Author

استمرار الابتزاز

|


أدت الثقة الكبيرة بالفتاة إلى إرسال صورتها إلى خطيب المستقبل الذي وعدها أن يزور أهلها خلال أسبوع، ثم اثنين، ثم شهر ليختفي فجأة ويعود بعد أسابيع ليطالب الفتاة أن يراها في إحدى الأسواق قبل أن يتقدم لخطبتها. تخرج الفتاة وتقابله وهي في حالة يقين أن هذا هو فتى أحلامها والفارس الذي يمتطي الجواد الأبيض.
يعود الشاب للمطالبة بمزيد من التنازلات واللقاءات، وتبدأ هنا حالة الشك لدى الجميع. هناك من تخضع في محاولتها لإقناع الشاب وهناك من تبدأ في البحث عن النصيحة من هنا وهناك. تكون الفتاة محظوظة إن وجدت من يقرص أذنها وينبهها لما يحاك لها من قبل ذلك الشاب، وأمثاله كثيرون.
إلا أن البعض وببساطة تفكير وعدم وجود الناصح والتعلق بخيوط الأمل الكاذب تقع في تجاوزات قد تكبر وتصغر اعتمادا على جرأة الفتى وبساطة تفكير الفتاة والثقة التي تمنحها له. هنا تبدأ الأوراق في الاختلاط وتصبح الحالة معتمدة على ما يملكه الشاب وما يمكن أن يستخدمه ضد الفتاة.
في كثير من الحالات يصبح الشاب أقرب للذئب الذي يحاول الحصول على كل شيء من الفتاة، سواء كان ذلك مقبولا شرعا وعرفا أم لا. هناك الحل الأهم الذي انتشر خلال الفترة الماضية وهو الذي يحمي الفتاة بعد الله من استمرار التضحيات في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
إن علم الفتاة بالبدائل المتاحة والثقة التي يمكن أن تمنحها لهيئة الأمر بالمعروف كوسيلة لحفظ عفتها وكرامتها وما فقدته من صورها أو معلوماتها الشخصية والأسرية. وجود الهيئة كحام للفتاة وتنسيقها مع الجهات الأمنية التي تسهم في إيقاف هذا الابتزاز الأخلاقي، هو من مزايا مجتمعنا المحافظ وهو متاح لجميع الفتيات اللواتي وقعن بسبب بساطتهن في فخاخ الشباب الذين لا يهمهم سوى تحقيق مآرب شخصية غير مقبولة اجتماعيا ودينيا.
مع هذا الأمر يجب أن تسهم المدارس والجامعات في برامج توعوية أكثر شفافية ووضوحا خصوصا مع الانفتاح الجديد الذي قد تكون أغلب الفتيات غير مستعدات له. هذه البرامج يجب أن تركز على التعرف على كل الأساليب والأخطاء التي تقع فيها الفتاة لتصبح ضحية هذه الإساءات، وعليه تعطي الفتيات فرصة التعلم من التجارب التي يعلمها الخبراء في الهيئة والأجهزة الأمنية.

إنشرها