.5 في المائة عن مستواه منذ أربعة عقود ماضية. وهكذا فإن أبناء الألفية يواجهون معوقات في طريقهم نحو تحقيق الرفاهية لم يواجهها آباؤهم. وعلى الرغم من أن حظهم من التعليم أكبر من الأجيال السابقة، فإن هذا لا يكفي في الوقت الحالي لضمان النجاح المالي. فعديد منهم، إن لم يكن معظمهم، سيضطرون إلى اكتساب مهارات جديدة وتغيير مهنتهم عدة مرات خلال حياتهم العملية. وبينما يظل التعليم الرسمي هو المصدر الأساس للتعلم، يجب أن تزود النظم التعليمية جيل الألفية والأجيال التالية بمجموعات من المهارات اللازمة لأداء وظائف لم تظهر بعد. وأيا كانت الوظائف التي يحملها المستقبل لأبناء هذا الجيل، فإنهم قد يضطرون إلى الاستمرار في أدائها لفترة أطول كثيرا مما يظنون. فمع ازدياد أعداد المسنين وسعي الحكومات إلى احتواء تكلفة معاشات التقاعد المتنامية، من المحتمل أن يضطر جيل الألفية إلى العمل لسنوات أطول وادخار معاشات أكبر من أجل تحقيق المستوى المعيشي نفسه للمتقاعدين في الوقت الحالي.
إنشرها