الطاقة- النفط

التزام السعودية بالتصدي لوفرة المعروض يحفز نمو أسعار النفط

التزام السعودية بالتصدي لوفرة المعروض يحفز نمو أسعار النفط

أكدت وكالة بلاتس الدولية للمعلومات النفطية أن أسواق النفط الخام تتجه نحو استئناف المكاسب السعرية بعد عدة انخفاضات حادة متتالية مشيرة إلى أن بوادر ذلك بدأت في ختام الأسبوع الماضي على مكاسب محدودة، معتبرة هذا التعافي يعود في الأساس إلى التزام السعودية الكامل بالتصدي لتزايد المعروض النفطي العالمي في الأسواق وهو ما حفز نمو الأسعار من جديد.
ونوه التقرير بتأكيد المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية أهمية تحقيق انتقال منظم إلى مستقبل أكثر أمنا واستدامة للطاقة، مشددا على أهمية بلورة كل الأطراف والمنظمات لرؤية عقلانية لسياسة الطاقة المستقبلية بما يحقق أمن الطاقة ويشجع على حماية البيئة من خلال مواجهة تحديات تغير المناخ والمساعدة على تعزيز الازدهار الاقتصادي سواء في الدول المتقدمة أو النامية.
واعتبر تقرير حديث للوكالة الدولية أن تصريحات الفالح ساعدت على نحو كبير في تعويض تأثير التوقعات المقلقة التي جاءت ضمن أحدث تقرير لسوق النفط في الوكالة الدولية للطاقة التى حذرت من احتمال أن إنتاج النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة سيتجاوز النمو العالمي للطلب على النفط الخام هذا العام.
ولفت التقرير إلى أن متوسط إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام بلغ 10.271 مليون برميل يوميا في الأسبوع الذي انتهى في 9 شباط (فبراير) الحالي وهو ما يعتبر أعلى مستوى له على الإطلاق، وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة وذلك منذ عام 1983.
وأشار التقرير إلى أن الحوض البرميى الأمريكي يتصدر ويقود معظم هذه المكاسب حتى الآن، معتبرا تعافي أسواق المال وعودة أسعار الأسهم بشكل قوي إضافة إلى ضعف الدولار كانت ضمن الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع الطاقة في الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن مخاوف التضخم – على ما يبدو - قد تراجعت مؤقتا وانخفض التذبذب إلى مستويات أكثر قابلية للتحمل.
ونقل التقرير عن محللين في شركة بريتيش بتروليوم "بي بي" أن جميع العملات الرئيسية ارتفعت بنسبة 2 في المائة على الأقل مقابل الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي ما أدى إلى تراجع مؤشر الدولار بنسبة 2.3 في المائة خلال الأسبوع وهو ما قاد إلى تسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ عام 2015.
ولفت التقرير إلى أن ضعف الدولار يدعم ارتفاع أسعار النفط وفقا للعلاقة العكسية بينهما، مشيرا إلى أن هذا التراجع في مستوى الدولار ساعد على دفع العقود الآجلة للنفط الخام إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات في أواخر الشهر الماضي.
ومع استقرار سوق الأسهم، فإن العلاقة بين النفط والدولار يمكن أن تعاود الظهور كمحرك رئيسي لمستوى الأسعار وتحركات السوق، ويرى التقرير أن ارتفاع المخزونات أخيرا أسهم في تعزيز المخاوف في السوق من الزيادات المتسعة في الإنتاج الأمريكي، متوقعا أن يتجاوز الإنتاج النفطي الأمريكي رقما قياسيا ويرجح أن يسجل مستوى 11 مليون برميل يوميا في نهاية العام الحالي.
وأضاف التقرير أن "أبرز العقبات التي تواجه الإنتاج الأمريكي تتمثل في البنية الأساسية وضرورة تطوير خطوط الأنابيب وتخفيف القيود في الموانئ وزيادة القدرات في صناعة التكرير"، مشيرا إلى أن رفع مستوى الكفاءة والاعتماد على التقنيات المتطورة يخفض بصفة مستمرة في أسعار التعادل الاقتصادي في الإنتاج الصخري، كما أن نمو الطلب في المستقبل يساعد على استيعاب مزيد من الإنتاج في الأسواق الدولية.
إلى ذلك، تستضيف منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" يوم 16 مارس المقبل اجتماعا جديدا مع وكالة الطاقة الدولية ومنتدى الطاقة العالمي في إطار سلسلة من الاتصالات المشتركة لاستكمال المشاورات التي جرت في اجتماع الرياض قبل أيام قليلة.
وقال تقرير لـ "أوبك"، "إن الاجتماع سيتضمن تشكيل حلقات عمل متخصصة مشتركة لمواصلة استكشاف التطور العالمي لسياسات الطاقة وبحث مسارات تكنولوجيا الطاقة إلى جانب تصنيف أنواع الوقود في الأرصدة الإقليمية والعالمية ومناقشة البيانات والإحصاءات الحديثة عن موارد الطاقة وتنقيحاتها".
ولفت التقرير إلى أن اللقاء الجديد بين المنظمات الدولية الثلاث سيعمل على تعزيز التواصل على مستوى المحللين والإبلاغ عن تنقيحات البيانات المهمة والمسائل المنهجية، والاستفادة من أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات بما يقوى التفاعلات بشأن تطورات أسواق الطاقة المادية والمالية وسبل تدارس العلاقة بينهما.
وشدد التقرير الدولي على ضرورة تحقيق التزام مستمر بالحوار العالمي من أجل تعزيز أمن الطاقة في جميع أنحاء العالم وذلك في ظل المشهد المتغير في أوضاع وظروف موارد الطاقة وبتدارس احتياجات الطاقة المتغيرة أكثر عبر المناطق المختلفة، معتبرا الحوار بين الحكومات وأصحاب المصلحة في الصناعة بشأن أهداف السياسات المشتركة عالميا ومتطلبات الاستثمار وحلول السوق يعتبر أمرا حيويا للعالم لتحقيق أمن الطاقة.
وأشار التقرير إلى أن كلا من "أوبك" ووكالة الطاقة ومنتدى الطاقة ستبقى في حالة التزام كامل بتحقيق قدر أكبر من اتساق البيانات وتحسين توقعات الطاقة وتسهيل التعاون المشترك ومقارنة المعلومات، ما أجل تيسير تحقيق الاتفاق في الرؤى تجاه ظروف السوق.
وذكر التقرير أن المقارنة بين توقعات المنظمات الثلاث ستصبح أكثر سهولة في الفترة المقبلة وستقل حدة التباينات والتقديرات للسوق في ضوء تعزيز الحوار بشأن وجهات نظر المنتجين والمستهلكين المختلفة، لافتا إلى وجود تقارب مستمر في رؤى وتوقعات كل من وكالة الطاقة الدولية و"أوبك" على المدى القصير والمتوسط والطويل ما أدى إلى تحسن نتائج البيانات وتقليل تباين التقديرات.
ونوه التقرير بأن المنظمات الثلاث تركز حاليا على دارسة التحولات في الأنماط العالمية للطلب على الطاقة وبحث دور الإنتاج غير التقليدي ومدى مرونته في بلدان منظمة التعاون والتنمية وخارجها وبالتحديد الاستثمارات في الموارد غير التقليدية خصوصا النفط والغاز الصخريين.
ونقل التقرير عن محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك تأكيده أهمية تعزيز التفاهم المشترك بين منظمات الطاقة المختلفة، مشيرا إلى أن هذه الجهود تحتل أولوية كبيرة بالنسبة إلى منظمة أوبك، لأن سوق النفط العالمية متزايدة التعقيد ومترابطة ولا يمكن أن يتحمل العبء طرف بمفرده، مشددا على أن التعاون والحوار أمران حيويان.
وبحسب التقرير فإن عملية التحول إلى نظم طاقة أكثر استدامة وآمنة تتطلب تنسيقا واسعا وجهودا جماعية مكثفة لتحقيق هذا الهدف المنشود والمعزز للسوق والصناعة وللاقتصاد العالمي بشكل عام.
من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار النفط قليلا في ختام تعاملات الأسبوع الماضي منهية الأسبوع على مكاسب، بدعم من انتعاش أسواق الأسهم العالمية وضعف الدولار الأمريكي وهو ما ساعد الخام على التعافي من هبوط حاد الأسبوع الماضي.
وبحسب "رويترز"، فقد أنهت عقود برنت جلسة التداول مرتفعة 51 سنتا، أو 0.79 في المائة، لتبلغ عند التسوية 64.84 دولار للبرميل، وأنهي خام القياس العالمي الأسبوع على مكاسب تزيد على 3 في المائة بعد هبوط بلغ أكثر من 8 في المائة في الأسبوع قبل الماضي.
وصعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط 34 سنتا، أو 0.55 في المائة، لتبلغ عند التسوية 61.68 دولار للبرميل بعد أن لامست أثناء الجلسة 61.94 دولار، وهو أعلى مستوى في ثمانية أيام، وأنهي خام القياس الأمريكي الأسبوع مرتفعا أكثر من 4 في المائة بعد أن مني بخسائر بلغت نحو 10 في المائة الأسبوع قبل الماضي.
وأضافت شركات الطاقة الأمريكية حفارات نفطية للأسبوع الرابع على التوالي حتى رغم تراجع أسعار الخام من أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات على مدى الأسبوعين الماضيين، مع قيام مزيد من شركات الحفر النفطي بزيادة خططها للإنفاق للعام 2018.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، "إن شركات الحفر أضافت سبعة حفارات نفطية في الأسبوع المنتهي في 16 شباط (فبراير) ليصل إجمالي عدد الحفارات النشطة إلى 798 وهو أعلى مستوى منذ نيسان أبريل 2015".
وهذه هي المرة الأولى منذ حزيران (يونيو) التي يرتفع فيها عدد الحفارات النفطية النشطة في الولايات المتحدة لأربعة أسابيع متتالية، وعدد الحفارات النفطية الأمريكية، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، مرتفع كثيرا عن مستواه قبل عام عندما بلغ 597 حفارا، مع مواصلة شركات الطاقة زيادة الإنفاق منذ منتصف 2016 عندما بدأت أسعار النفط تتعافى من انهيار استمر عامين.
وأفاد تقرير "بيكر هيوز" أن إجمالي عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي قيد التشغيل في أمريكا بلغ 975 في السادس عشر من شباط (فبراير) مقارنة بـ 876 حفارا في 2017، و509 حفارات في 2016، و978 حفارا في 2015، وتنتج معظم هذه الحفارات النفط والغاز كليهما.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط