الطاقة- النفط

«شيب آند بونكر»: أسعار النفط تتجه إلى صعود سريع .. جهود «أوبك» منعت إغراق الأسواق

«شيب آند بونكر»: أسعار النفط تتجه إلى صعود سريع .. جهود «أوبك» منعت إغراق الأسواق

رجح تقرير "شيب آند بونكر" الدولي أن تواصل أسعار النفط الخام مكاسبها في الأسابيع المقبلة، لافتا إلى أن الأسعار تتجه إلى صعود سريع.
وأوضح التقرير أن بعض الانقطاعات المفاجئة مثل التي حدثت في حقل الفيل في ليبيا تزيد فرص نمو الأسعار وتتناغم مع جهود المنتجين في تقليص الإمدادات والإسراع في تحقيق علاقة متوازنة بين العرض والطلب.
وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار يغري على ضخ مزيد من الإنتاج إلى الأسواق ليس فقط في الولايات المتحدة، بل من قبل جميع المنتجين وهو قد يؤدي إلى إغراق الأسواق وتهاوي الأسعار مرة أخرى ما لم يتدخل المنتجون لضبط الإيقاع في السوق وهو ما نجح بفضل الإعلان المشترك الذي دشن في العام قبل الماضي بين "أوبك" والمنتجين من خارجها.
وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى الانخفاض بسبب ضغوط الزيادة الواسعة في الإنتاج الأمريكي وذلك على الرغم من تنامي ملحوظ في مستويات الطلب ومن تقدم مستمر في جهود "أوبك" و"المستقلين" لخفض المعروض النفطي.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، دان بوسكا كبير الباحثين في بنك يوني كريديت البريطاني، إن الإنتاج الأمريكي يقود بالفعل حاليا طفرة واسعة في الإمدادات ولكن وكالة الطاقة الدولية تؤكد عدم قدرته على مواصلة المستوى نفسه مستقبلا، مرجحة حدوث تراجعات حادة في الإنتاج الأمريكي بحلول منتصف العقد المقبل ما يعيد التركيز على الدور المحوري للمنتجين التقليديين خاصة في الشرق الأوسط لتأمين احتياجات العالم من الطاقة.
وأشار إلى منطقة الشرق الأوسط التي بها احتياطيات مؤكدة وفيرة وقادرة على لعب هذا الدور بكفاءة عالية ولكن المخاطر الوحيدة تكمن في العوامل الجيوسياسية وغياب الاستقرار وضعف الاستثمار لدى بعض الدول ما يتطلب جهدا أكبر لاستعادة الاستقرار والإعداد لدور مستقبلي بارز ورئيس في منظومة الطاقة العالمية.
من ناحيته، أوضح لـ"الاقتصادية"، أندرو موريس مدير شركة "بويري" للاستشارات الإدارية، أن النمو السريع في عملية التحول نحو زيادة الاعتماد على موارد الطاقة المتجددة لن يؤثر في مكانة النفط والغاز الذين سيلبيان أكثر من 50 في المائة، من احتياجات الطاقة على مدار عقود عدة مقبلة وذلك بحسب تقديرات هيئات دولية وشركات طاقة عملاقة.
وأضاف أن زيادة الاعتماد على التقنيات الحديثة والتكنولوجيات المتطورة سوف يقود إلى طفرة في صناعة الطاقة ويجعلها أكثر صلابة من خلال نقلة نوعية مهمة تمكنها من رفع مستويات الكفاءة والتأقلم مع تقلبات السوق وتحدياته المستمرة، مشيرا إلى أن أبرز ملامح دور التكنولوجيا سيكون من خلال سهولة الوصول إلى الموارد الغنية وسهولة قياس قدرات الآبار ورفع كفاءة الإنتاج منها وغيرها.
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية"، ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، إن البعض يراهن على عودة الارتفاعات القياسية في أسعار النفط الخام، معتبرا أن بعض المنتجين في "أوبك" وخارجها يأملون في عودة مستوى 90 أو 100 دولار للبرميل مرة أخرى لتحقيق عائدات أفضل والتغلب على بعض المشكلات الاقتصادية وذلك على الرغم من اتفاق أغلب التوقعات من المؤسسات المالية الموثوقة على صعوبة تحقق ذلك.
ولفت إلى أنه على الجانب الآخر أظهرت صناعة النفط الصخري الزيتي أنها تستطيع البقاء على قيد الحياة عند مستوى 45 دولارا للبرميل وربما أقل وعلى الرغم من أن هذا المستوى لا يجعلها تنمو ولا تكون مريحة لكنها لن تذهب إلى الجمود في ظل تلك الأسعار.
وأكد أن الارتفاعات القياسية للأسعار ستجعل الحفارات النفطية الصخرية نشيطة جدا وهو ما قد يعرقل جهود "أوبك" في حماية السوق واستقرارها.
وفيما يخص الأسعار، بدد النفط أمس، المكاسب المبكرة التي كان قد حققها وسط مخاوف المستثمرين بشأن زيادة إنتاج الولايات المتحدة التي فاقت أثر إشارات على قوة الطلب والاعتقاد في قدرة قيود الإنتاج التي تفرضها "أوبك" على تقليص المعروض.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي للتسليم في نيسان (أبريل) 15 سنتا، أو ما يعادل 0.2 في المائة، إلى 63.76 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:32 بتوقيت جرينتش. وكان العقد ارتفع يوم الإثنين إلى أعلى مستوى منذ السادس من شباط (فبراير) عند 64.24 دولار للبرميل.
ونزل خام القياس العالمي مزيج برنت عشرة سنتات، أو ما يعادل 0.2 في المائة، إلى 67.40 دولار للبرميل.
ويطغى ارتفاع الإنتاج الأمريكي على أسواق النفط العالمية ويأتي في الوقت الذي يقيد فيه منتجون آخرون كبار بينهم روسيا وأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" مستويات الإنتاج بهدف مساعدة الأسعار على الارتفاع.
ووفقا للبيانات الحكومية الأسبوعية التي نشرت يوم الخميس، فإن الإنتاج الأمريكي بلغ 10.27 مليون برميل يوميا، وهو مستوى يزيد على أحدث بيانات للسعودية أكبر مصدر للخام في العالم.
وارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 65.18 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 64.15 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة كسبت 3 دولارات مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 62.89 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط