Author

الجريمة في أسبوع

|
نشرت النيابة العامة إحصائية الجرائم المبلغ عنها خلال أسبوع، كانت هناك أرقام مهمة لا بد أن يتعامل معها المسؤولون عن الحماية المدنية والجهات الأمنية بكل دقة وحرص. النسب المقلقة لجرائم المخدرات تقع في خانة الخطر الذي لابد أن نتعاون جميعا على محاربته. الكل يعلم أن هناك حربا تخاض ضد أبناء وبنات هذا الوطن أهم اعتمادها هو التركيز على تدمير الفكر والنشاط العقلي والبدني من خلال ترويج المخدرات. تتبنى هذه الحرب دول معروفة، وتسخر الغالي والنفيس في خدمة من يروجون هذا البلاء بيننا. هذه الحرب ستستمر ما دام هناك كم كبير من الجهل والإهمال المؤديين للوقوع في المخدرات. هذان العنصران يناديان كل المؤسسات المجتمعية للوقوف صفا واحدا لحماية النشء من الخطر المدمر لأهم عناصر الحياة وتقدم وبقاء الدول وهم أبناؤها وبناتها. الدرس الذي لا بد أن نستوعبه جميعا هو أنه لا يمكن أن نغتال إن نحن وثقنا العلاقة بأسرنا. إن الدور الأهم للوالدين هو الأساس في تكوين جدار يحمي الأبناء والبنات. ما يحدث اليوم من تهاون في العلاقات الأسرية وانشغال بالأمور غير المهمة عن الأهم والأكثر خطورة هو ما يمكن أن يدفع بهذه الحرب للأمام لتتمكن من تدمير شبابنا وبناتنا. لا بد أن يعود الأب إلى المنزل وتبقى الأم بجوار أبنائها، هذه ضرورة مع ما نشاهده من تفاقم التهديد على العلاقات الأسرية الذي تمثله مجموعة من العوامل الخطيرة سواء تكلمنا عن وسائل التواصل المجتمعي أو العلاقات الموجودة في المدارس أو خارجها. إن وجود العناصر المدمرة للأبناء والبنات دون مقاومة من الأسرة سيجعلنا نتحسر على إهمال أعراض الخطر التي ينبه إليها كل من يتولون عملية التوعية والإنذار. عناصر تغيير ومؤشرات خطر يمكن أن يلاحظها الأب وتلاحظها الأم فور ظهورها إن هما كانا مع أبنائهما وبناتهما طول الوقت. هنا يسيطر السؤال كيف تعرف التغيير إن لم تكن متعايشا مع واقع أسرتك. كما أن الإحصائيات التي شاهدناها تعتبر منجما لمختصي التربية وعلم الاجتماع وموجهي الرأي العام للتعرف على أكثر المشكلات انتشارا والتعامل مع مؤشرات ومسببات ظهورها لحماية المجتمع من المخاطر التي تتفاقم مع الوقت دون أن يشعر بها الناس، لتصبح في مرحلة متقدمة أمرا واقعا يصعب التعامل معه.
إنشرها