Author

وكالة التوظيف .. البدء بالرؤوس الكبيرة

|

يوم الثلاثاء الماضي صدر قرار مجلس الوزراء بإنشاء وكالة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تعنى بشؤون توظيف السعوديين في القطاع الخاص.. وتتولى هذه الوكالة مهام واختصاصات هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة.. وهدف هذا القرار توحيد الجهود في جهة واحدة وهي وزارة العمل والتنمية الاجتماعية التي تولت هذا الملف منذ وقت مبكر.. أيام الوزير غازي القصيبي ـ رحمه الله ـ القادم من أسرة تجارية عريقة والذي مدح القطاع الخاص ووصفه بالأوزة التي تبيض ذهبا.. طالبا منه توظيف الشباب السعودي.. لكنه حينما اصطدم بعدم التعاون انتقد من هدد بنقل أعماله خارج البلاد بسبب السعودة.. وانتهى به الأمر إلى الدعوة إلى التعاون وعدم التصادم مع القطاع الخاص وحقق بعض النتائج في مجال التوظيف.. وتعاقب الوزراء وكثرت الشعارات والبرامج والنطاقات بألوانها المختلفة ولم تحقق الهدف المنشود.. وجاءت فكرة هيئة توليد الوظائف لكيلا يكون التركيز فقط على الإحلال ولأن المشكلة لم تكن في وجود الوظائف وإنما في من يشغل الوظائف بعد توليدها، فقد فشلت الهيئة في تحقيق أهدافها وانتهى الأمر إلى إلغائها.. ولعل الوكالة الجديدة التي يوليها المسؤولون في الوزارة وعلى رأسهم الوزير الدكتور علي الغفيص اهتماما كبيرا تأتي ببرامج جديدة تأخذ بالإحلال وبإيجاد الوظائف والأهم من ذلك تدريب الشباب على سلوكيات العمل والانضباط ودورات في التقنيات الحديثة والتخصصات المطلوبة وغيرها من أعمال الإدارة المتوسطة وتقوية اللغة الإنجليزية لديهم ما يفوت الفرصة على من يوظف في هذه الأعمال عن طريق التعاقد الخارجي المعروف Outsource الذي تستعمله الرؤوس الكبيرة التي يجب البدء بها.. ومنها شركات: أرامكو وسابك والكهرباء وغيرها التي وجدت في ذلك مهربا من نسب السعودة وبحجة أنها تحتاج إلى عمالة عادية للقيام بأعمال لا يقبل السعوديون القيام بها كالصيانة والنظافة وأعمال البوفيهات والمطابخ ولكن ذلك امتد ليشمل السكرتارية والإدارة المتوسطة.. وتعاقدت تلك الرؤوس الكبيرة مع شركات لتأمين العمالة لها وأصبحت تقدم كشوف السعودة سليمة من أي خلل لأن من يتم تشغيلهم عن طريق هذه الشركات لا يظهر في نسب السعودة.
ومن المقترحات التي يؤمل من وكالة التوظيف الجديدة الاهتمام بها التفكير في أساليب جديدة لترغيب الشباب للعمل في القطاع الخاص فالمعروف أن معظم طالبي العمل لا يقبلون على الالتحاق بمؤسسات أو شركات صغيرة وغير معروفة ولو التحق بمؤسسة صغيرة فإنها محطة فقط للانتظار للالتحاق بجهة حكومية ما أربك العمل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث لا يستمر الشاب السعودي فيها أكثر من شهرين أو ثلاثة حتى يلتحق بالجهة الحكومية التي تقدم إليها حتى ولو بنصف المرتب مبررا ذلك بأن الدوام قصير ومريح والضمان الوظيفي في أحسن حالاته.. ومن هنا فإن محاولة تقريب ساعات الدوام والإجازات والمزايا بين الوظائف الحكومية ووظائف القطاع الخاص من أهم العوامل التي يجب الاهتمام بها ودراستها من قبل الوكالة الجديدة.
وأخيرا: إذا لم تبدأ وكالة توظيف السعوديين بالرؤوس الكبيرة التي ذكرتها أعلاه فلن تحقق النجاح المأمول في الوقت المناسب وسيظل التوظيف في تلك الشركات بأعداد كبيرة يتجه نحو غير السعوديين وبأساليب متعددة.

إنشرها