FINANCIAL TIMES

"سناب شات" تجيب عن سؤال قيمته مليار دولار

"سناب شات" تجيب عن سؤال قيمته مليار دولار

"سناب شات" تجيب عن سؤال قيمته مليار دولار

بلغ عمر تطبيق سناب شات سبع سنوات، لكنه لا يزال لغزا بالنسبة إلى الكثير من الناس ممن تزيد أعمارهم على 30 عاما.
الذين يسعون إلى معرفة المزيد يمكنهم الآن الاستعانة بكتاب*: كيف ترفض مليار دولار؟، وهو سيرة مناسبة عن إحدى الشركات تقدم معلومات تتضمن كيفية تحول تطبيق خاص بمراسلة الصور، مع سمعة ظهرت مبكراً، كأداة شركات ليصبح شركة عامة بقيمة 22 مليار دولار، تقدم خدمات يستخدمها 187 مليون شخص يوميا.
قصة شركة سناب هي قصة أقل شيوعا بكثير من تلك الخاصة بـ "تويتر"، ما يثير الدهشة بسبب المادة الخام. يجمع تطبيق سناب شات أفضل الخواص التي تشير إليها روايات وادي السيليكون – شخص مثالي ينشد الكمال على طراز ستيف جوبز، ومعركة قانونية على التأسيس، ومعركة على غرار واقعة داود وجالوت ومع شركة فيسبوك - مع لمسة تغيير من هوليوود لتقضي على كل اللطافة التي تتميز بها الشركة في مقرها في لوس أنجلوس، والمؤسس المشارك صديق المشاهير إيفان شبيجل.
يظهر في هذا الفراغ بيلي جالاجر، الذي كان يدرس مع شبيجل في جامعة ستانفورد ويسبقه بعامين، وقام بتغطية سناب شات في بداياته ككاتب يعمل لدى خدمات الأخبار الإلكترونية المعروفة بـ: تيككرانش.
وبما أنه لا يزال يعمل في وادي السيليكون كصاحب رأسمال مغامر، لديه كل من الاتصالات ودهاء صناعة التكنولوجيا التي تؤهله لأن يكون كاتب سيرة مقنعا لتطبيق سناب، وكتاب "كيف ترفض مليار دولار" ينجح فعليا في المهمة الصعبة التي تتضمن تفسير الجاذبية التي يحظى بها تطبيق سناب شات- وهو أمر، كما يعترف جالاجر نفسه، إظهاره أسهل بكثير من سرده. لكن الكتاب يوجه نقدا كبيرا في إعادة سرده لبعض اللحظات الحاسمة التي تعرضت لها شركة سناب، بما في ذلك سرد موجز بشكل يثير الدهشة لرفض الشركة صاحبة الاسم، لعرض شراء بمليارات الدولارات من شركة فيسبوك.
المحاولة الأولى من مارك زوكربيرج لشراء تطبيق سناب شات كانت في عام 2012، بعد مرور شهور على دفع شركة فيسبوك مبلغ مليار دولار لشراء تطبيق آخر لتشارك الصور، ألا وهو إنستاجرام، في صفقة اعتبرت بشكل سريع كأنها قد تمت مقابل سعر رخيص للغاية، على شبكة التواصل الاجتماعي الرائدة في العالم.
الحصول على تطبيق سناب شات مقابل مبلغ 60 مليون دولار، كان يمكن أن يكون أكثر من عملية سرقة، لو لم يقم شبيجل والمؤسس المشارك لديه بوبي ميرفي برفض تلك الصفقة.
في المقابل، أجرى زوكربيرج أول محاولة له لتقليد تطبيق سناب شات. بعد أسابيع من رفض عرضه، أرسل مؤسس شركة فيسبوك رسالة بريد إلكترونية إلى شبيجل عند إطلاق تطبيق لإخفاء الصور، قائلا فيها "أتمنى لكم الاستمتاع ببوك".
كما يفسر جالاجر، تبين أن التقليد أكثر من مجرد إطراء. محاولة شركة فيسبوك وعملية الاستنساخ اليائسة بشكل واضح "أثبتت مصداقية حقل المراسلات وساعدت في تغيير نوعية السرد المغري الذي كان يعانيه تطبيق سناب شات"، بحسب ما كتب.
عندما عادت شركة فيسبوك بعد عام من خلال عرض استحواذ أكثر سخاء بكثير بقيمة تصل إلى ثلاثة مليارات دولار، رفض شبيجل العرض مرة أخرى.
غير أن جالاجر لم يخبرنا أبدا في الحقيقة كيف عانى شبيجل ذلك القرار، أو كيف كان رد فعل المستثمرين لديه. ويجري سرد هذه الحادثة في عدد قليل من الصفحات.
أما الجزء الأكثر إلهاما في الكتاب فيأتي في السرد الذي قدمه عن الوقت الذي قضاه شبيجل في جامعة ستانفورد. كمنظم مشاريع منذ البداية، كان شبيجل يحب إقامة حفلات لرفاقه في السكن يتم فيها تناول ريد بول، مشروب الطاقة الذي كان يحبه كثيرا.
وفي تلك الجامعة تعرف إلى صديقه الذي أصبح المؤسس المشارك له مستقبلا ريجي براون، شاب آخر حسن المظهر وذكي وصعب المراس.
عندما قرر المسؤولون في الجامعة أن سكن الطلبة "يتسم بثقافة تناول مشروبات تتسبب في حدوث حوادث تتجاوز حد الإشكالات"، تم طرد براون وشبيجل من السكن.
إلا أنهما بقيا صديقين مقربين جدا لدرجة أنه عندما توصل براون إلى فكرة وجود تطبيق لإرسال الصور التي تختفي، كان شبيجل أول شخص أخبره بذلك. ورد فعله "هذه فكرة بمليون دولار".
في الحقيقة، عملت تلك الفكرة على جعل شبيجل وميرفي من أصحاب المليارات، في الوقت الذي حصل فيه براون على مبلغ تسوية بقيمة 157.5 مليون دولار، بعد رفع دعوى قضائية على الاثنين متهما إياهما بالإخلال بالعقد.
يبدو الكتاب متوازنا في إعادة سرده لكيفية وقوع الخلاف بين الثلاثة وهم يحاولون تحويل فكرة براون إلى عمل تجاري، مستفيدين من القصر الذي يمتلكه والد شبيجل في لوس أنجلوس بقيمة أربعة ملايين دولار.
مع ذلك، يعاني جالاجر، مثل كثير من الصحافيين الآخرين، من عقدة الخوف من وسائل الإعلام التي تسببت فيها تلك الدعوى القضائية - في الواقع، يعترف بعد أن قطع نحو ثلثي الكتاب بأن شبيجل اعترض طريقه، وحال دون إكمال الموضوع بعد أن شعر بالغضب الشديد بسبب تغطيته تلك القضية.
ثمة عامل آخر أسهم فيما يسميه أحد أعضاء مجلس إدارة شركة سناب بتحول شبيجل إلى شخص مصاب بجنون العظمة، هو التسريب الذي حصل في عام 2014 لبعض رسائل البريد الإلكتروني المحرجة جدا ذات الإيحاءات، التي يعود تاريخها إلى أيامه التي قضاها في الجامعة.
من الصعب تخيل التأثير الواقع على مهنة شبيجل فيما لو تم الإفراج عن تلك الرسائل خلال العام الماضي، عندما استيقظت صناعة التكنولوجيا أخيرا لتدرك المشكلات التي تعانيها المتمثلة في التمييز الجنسي والتحرش.
على الرغم من ذلك، يبرئ جالاجر شبيجل "كثير من الناس الذين تحدثت معهم حول هذا الكتاب، بأنه كانت لهم طريقتهم في تفسير أن تلك الرسائل لا تعكس الحقيقة التي يمثلها إيفان الآن".
وفي حين إن الكتاب لا يساعدنا على فهم مدى شعبية تطبيق سناب شات، وهو يعاني في سبيل اختراق سريتها.
في حفلة لتطبيق سناب شات في رأس السنة عام 2014، صادر حراس الأمن الهواتف الذكية التي كانت مع الضيوف، يتحدث المؤلف كيف كان ينظر إلى الأعلى من بين الجمهور إلى منطقة كبار الشخصيات، حيث كان شبيجل يحتفل مع المطربة تايلر سويفت. للأسف بالنسبة إلى القارئ، لم يتمكن قط من أن يأخذنا إلى ما وراء اللقاء العابر بينهما.


• كيف ترفض مليار دولار: قصة سناب شات. تأليف: بيلي جالاجر، فيرجين بوكس، 14.99 جنيها/ سانت مارتنز برس، 26.99 دولارا، 304 صفحات.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES