Author

أطفال الإغراء

|

في مقالي السابق تحدثت عن الأم الكومبارس، وكنت أقصد بها تلك الأم التي تعتقد أن دور الأم ينحصر في الحمل والولادة فقط أما باقي الأدوار كالتربية والإرشاد والتوجيه والرعاية والاهتمام فيمكن أن تقوم بها المربية والسائق ..!
أطفال الإغراء هي إحدى النتائج المخجلة للأم الكومبارس، حيث تقوم هذه الأم بتوجيه الطفلة أو الطفل نحو طريق لم يخلق من أجله، فتستغل وسامة طفلها للحصول على نتائج مادية تخدمها على المدى القريب وتدمر طفلها على المدى البعيد وفي ظل صمت المجتمع أجد أن من واجبنا أن نكتب ونتحدث ونحذر ونطالب بتحرك الجهات ذات الاختصاص خاصة هيئة حقوق الإنسان.. فالأمر تحدى حدود المقبول!
ما يحدث الآن وما نراه من استغلال للأطفال من قبل أهاليهم يتعارض تماما مع الاتفاقيات الدولية التي تحمي الطفل من جميع صور الإهمال والقسوة والاستغلال ولا تسمح باستخدامه قبل بلوغه سن الرشد. وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت المذبح الذي تنتهك فوقه براءة الأطفال وتمتهن فيه إنسانيتهم ويتسابق الأهل من خلالها لعرض بضاعتهم المزجاة من لحوم أطفالهم لاجتذاب المتابعين وزيادة عدد "اللايكات" وبالتالي ارتفاع أرصدتهم المصرفية!
مقاطع يندى لها الجبين نراها لأطفال تم استغلالهم بشكل "مقرف" لا يقبله العقلاء!
- طفلة يا عالم عمرها أقل من عشر سنوات بحركات وإيحاءات مثيرة تستغلها والدتها من أجل إعلانات تجارية، هذه الطفلة حين تتفجر أنوثتها وتسلك طريق الانحراف فدعونا نكن منصفين ولا نحاكمها قبل أن نحاكم والدتها الكومبارس التي تلاعبت بطفولتها وجعلتها تكبر قبل عمرها بسنوات عديدة!
- مقطع مؤلم لطفل وسيم أثناء لقاء إحدى القنوات به، انفعل بقوة وهو يقول "أزعجتوني"، والذين شاهدوا المقطع إما اكتفوا بالضحك أو قالوا "يا حليله معصب"، متى ندرك أن هناك جريمة تنتهك بحق الطفولة! صرحت منظمة Save the Children (أنقذوا الأطفال)، وهي منظمة تهدف لتحسين أحوال الأطفال حول العالم، أخيرا، بخطورة زيادة استخدام الأطفال في إعلانات سلع البالغين، مع الأسف أصبح الأطفال في مجتمعنا يروجون للماكياج والعطور والوجبات السريعة وأزياء البالغين والمساكن والحفلات وكريمات الشعر والبشرة... إلخ!
الخطورة لا تكمن فقط في استغلال هؤلاء الأمهات الكومبارس لأطفالهن في ظل غياب "أب الغفلة" بل تتعداه للأطفال الآخرين حين يتخذون مثل هؤلاء قدوة لهم بحكم التقليد والمحاكاة والانبهار!
يا هيئة حقوق الإنسان متى تنتهي مهزلة استغلال الأطفال وانتهاك براءتهم؟!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها