Author

فضائل التراجع

|

أغلبنا يمر بلحظات تراجع في حياته، هذه اللحظات صعبة ومريرة، لكن رغم قسوتها فرصة عظيمة للتفوق، تجعلك تتألم ثم تتقدم.
لدي إيمان بالغ بأن التراجع والتحديات تقوينا.
تأملوا السهم، عندما يتراجع إلى الخلف سينطلق بقوة إلى الأمام، وكذلك العدَّاء حينما يريد الفوز يعيد ساقه إلى الوراء لينطلق كصاروخ.
التراجع مهما كان مؤلما هو أفضل بكثير من تقدمنا خطوة نجهل بعدها ما سيؤول إليه حالنا.
نمارس التراجع كثيرا في حياتنا، تارة نتراجع عن قرار اتخذناه بتسرع من دون تأن ودراسة وتحليل، وتارة نتراجع عن التقدم إلى الأمام والمبادرة خشية ألم قد يحطم قلوبنا الرقيقة، وقد نتراجع بسبب إحباط أو إخفاق نعيشه.
إننا نتراجع حتى نواجه تحدياتنا بوعي أكبر ونركز أكثر في الوصول لأهدافنا من خلال طريق يهبنا الفوز.
تراجعك لا يعني فشلك، ولا يعني خوفك، ولا يعني كسلك، ولا يعني نقض عهدك. أحيانا نعثر على الحياة في تراجعنا.
نجدها رغم أنها كانت أمامنا لكن لم نرها إثر انغماسنا في التفاصيل بل غرقنا فيها.
لا تندم أبدا فكل أمرك خير لك، فكما في تقدمك خير، ففي تراجعك خيران.
عانيت مثل غيري في تراجعي في دراستي وعملي ومشاريعي، لكن دائما هذا التراجع يقودني إلى محطات أفضل وتجارب أكثر ثراء. حينما أخبو وأتقهقر، أتضايق وأثابر لتغيير الواقع؛ فتكون النتيجة أفضل وأزهى. المهم ألا يخدرنا هذا التراجع ويصبح قاعدة وروتينا، يجب أن يكون عابرا وقصيرا، محطة استراحة لقادم جميل ومبهج مزدحم بالأنباء السعيدة.
أعظم ما يقوم به المرء هو التراجع، فالمراجعة هي القفزة التي سترفعك لأعلى.
أكثر الناس تراجعا ومراجعة أكثرهم نجاحا. من لا يتأمل الدروس المستفادة ويعيد قراءتها فسيكرر أخطاءه.
فالتراجع يمنحك زاوية جيدة لمشاهدة الصورة كاملة عن بعد. إنك لن تستطيع المشاهدة بوضوح وأنت في منتصف المشهد. ستكون الرؤية ناقصة وغير مكتملة.
التراجع ليس بالضرورة نهاية، بل ربما انطلاقة جديدة، رائعة ومميزة.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها