الطاقة- النفط

تقلبات الأسعار المتسارعة تزيد حالة عدم اليقين في سوق النفط

تقلبات الأسعار المتسارعة تزيد حالة عدم اليقين في سوق النفط

أكدت شركة الطاقة العملاقة "رويال داتش شل"، أن العالم يعيش مرحلة من عدم اليقين في السوق، جراء تقلبات متسارعة في أسعار النفط، إلى جانب التحولات في منظومة الطاقة في ظل انتقال العالم إلى نظام منخفض الكربون لمعالجة تحدي تغير المناخ ومع ذلك لا يزال العالم بحاجة إلى النفط والغاز وسيستمر لعقود طويلة مقبلة.
وشددت الشركة في تقرير حديث على ضرورة العمل المشترك بين كل أطراف الصناعة ليكون الجميع جاهزا لمستقبل جديد.
وقالت "شركات الطاقة لها طموحات ثلاثة في الفترة الراهنة، أولها أن تصبح حالة الاستثمار على مستوى عالمي جيد ومزدهر، وثانيا أن عملية التحولات والانتقال في مجال الطاقة تكون يسيرة بدون صعوبات، وثالثا الحصول على ترخيص مجتمعي قوي للعمل في التنقيب والاستكشاف بوتيرة سريعة دون مخاوف".
ولفت التقرير إلى أهمية إعادة هيكلة المحفظة الاستثمارية بشكل جيد وسريع وعالي الكفاءة من خلال صفقات واستحواذات مؤثرة ترفع الإنتاجية وتعزز الربحية في كل موارد الطاقة خاصة النفط والغاز في المشروعات البرية وفي المياه العميقة على السواء.
وذكر أن "شل" على سبيل المثال قامت ببيع أصول غير أساسية وإعادة تشكيل محفظتها الاستثمارية بشكل أكثر كفاءة وفاعلية بما يضمن تعاظم الربحية.
وأشار التقرير إلى أن السوق يعيش حاليا مرحلة الشركات المتكاملة للنفط والغاز والكيماويات، إلى جانب العمل على تحقيق النمو على المدى الطويل من خلال مشروعات جيدة في مجال الطاقات الجديدة.
وأكد أهمية تحقيق كفاءة رأس المال والتميز التشغيلي وضمان أن كل دولار ينفق في المشروع يكون له مردود جيد وعائد مثمر يعزز المراكز المالية لشركات الطاقة.
وما زالت وفرة الإنتاج الأمريكي تضغط على الأسعار وتكبح تحقيق مكاسب أوسع خاصة بعد صدور تحذيرات من وكالة الطاقة الدولية من احتمال عودة التخمة الحادة في المعروض النفطي بالأسواق.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة، إن أسعار النفط تستعيد المكاسب تدريجيا بسبب تعافي أسواق المال العالمية التي تعرضت لواحدة من الهزات العنيفة التي طالت في تأثيراتها مختلف الأنشطة الاقتصادية.
وأضاف أن منظمة "أوبك" جددت موقفها مرة أخرى على لسان سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي ورئيس "أوبك" الدوري، الذي أكد أن الزيادات في الإنتاج الأمريكي لن تعرقل نجاح جهود "أوبك" وشركائهم المستقلين في علاج تخمة المعروض في الأسواق وامتصاص فائض المخزونات النفطية.
وأوضح أن "أوبك" تبدى ثقة كبيرة بنمو الطلب السريع على النفط الذي يدعمه بقوة الامتثال الواسع من المنتجين بخفض الإنتاج، معتبرا أن "أوبك" لا تهون من تأثير الإنتاج الأمريكي خاصة إذا نما الطلب بنحو 1.6 مليون برميل يوميا هذا العام والعام المقبل، وهو المستوى الذي تدور حوله أغلب توقعات المؤسسات المالية الدولية مثل المصارف العالمية إضافة إلى توقعات "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية.
من جانبه، أكد لـ" الاقتصادية"، روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو اتش أي " للخدمات النفطية، أن تمسك "أوبك" والمستقلين بالعمل بتخفيضات الإنتاج على مدار العام الجاري يأتي تحسبا لزيادات واسعة في الإنتاج الأمريكي.
وأشار إلى أن العام الجاري سيشهد على الأرجح استعادة التوازن في سوق النفط الخام خاصة مع التقدم المستمر في السيطرة على فائض المخزونات التي تعود بوتيرة سريعة إلى المستوى المتوسط في خمس سنوات وهو ما يضمن أداء قويا في السوق وعلاقة صحية ومتوازنة بشكل مستدام بين العرض والطلب.
من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية"، أرتوراس فيفراس مدير الاستثمار في فكتوريا بنك في دولة مولدوفا، إن الأسواق تتلقى دعما من التماسك القوي في اتفاق خفض الإنتاج بين دول "أوبك" وخارجها بقيادة روسيا، مشيرا إلى أن روسيا تتجنب ضغوطا واسعة من الشركات لزيادة الإنتاج وتتمسك بالاتفاق وأيضا بالتعاون الاستراتيجي مع دول "أوبك".
ولفت إلى أن هذا يفسر ما أكده أمين عام "أوبك" بأنه تلقى وعودا قاطعة من الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين ووزير الطاقة ألكسندر نوفاك بعدم العودة إلى حالة إغراق الأسواق بالإنتاج كما حدث في فترات سابقة، متوقعا أن يشهد التعاون بين روسيا و"أوبك" أشكالا أكثر نضجا بعد العام الجاري 2018.
وفيما يخص الأسعار، فقد هبطت أسعار النفط أمس، متخلية عن المكاسب التي كانت قد حققتها في وقت سابق مع تعافي أسواق الأسهم العالمية، وذلك بعدما توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز حجم إمدادات الخام العالمية الطلب هذا العام على نحو قد يقوض جهود المنتجين لتقليص المعروض من الخام.
بيد أن الارتفاع السريع في الإنتاج، وبخاصة في الولايات المتحدة، قد يتجاوز بكثير أي زيادة في الطلب ويقود المخزونات العالمية إلى الارتفاع بعدما اقتربت الآن من متوسط خمس سنوات.
وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت انخفاضا بلغ 23 سنتا إلى 62.36 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:18 بتوقيت جرينتش بينما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 40 سنتا إلى 58.89 دولار للبرميل.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” أمس الأول، إنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط 1.59 مليون برميل يوميا هذا العام، بزيادة قدرها 60 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة، إلى 98.6 مليون برميل يوميا.
وكانت أسواق الأسهم قد منيت الأسبوع الماضي ببعض أشد خسائرها على الإطلاق ما تسبب في اهتزاز الثقة بجميع الأسواق.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" إن الولايات المتحدة والمنتجين الآخرين من خارجها سيزيدون الإمدادات بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا هذا العام بارتفاع قدره 250 ألف برميل يوميا مقارنة بتقديرات الشهر الماضي في ثالث زيادة على التوالي من 870 ألف برميل شهريا في توقعات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وأشارت المنظمة إلى أن أسواق النفط ستعود للتوازن بين العرض والطلب لكن فقط "قرب نهاية هذا العام" بسبب نمو الإنتاج من خارجها.
وتتوقع "أوبك" زيادة المعروض العالمي بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا خلال هذا العام، في الزيادة الثالثة على التوالي، وتوقعت "أوبك" زيادة قدرها 870 ألف برميل يوميا في تشرين الثاني (نوفمبر).
وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس، أن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وحلفائها تمكنوا تقريبا من تحقيق هدفهم في إزالة تخمة المعروض في السوق العالمية، لكن جهودهم قد تتعطل بسبب ارتفاع الإمدادات في الولايات المتحدة ومنتجين آخرين.
وفقدت أسعار النفط الأسبوع الماضي نسبة 9.5 في المائة، في ثاني خسارة أسبوعية على التوالي، وبأكبر خسارة أسبوعية منذ كانون الأول (ديسمبر) 2014، بفعل تصاعد المخاوف بشأن تسارع إنتاج النفط في الولايات المتحدة.
وقفز الإنتاج الأمريكي خلال الأسبوع المنتهي في 2 شباط (فبراير) إلى10.25 مليون برميل يوميا، مسجلا أعلى مستوياته على الإطلاق، لتصبح الولايات المتحدة رسميا ثاني أكبر منتج للنفط بالعالم.
ورفعت وكالة الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضي توقعات الإنتاج خلال 2018 إلى 10.59 مليون برميل يوميا، بزيادة قدرها 320ألف برميل يوميا عن آخر توقعات للإدارة في الأسبوع الأسبق.
وأعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية يوم الجمعة الماضي، ارتفاع منصات الحفر والتنقيب الأمريكية بمقدار 26 منصات، في ثالث زيادة أسبوعية على التوالي، وبأكبر زيادة أسبوعية منذ الأسبوع المنتهي في 20 كانون الثاني (يناير) 2017.
ووصل إجمالي المنصات العاملة حاليا في مناطق الحقول الصخري الأمريكية إلى 791 منصة ، وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2015، الأمر الذي يصب في صالح توقعات تسارع إنتاج النفط الأمريكي لمستويات قياسية جديدة.
وتراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 61.04 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 61.57 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق خامس انخفاض متتال، كما أن السلة خسرت نحو خمسة دولارات مقارنة بآخر تعاملات شهر كانون الثاني (يناير) الماضي الذي سجلت خلاله 66.28 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط