FINANCIAL TIMES

مواجهة مع وزير الإعلام

مواجهة مع وزير الإعلام

في كانون الثاني (يناير) الماضي، أجريت مقابلة مع بي مايينت، وزير الإعلام في نايبيداو، عاصمة ميانمار الجديدة المترامية الأطراف. العنوان الوحيد الذي حصلت عليه – ما يكفي لسائق سيارة الأجرة الاسترشاد به - هو البناية رقم سبعة، عمارة حديثة غير مرتفعة ذات جداريات تذكرنا بالاتحاد السوفياتي، لمعابد ونصب ومباني بورمية.
بي مايينت رجل يعيش في راخين، أحد أفراد الأغلبية العرقية البوذية التي منحت البلاد اسمها. في ظل النظام السابق، كان طبيبا قبل أن يصبح كاتبا ومحررا ومترجما لكتب تراوح ما بين تشيكوف إلى تشيكن سوب للروح.
في مقابلة مع موقع إيراوادي في آذار (مارس) من عام 2016، وعد بضمان حرية الصحافة.
في مكتبه، فوجئت عندما رأيت كاميرات تصور وتسجل المقابلة التي جرت بيننا. أثناء حديثنا، كان مراسلا رويترز وا لون وكياو سوي أوو، يمثلان أمام المحكمة في يانجون.
كان بي ماينت يعمل كرئيس تحرير مع وا لون، عندما كان الأخير يعمل مراسلا صحافيا لدى مجلة people age.
سألته عما إذا كان من اللائق بالنسبة لبلد يخضع لحكم ديمقراطي أن يزج بالصحافيين في السجن. قال: "لا أعرف حقيقة ما حصل".
كما تحدث حول الطبيعة غير المثالية لفترة الانتقال الديمقراطية في ميانمار، وهذا أمر غالبا ما يشار إليه من قبل أفراد حكومة أونج سان سو كي، وقال لي: "أؤمن بالديمقراطية وأؤمن بحرية التعبير، لكنك تعلم أننا لا نزال بلدا غير ديمقراطي بالكامل.
نحن في مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية - لا يزال يتعين علينا بناء مؤسسات ديمقراطية، وبنية أساسية قانونية وغيرها من الممارسات الديمقراطية الأخرى".
في محاولة لاستخلاص رد فعل أقوى من الوزير، وجهت إليه سؤالا: "هل يتذكر بي مايينت وا لون؟ وقد وصفه بأنه "رجل نشيط شاب".
وهل سيحصل الاثنان على محاكمة عادلة؟ قال: "أعتقد ذلك".
هل كانت ميانمار مكانا آمنا لممارسة الصحافة؟
أجاب: "أنت صحافي مخضرم، وستعرف أن هذا المكان أكثر أمانا نسبيا من معظم الأماكن الأخرى في جميع أنحاء العالم".
وقد عاودت طرح قضية المراسلين المسجونين مرة أخرى، فكرر قائلا: "لا نزال في عملية انتقال ويجب علينا بناء مؤسسات ديمقراطية. يتعين علينا أيضا مراجعة القوانين والممارسات القائمة".
في الوقت نفسه، يزداد تباعد ميانمار عن الغرب. في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، تسبب بيل ريتشاردسون، وهو وزير أمريكي سابق أيد الحركة الديمقراطية عندما كانت أونج سان سو كي قيد الإقامة الجبرية، في إحداث جلبة بإنهاء خدمات المجموعة الاستشارية في راخين، والتي وصفها بأنها "محاولة لتبرئة" أونج سان.
(كما قال أيضا إنها كانت "غاضبة"، عندما أثار قضية الصحافيين المسجونين).
موقع إيراوادي، من جانبه، أخبرني أنه مصمم على متابعة مساره التحريري – في وجود الجهات المانحة أو عدمه.
قال كياو زوا موي: "نحن نقدر حقا التزامهم وإسهامهم في وسائل الإعلام المستقلة، لكن إن كانوا لا يريدون الاستمرار، هذا هو موقفهم وهذا قرارهم. نحن لن نغير أي شيء نعمله".
اتخذت مؤسسات المجتمع المفتوح قرارا قبل سنوات تمثل في إنهاء تمويلها في نهاية عام 2018، على الرغم من أنها أخبرتني بأن هذا القرار لا صلة له بالمحتوى. ولا تزال الرابطة الوطنية للديمقراطية جهة مانحة. الصحيفة نقلت أخيرا مكاتبها إلى مبنى جديد تمتلكه شركة مرموقة، ما تسبب بتوقع نجاحها في تأمين جهة راعية جديدة من القطاع الخاص.
لدى موقع إيراوادي الآن اثنان من المراسلين الصحافيين في بنغلاديش، بحسب ما أخبرني كيا وزوا موي. كما عاود أيضا استخدام مصطلح "تمييز الذات" قبل كلمة روهينجيا. المتحفظ كياو وزا موي قال إن ذلك كان "مجرد استخدام مؤقت"، فالصحيفة كانت قد عادت إلى استخدام كلمة روهينجيا "عندما هدأت مشاعر المواطنين قليلا".
في المستقبل، قد تستخدم كلا المصطلحين بحسب ما تراه مناسبا. معايرة هذه المصطلحات واحدة من عمليات جارية الآن ضمن الصحافيين الذين يغطون أخبار ميانمار، وهو بلد أصبح سرد تفاصيل قصته للعالم أكثر صعوبة بكثير - وأكثر أهمية بكثير أيضا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES