أخبار اقتصادية- محلية

طباخات وموظفات استقبال وخدمة عملاء .. السعوديات يكسرن احتكار الرجال لقطاع الفندقة

طباخات وموظفات استقبال وخدمة عملاء .. السعوديات يكسرن احتكار الرجال لقطاع الفندقة

طباخات وموظفات استقبال وخدمة عملاء .. السعوديات يكسرن احتكار الرجال لقطاع الفندقة

طباخات وموظفات استقبال وخدمة عملاء .. السعوديات يكسرن احتكار الرجال لقطاع الفندقة

طرفة ونورة وسارة، فتيات سعوديات في عمر الزهور بعضهن يحملن شهادات متقدمة في مجالات متعددة، وأخريات بلا شهادت ولكن لديهن شغفا وخبرة، وجدن أخيرا موطئ قدم وسط قطاع كان لعقود طويلة حكرا على الرجال ، بل في السعودية حكرا على الرجال الأجانب. كيف استطاع هؤلاء النسوة إضافة إلى المئات من زميلاتهن منافسة الرجال في قطاع الفندقة في المملكة؟ .. سؤال تسعى "الاقتصادية" في هذا التقرير للإجابة عنه، حيث أكد عدد من مديري الفنادق الذين استطلعت "الاقتصادية" آراءهم، أن الفتيات السعوديات أثبتن كفاءة عالية في عدد من المهن التي يحتاج إليها هذا القطاع مثل العمل في المطبخ أو في الاستقبال أو خدمة العملاء أو التسويق والعلاقات العامة. عمل المرأة في قطاع الفندقة لم يكن ممهدا بالورد، ولا تزال السعوديات يواجهن صعوبات وتحديات للمنافسة والبقاء في هذا القطاع. وهنا يؤكد عدد من المشاركات في التقرير أن التمييز في الرواتب وعدد وموعد ساعات العمل، وضعف برامج التدريب والتأهيل، وبيئة العمل أحيانا إلى جانب نظرة المجتمع، لا تزال تعد مشكلة تواجه أي فتاة ترغب في العمل في فندق.. وإلى التحقيق:

 

تكاد تجارب الفتيات السعوديات في قطاع الفندقة أن تكون متشابهة رغم اختلاف الأعمال التي يقمن بها إلا أنها في المجمل مرتبطة بالضيافة، وهنا تقول لـ "الاقتصادية" طرفة الفوزان _ حائزة على جوائز في الطبخ وتحمل شهادة مدرب معتمد في الطبخ وتعمل حاليا طباخة في أحد الفنادق الشهيرة في الرياض، " بدأت دخول مجال الفندقة منذ عامين، وكان شغفي بالطبخ هو الدافع الأساس للعمل في هذا المجال".
بدأت طرفة حديثها مع "الاقتصادية"، بتشبيه دخول الفتيات السعوديات مجال الفندقة بدخول شخص لم يسبح في حياته للبحر، لكثرة المخاطر والمنافسة غير العادلة حيث إن أبرز الصعوبات التي واجهتها عدم وجود التشجيع والتحفيز والدعم من قبل المدير الأجنبي.
واضافت "المجال محتكر من جنسيات أجنبية محددة الذي يعتبر من أهم تحديات الدخول والاستمرار في هذا المجال. وقد عرضت علي وظيفة كبير الطهاة في الفندق نفسه الذي أعمل فيه حاليا بديلا عن المدير الأجنبي الذي يشرف علي الآن ولكن بنصف الراتب الذي يتقاضاه ما دفعني للرفض.
تميزت طرفة بطهي الأطباق الشعبية وحدد لها الفندق يوما من كل أسبوع لتقديم المأكولات السعودية وتتقاضى ألفي ريال عن هذا اليوم، وترى أن هذا المردود المادي غير مجز مقارنة بالجهود المبذولة، ومقارنة بما يتقاضاه الطباخ الأجنبي.
من ناحيتها، تقول نورة البلوشي، مشرفة مكاتب أمامية في أحد أهم فنادق الرياض أنها بدأت في مجال الفندقة منذ 2015 بالعمل كموظفة خدمة عملاء عبر الهاتف، وخلال أقل من سنة أصبحت مشرفة خدمة عملاء.
ولمست البلوشي تغير نظرة المجتمع لدخول الفتيات مجال الفندقة حيث زادت نسبة الموظفات خلال ثلاث سنوات من موظفتين إلى ما يقارب 100 موظفة في 2018 في الفندق نفسه الذي تعمل فيه، نظرا لوجود بيئة عمل تناسب طبيعة الفتاة السعودية.
ونصحت البلوشي الفتيات بالانخراط في مجال الفندقة لأنه يتيح فرص للتدريب والتطوير ويبرز إنتاجية كل موظف، ويحفظ حقه.
وتقول ريم السويد، وهي أول موظفة خدمة نزلاء في الفندق الذي تعمل فيه، إن الفتاة السعودية تواجه عددا من الصعوبات في هذا المجال أهمها نظرة المجتمع التي لاتزال غير متقبلة وجود الفتاة في هذا المجال، إضافة إلى أن الرواتب دون المستوى المأمول وفيها تمييز عن الرجل. وتأمل السويد تحسن مستوى رواتب السعوديات والسعوديين في هذا القطاع.
وتجد السويد أن بيئة الفنادق آمنة للفتاة لوجود قوانين تكفل لها حقوقها ومستوى رقابة مرتفع.وأوضحت سلوى بن كليب نجاح تجربتها في مجال الفندقة، حيث بدأت سلوى المجال منذ سنتين كمساعد إداري، وخلال أقل من سنة حصلت على ترقية لوظيفة مشرف موارد بشرية.
وتغيرت وجهة نظر سلوى بعد التحاقها بمجال الفندقة حيث كانت ترى صعوبة العمل في هذا المجال المعروف بهيمنة العنصر الرجالي ولكن وجدت البيئة مثالية للإبداع وتطوير المهارات.
وبينت أديم .ق. مسؤولة علاقات حكومية في أحد فنادق الرياض، أن أكبر تحد واجه نجاحها هو العمل في بيئة يسيطر عليها الرجال لوجود المنافسة العالية وعدم تقبل مشاركة المرأة في هذا القطاع.
وترى أديم أن المجتمع غير مدرك لواقع عمل المرأة في مجال الفندقة ولاتزال المهن التي تعمل فيها المرأة في هذا القطاع غير واضحة لكثير من أفراد المجتمع.

مسؤولو الفنادق

وبالانتقال إلى المسؤولين في الفنادق لمعرفة رأيهم في دخول الفتاة السعودية مجال الفندقة، أشاد فهد الشهري مدير الموارد البشرية في أحد أكبر فنادق الرياض بنجاح وتميز الفتيات السعوديات وقدرتهن على المنافسة والتطوير، وقد أوضح الشهري افتقار المجال للكفاءات السعودية حيث بلغ السعوديين العاملين في الفندق 102 سعودي من أصل 473 موظفا، شكلت نسبة الفتيات ما يقارب 27 في المائة من إجمالي موظفي الفندق، وتراوح رواتبهن بين (4500) إلى (14500) ريال سعودي.
وأوضح سلطان الجهني، مدير العلاقات العامة في أحد فنادق الرياض، دور الفتاة السعودية وضرورة سرعة تمكينها مع التوجه لزيادة عدد الفنادق في المملكة، واعتبر الجهني غموض فهم عمل المرأة في قطاع الفندقة هو أبرز تحد يواجه عمل المرأة في هذا المجال.
وأكد تزايد دخول الفتيات للعمل في قطاع الفندقة وارتفاع نسبة الفتيات العاملات في الفندق من ثلاث موظفات خدمة عملاء عام 2013 إلى ما يقارب 90 في عام 2018 في عديد من المجالات.
وكشف لـ "الاقتصادية" عبد الرحمن الصانع، نائب رئيس لجنة الفنادق في غرفة الرياض، أن المنطقة الغربية تعتبر أكبر منطقة من حيث عدد الفتيات السعوديات العاملات في الفنادق. جاءت مدينة مكة المكرمة في المرتبة الأولى من حيث نسبة إشغال السعوديات من المنطقة.
وأوضح الصانع وجود 400 سعودية تعمل في 40 فندقا بالرياض في مجالات التسويق، والإدارة، والموارد البشرية، وخدمة العملاء، والمطبخ، والمغاسل.
وأشار إلى ضرورة الاهتمام بتأهيل الشباب السعودي لدخول عالم الفنادق حيث بلغ عدد المعتمرين خلال سنة عشرة ملايين معتمر وتهدف "الرؤية" إلى رفع هذا العدد إلى 30 مليون معتمر بحلول عام 2030 الذي يتطلب وجود دور إيواء ذات كفاءة عالية وذلك لن يتحقق إلا بوجود كوارد وطنية مؤهلة ومدربة.
واعتبر الصانع ضعف التأهيل والتدريب في مجال الفندقة أكبر تحد يواجه السعودي للتميز والإبداع في هذا المجال مع وجود مراكز تعليم وتدريب في قطاع السياحة والفندقة حكومية وخاصة، ولكنها دون المستوى المأمول، ومخرجاتها ضعيفة لا تفي بجاجة سوق العمل الذي يعتبر أكبر قطاع موظف في العالم.
وأكد الصانع على ضرورة وجود مراكز تدريب مؤهلة تركز على الجانبين العملي والنظري معا، ولفت إلى عدم وجود أي مركز تدريب أو تأهيل حكومي أو خاص للفتيات في مجال السياحة والفندقة في المملكة.
ونبه الصانع إلى مشكلة احتكار الأجانب لقطاع الإيواء في المملكة، وأرجع السبب في ذلك لعدم وجود مراكز تعليم أكاديمية وتدريبية جيدة لخدمات الفندقة، وانعدام وجود مراكز تعليمية أو تدريبية نسائية تؤهل قوى عاملة متمكنة من العمل في دور الإيواء.

آراء مستقلة

بدوره قال الدكتور عبدالإله ساعاتي عضو مجلس الشورى: "رؤية المملكة" نصت على رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 30 في المائة، وقطاع الفندقة أحد المجالات التي تسهم في تحقيق أهداف التحول الوطني و"الرؤية".
ويرى ساعاتي ضرورة التدخل لتقليل نسبة البطالة المرتفعة بين الإناث التي بلغت 33 في المائة من خلال فتح عديد من المجالات وتمكين المرأة من المشاركة في القطاعات كافة.
وأكد ساعاتي على الحاجة لوجود التأهيل والتدريب في هذا المجال ليكون هو المعيار في دخول المرأة مجال الفندقة والتميز فيه.
وأضاف ساعاتي، "رؤية 2030" أزالت كثيرا من التحديات أمام الفتاة وجعلت المجتمع يصبح أكثر وعياٌ وفهماً لدور المرأة، وأكد على قدرة الفتاة على المواجهة والمشاركة بصورة فعالة.

دور هيئة السياحة

وبحسب آخر إحصائية للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، فقد توقعت ارتفاع عدد الفنادق في المملكة بنهاية عام 2018 بنسبة 8 في المائة ليصبح إجمالي عدد الفنادق في المملكة 2290 مقارنة بـ 2120 في بداية 2018.
وتستهدف الهيئة زيادة عدد الفنادق لعام 2019 بنسبة 8 في المائة لتصل إلى 2437 فندقا، وزيادة معدل نمو الفنادق لعام 2020 بنسبة 9 في المائة لتصل إلى 2671 فندقا.
وبحسب الإحصائية فقد جاءت الفنادق التي تحمل تصنيف نجمة واحدة في المرتبة الأولى في عدد الفنادق لعام 2018 بـ 1134 فندقا مقارنة بـ 133 لفنادق الخمسة نجوم.
واحتلت منطقة مكة المكرمة المركز الأول في عدد الفنادق في المملكة حيث بلغت 1331 فندقا، وتلتها منطقة المدينة المنورة بـ 398 فندقا، ثم المنطقة الشرقية بـ 110 فنادق، فيما جاءت الرياض في المرتبة الربعة بـ 105 فنادق، وجازان بـ 48 فندقا.
وقالت لـ "الاقتصادية" الهيئة العامة للسياحة إنه في عام 2018م تم تفعيل خطة الرقابة على توطين الوظائف في قطاع الفنادق، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى، وتسعى الهيئة إلى زيادة عدد الوظائف المباشرة السياحية من 833 ألفا إلى 1.2 مليون في مبادرة التحول الوطني 2020م. كما تعمل الهيئة ممثلة بالمركز الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحي "تكامل" من خلال برنامج توطين وظائف القطاعات السياحية على وضع استراتيجيات وخطط توطين وظائف القطاع السياحي بالتعاون مع (وزارة العمل، صندوق تنمية الموارد البشرية، المؤسسة العامة للتدريب التقني والفني، جهات التعليم والتدريب السياحي الحكومية والأهلية، والمنشآت السياحية في القطاع الخاص)، وتقديم برامج تدريبية وتأهيلية وورش عمل مقدمة للمواطنين بهدف زيادة نسب التوطين في القطاع السياحي.
وبينت الهيئة أنها تعمل على خطة لعام 2018م من خلال مركز تكامل الذي سيقدم أكثر من (100 برنامج تدريبي) من بينها برامج التدريب المنتهي بالتوظيف، وبرامج تأهيل العاملين في القطاع السياحي، وبرامج تأهيل الراغبين في العمل في القطاع السياحي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- محلية