default Author

القيادة .. رحلة لا وجهة «2 من 2»

|

القادة الذين يملكون إدراكا ورؤية ثاقبة يعون نقاط قوتهم وموهبتهم، وكذلك نقاط ضعفهم في إطار معين. ويدركون أيضا الأمور التي من شأنها أن تحفزهم أو تعوق مسيرتهم. ويضعون بناء عليه أهدافا وأوليات تضمن لهم العمل وفق البرنامج الذي وضعوه بأنفسهم. وبالتالي يعيدون تقييم أدائهم في ضوء الأوضاع الراهنة وما ستؤول إليه مستقبلا. من ثم يظهرون التزاما للقيام بتغييرات محورية في ضوء الدعم الذي يتلقونه، وبحسب آراء الآخرين وإطار العمل. وقد يواجهون أسئلة صعبة مثل: "هل أنا الشخص المناسب لقيادة هذا المسار"؟ و"ولماذا تصرفت على هذا النحو عند اختياري لهذا المسار"؟

الأركان الستة لقيادة فاعلة ذات رؤية ثاقبة
يفهم القادة ممن يتمتعون بالبصيرة أن الأركان الستة التالية تساعدهم خلال رحلة القيادة:
الإدراك: اكتساب وعي عميق بالذات وبالآخرين وبإطار العمل والهدف الذي يسعون إليه، على اعتبار أن القيادة تقترن بشكل أساس بالالتزام بتطوير خطة وبرنامج عمل.
الطموح: وضع رؤية طويلة الأمد تضمن أعلى معايير الأداء كقيادي، والحرص على ربطها بإطار عمل على المدى القصير وبرنامج تطوير مهارات القيادة، وأسلوب الإدارة والحصول على آراء الآخرين.
الموثوقية: تطوير وتحدي الذات من خلال اتباع القياديين نهجا واضحا للقيادة الذاتية، وفهم سماتهم الشخصية. ونمذجة دورهم والتواصل مع الآخرين وإشراكهم.
الفطنة: بناء القدرات الشخصية وقدرات فريق العمل لتقييم مسار القيادة وآلية العمل، والاستفادة من تنوع فريق العمل والمواهب.
النهج المعتمد: اعتماد نهج واع للقيادة يعمل على الجمع بين القدرات الشخصية وقدرات فريق العمل مع احتياجات الوضع الراهن أو إطار العمل.
ارتفاعات القيادة (المستويات): للقيادة ثلاثة مستويات: 50 ألف قدم (الرؤية والاستراتيجية والأمور التنظيمية). 50 قدما (وتشمل التنفيذ والأمور التشغيلية، والتفاعل مع فرق العمل وأصحاب المصلحة)، وخمسة أقدام (الإدراك الذاتي، وبناء علاقات شخصية وثيقة مع الآخرين). بالتالي خطط وتصرف وتواصل مع الآخرين بسلاسة مع الحرص على ألا تبقى في مستوى واحد.
اعتماد الأركان الستة للقيادة يمكن القادة المتبصرين من استغلال قدرات معينة تحتاج إليها فرق العمل، ومؤسساتهم، وإطار العمل، وأنفسهم، في عالم يطغى عليه ما أطلقنا عليه مصطلح D-VUCAD.
تشمل هذه القدرات أيضا مزيجا من: القدرة التنافسية على سبيل المثال وضع الهدف والمهارات المطلوبة، والإبداع مثل الابتكار وحب الاستطلاع، والمشاركة كالعمل الجماعي، والقدرة على التحكم مثل التخطيط والحد من المخاطر، والمعرفة (استخدام عدة أنواع من أسلوب التفكير، ووجهات نظر متعددة)، ومهارات التواصل الفعال مع الذات والمجموعة والمجتمع.
التركيز على القدرات لا يكون بشكل عشوائي. يركز القادة الذين يملكون البصيرة على القدرات المطلوبة لتحقيق نتائج استراتيجية أو تشغيلية معينة في الوقت الحالي أو مستقبلا. بذلك يستطيعون تحقيق النجاح في الطريق الذي اختاروه. على سبيل المثال: قد يركز القيادي المسؤول عن العمليات التشغيلية المهمة على القدرة على التحكم مثل التنفيذ وإدارة المخاطر. من جهة أخرى، يركز القيادي المسؤول عن تطوير منتجات أو خدمات مبتكرة على الأمور المتعلقة بالإبداع مثل العصف الذهن.
يوجد داخل عقلنا اللاواعي عديد من الأمور التي قد تحفزنا أو تعيق تقدمنا. ويبقى المفتاح الأساس هنا، هو التفكير في أمور القيادة بشكل واع وضمن إطار العمل الموجودة فيه. فالقيادة رحلة شخصية، مملوءة بالفرص التي نقتنصها والتحديات التي قد نواجهها. كل ما علينا هو معرفة التفضيلات، والأمور التي تحفزنا ومواهبنا ومهاراتنا، ومن ثم إيجاد المسارات التي تناسبها وتعديلها إذا ما تطلب الأمر. ولنتحد أنفسنا ونصبح القيادي الذي نسعى لأن نكون عليه خلال الرحلة التي تتشاركها مع الآخرين، لا بد من أن نمتلك إدراكا واعيا ورؤية ثاقبة.

إنشرها